تجميل النساء وانتخابات البرلمان
خديجة الحمداني
أيام قليلة تفصل العراق عن موعد الانتخابات البرلمانية، وفي الوقت الذي تتزايد فيه المنافسة بين المرشحين والمرشحات، بدأت تظهر أساليب دعائية جديدة وغير تقليدية، من أبرزها تحول صالونات التجميل النسائية إلى أدوات دعائية انتخابية.
فقد غدت هذه الصالونات، التي كانت في السابق أماكن للاسترخاء والعناية بالمظهر، ساحات تُدار فيها النقاشات السياسية وتُوزّع داخلها المنشورات والصور الانتخابية، في مشهد يعكس التداخل الكبير بين الحياة الاجتماعية والسياسية في البلاد.
انتشرت هذه الظاهرة في عدد من المحافظات العراقية، حيث بدأت بعض الصالونات تستخدم الزينة والجمال كوسيلة للترويج لمرشحات يسعين إلى كسب أصوات النساء.
تُعلّق الصور والشعارات داخل الصالون، وتُقدَّم منشورات صغيرة مع خدمات التجميل، بل في بعض الأحيان تُعرض خدمات مجانية أو بأسعار رمزية بمناسبة اقتراب الانتخابات، في محاولة لاستمالة الناخبات وكسب تعاطفهن.
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العراقيون، ومع ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع فرص العمل، تحولت هذه المبادرات إلى فرصة حقيقية للنساء من الطبقات البسيطة والفقيرة للحصول على خدمات تجميلية لا يستطعن تحمل نفقاتها في الأيام العادية.
فبينما تزداد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على النساء، أصبحت هذه العروض المجانية وسيلة مؤقتة تمنحهن شعوراً بالاهتمام والراحة، حتى وإن كانت تخفي خلفها أهدافاً سياسية.
من جانب آخر، شكّلت هذه الظاهرة فرصة للمرشحات للوصول إلى جمهور نسائي يصعب استهدافه عبر القنوات الرسمية، إذ إن الصالون مكان اجتماعي طبيعي تجتمع فيه النساء ويتبادلن الآراء بحرية، مما يجعل تأثير الدعاية أكثر عمقاً وفعالية.
فالعلاقات الاجتماعية التي تربط صاحبات الصالونات بالزبونات تمنح تلك الرسائل الانتخابية طابعاً شخصياً، فيتحول الإعجاب بقصة شعر أو مكياج جديد إلى نقاش حول مرشحة معينة وبرنامجها الانتخابي.
وبين الرغبة في التجميل والبحث عن التغيير السياسي، تبقى صالونات التجميل اليوم واجهة جديدة للدعاية الانتخابية، تكشف كيف أصبحت التفاصيل اليومية للمرأة العراقية جزءًا من المشهد الانتخابي العام.