محلل سياسي سوري: الهجوم على عين عيسى إستراتيجية روسية

محلل سياسي سوري: الهجوم على عين عيسى إستراتيجية روسية
2020-12-25T08:12:33+00:00

شفق نيوز/ اتهم المحلل السياسي والعضو البارز في مبادرة توحيد القوى الكوردية السورية، المحامي فرهاد باقر، يوم الجمعة، روسيا بالوقوف وراء الأحداث التي تشهدها بلدة عين عيسى، مشيراً إلى أن روسيا تستبق الأحداث قبل دخول الملف السوري في المزايدات الدولية في الربيع المقبل.

وقال باقر في تصريح لوكالة شفق نيوز، "اعتقد أنّ اختيار هذا التوقيت لهذه الهجمات على بلدة عين عيسى هي استراتيجية واجندة روسية أكثر من أي جهة أخرى، فروسيا في هذا التوقيت لديها قراءاتها الخاصة للوضع السوري".

وأضاف "الملف السوري سيدخل في الربيع المقبل مرحلة البازارات السياسية على طاولة المفاوضات، فروسيا تريد كسب مزيد من نقاط القوة لصالح حليفها النظام السوري، خاصة وأن مدينة عين عيسى لها موقع استراتيجي هام جداً في شمال شرق سوريا".

وأشار باقر إلى أن "سوريا عامة تعد معبراً رئيسياً للطاقة كالنفط والغاز والمحاصيل الزراعية، وتكمن أهمية عين عيسى أيضاً في كونها تربط جميع مناطق شمال شرق سوريا ومن يسيطر على عين عيسى يتحكم بكوباني والرقة ومنبج وحتى الجزيرة السورية".

وتابع بالقول "إذا تم تسليم عين عيسى للنظام السوري فسيصبح في موضع قوة ويستخف أكثر بتضحيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بكافة مكوناتها الكوردية والعربية والأرمنية والجركسية وغيرها من المكونات الأخرى وفرض شروطها على طاولة المفاوضات المقبلة وإجبار الإدارات الذاتية على القبول بإدارة محلية وأمور خدمية".

وأردف باقر "أعتقد أنّ (قسد) تدرك هذه الأهمية بشكل جيد وتفهم ما ترمي إليه روسيا وتدرك جيداً أنّ هذه الهجمات هي هدف روسي تركي لإضعافها وإضعاف الإدارة الذاتية في أية مفاوضات مقبلة لذا لا أعتقد أنّ (قسد) سترضخ للضغوط الروسية التركية ولن تسلم عين عيسى للنظام".

وأكد على أن مدينة عين عيسى "متحصنة بشكل جيد في المنطقة وستدافع بكل قوتها وستكون هناك عمليات كرّ وفرّ وقد تتدخل تركيا بقوة أكثر إلى جانب الفصائل الإسلامية التابعة لها وتساندها بالأسلحة الثقيلة".

واستدرك باقر "التدخل التركي لن يغير في خارطة السيطرة على الأرض، على الأقل لن يحصل تغيير قبل استلام الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إدارة الولايات المتحدة، لأنّ أميركا تعتبر الطرف الرئيسي في الصراع في مناطق شرق الفرات".

وعن الموقف الأميركي من هذه الهجمات، قال باقر "السياسة الأميركية غير واضحة حتى الآن في سوريا عامة وشرق الفرات خاصة وهذه الهجمات تأتي في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب الذي بيده كافة الأمور العسكرية والسياسية ليومنا هذا، فسياسة ترامب كانت متناغمة إلى حد كبير مع سياسة حزب العدالة والتنمية التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان والصمت الاميركي حالياً هو امتداد لهذا التناغم".

وأضاف "أعتقد أنّه مع استلام الإدارة الأميركية الجديدة ستكون سياسة أميركا في منطقة الشرق الاوسط وخاصة شمال شرق سوريا، أكثر وضوحاً وستكون لصالح شعوب المنطقة ومنهم الكورد وكافة المكونات السورية الأخرى، وهنالك تقارير بدأت تتسرب من الإدارة الجديدة تصب في هذا الاتجاه".

وبين باقر أن "سوريا ما بعد 2011 لا يمكن أن تكون كما كانت قبل ذلك، خاصة إذا استطاع المكون الكوردي قراءة اللوحة السياسية بشكل جيد بما يخدم شعبه والمكونات الأخرى".

ولفت إلى أن "ما يحصل الآن هو امتحان واختبار حقيقي للحراك السياسي الكوردي في شرق الفرات وتضع الساسة الكورد أمام مسؤوليات تاريخية وخاصة بعد التضحية بدماء شبابهم وشاباتهم، لذا عليهم أنّ يكونوا على قدر المسؤولية أمام شعبهم وشعوب المنطقة بكافة مكوناتها".

وأكد باقر على أن "هذه الهجمات مرتبطة بشكل أو بآخر بتأخير المفاوضات الكوردية الكوردية، بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية المتمثلة بالإدارة الذاتية واقتصار هذه المفاوضات على توزيع المناصب والمكاسب والمستحقات أمام ما يتعرض له الكورد من مآسي وخاصة أهالي رأس العين وتل أبيض المهجرين من بيوتهم ويتحملون البرد والجوع والمرض في المخيمات".

وختم باقر بالقول أن "الخاسر الاكبر من هذه الهجمات هم المدنيون وخاصة أهالي عين عيسى وما حولها وأهالي رأس العين وتل أبيض ولا تغير على الأرض في الوقت القريب لأنّ كل طرف يدرك أهمية هذه البلدة الاستراتيجية".

وكان مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قد أبلغ وكالة شفق نيوز، في وقت سابق اليوم، بتجددت الاشتباكات العنيفة في محاور بلدة عين عيسى، شمال شرقي سوريا، بين فصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا من جهة، وقوات سورية الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، في محاولة من الأولى للتقدم باتجاه البلدة.

وتركزت الاشتباكات التي تخللتها قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة على محاور عدة في قرى المشيرفة، جهبل، الواسطة شرق بلدة عين عيسى.

وقال المصدر إنّ قواته استقدمت تعزيزات كبيرة من مختصي الأسلحة الثقيلة إلى أطراف البلدة لصد الهجمات.

في غضون ذلك، تحدثت وسائل إعلامية موالية للنظام عن رد متوقع لـ"قسد" على عرض قدمته روسيا والنظام السوري بشأن بلدة عين عيسى.

وبحسب صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، يقضي العرض بتسليم البلدة لجيش النظام، ورفع علمه فوق مؤسساتها، لتفادي هجوم تركي محتمل عليها، مشيرة إلى أنه لم ترشح بعد أية معلومات عن مضمون رد "قسد" المنتظر.

وأشارت الصحيفة إلى "وجود معلومات عن دخول الجانب الأميركي على الخط، وأنّ من الممكن أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على تركيا لمنعها من مهاجمة عين عيسى".

وحاولت "قسد"، بحسب ما ذكرت قناة "العالم" الإيرانية في وقت سابق، طرح نموذج اتفاق منبج أمام الجانب الروسي، وأبدت استعدادها لتسليم مداخل عين عيسى ومخارجها فقط لقوات النظام، الأمر الذي رفضته روسيا، بحسب القناة.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon