قلعة كركوك.. خطط لإعادة التأهيل وإدراجها على لائحة التراث العالمي
الجلسة الحوارية في كركوك - 27 كانون الأول 2025
شفق نيوز- كركوك
نظم مركز كركوك للحوار والدراسات الاستراتيجية، يوم السبت، جلسة حوارية متخصصة بعنوان "كركوك والتراث المادي: الهوية العمرانية بين الاندثار وإعادة التأهيل.. قلعة كركوك أنموذجاً"، بحضور عدد من القيادات المحلية والنخب الأكاديمية والكفاءات المتخصصة وأصحاب الرأي والمهتمين بالشأن الثقافي والعمراني.
وبحسب بيان للمركز ورد لوكالة شفق نيوز فقد استُهلت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس المركز، حسن توران، مؤكداً أن إعادة إعمار وتأهيل قلعة كركوك يمثل أولوية ثقافية ووطنية، لما تحمله القلعة من قيمة تاريخية وعمرانية ورمزية في تشكيل هوية المدينة.
وشدد توران على ضرورة التعامل مع ملف التراث برؤية علمية متكاملة، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، وبما ينسجم مع المعايير الدولية للحفاظ على المواقع التاريخية.
وتضمنت الندوة محاور متخصصة قدمها عدد من الخبراء، حيث عرض نجاة كوثر خلاصة تاريخية وتحليلية عن القلعة، تناولت جذورها الحضارية ومعالمها العمرانية ودورها في تشكيل النسيج التاريخي والاجتماعي للمدينة عبر العصور.
كما قدم مدير آثار كركوك رائد عكلة العبيدي عرضاً حول الواقع الحالي للقلعة، متطرقاً إلى أوضاع الخدمات والتحديات التمويلية ومشاريع الترميم والتأهيل المنفذة والمخطط لها، إلى جانب المعوقات الإدارية والفنية وسبل معالجتها ضمن إطار مؤسسي مستدام.
من جانبه، قدم رئيس أبرشية كركوك والسليمانية، يوسف توما، ورقة عمل تناولت الخطوات العملية لإعداد ملف متكامل لإدراج قلعة كركوك ضمن اللائحة العالمية للتراث.
وأكد توما أهمية اعتماد خطة إدارة واضحة وإشراك المجتمع المحلي وتعزيز الوعي الثقافي والجمعي والإعلامي للموقع.
واختتمت الجلسة بفتح باب النقاش أمام الحضور، حيث تم طرح مجموعة من الآراء والمقترحات، وتم التأكيد على ضرورة بلورة توصيات عملية قابلة للتنفيذ تساهم في صون الهوية العمرانية لكركوك، وإحياء قلعتها بوصفها ركيزة ثقافية وحضارية ومستقبلاً تنموياً للمدينة.
وتقع قلعة كركوك في قلب المدينة، ويعود تاريخها إلى العصور الإسلامية المبكرة، وتتميز بتصميم عمراني فريد يجمع بين الأسوار الدفاعية والأبراج المراقبة والبوابات الحجرية والقصور الداخلية.
ولعبت القلعة دوراً محورياً في حماية المدينة والحفاظ على النسيج الاجتماعي والتجاري لكركوك عبر العصور.
ورغم تعرضها لعمليات ترميم، فإن بعض أجزائها تواجه خطر الاندثار بسبب عوامل طبيعية والإهمال، ما دفع الخبراء إلى إطلاق مبادرات لإعادة تأهيلها وحفظ هويتها العمرانية.
واليوم، تمثل القلعة رمزاً ثقافياً وحضارياً للمدينة وتعتبر نقطة جذب للباحثين عن التراث وللمهتمين بتاريخ كركوك العريق.