قرية كوردية قُصفت بالكيمياوي تتحول إلى نموذج للطاقة الشمسية
شفق نيوز- أربيل
أقامت مؤسسة روانگە، يوم الأربعاء، حفل إتمام مشروع الطاقة النظيفة في قرية شيخ وسان الواقعة في وادي خوشناوتي ضمن ناحية باليسان في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان.
ويأتي ذلك بعد ثمانية وثلاثين عاماً على هجوم كيميائي شنته قوات النظام العراقي السابق على القرية لتقتل 211 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، حيث تعود نفسها اليوم إلى الواجهة بصورة مختلفة تماماً، إذ باتت بيوتها وشوارعها ومرافقها العامة تنيرها الطاقة الشمسية النظيفة على مدار الساعة.
هذا التحول جاء ثمرة مشروع نفذته مؤسسة روانگە، بإشراف مؤسسها إدريس نيجيرفان بارزاني، حيث عملت على مبادرات رائدة في مجال الطاقة المتجددة والمجتمعات المتضررة من الحروب والصراعات في إقليم كوردستان والعراق.
وذكرت روانگە في بيان: "اليوم، تُسجّل القرية صفحة مختلفة من تاريخها. فقد جرى نصب 72 منظومة طاقة شمسية تضم 432 لوحاً عالي الكفاءة، توفّر الكهرباء على مدار اليوم لكل منزل، إضافة إلى المسجد والمدرسة والمركز الصحي وقاعة الشهداء. وبفضل هذه المنظومات يحصل السكان البالغ عددهم 281 شخصاً ولأول مرة منذ عقود على طاقة مستقرة لا تنقطع".
من جانبه قال إدريس نيجيرفان بارزاني في حديثه عن المشروع إن هذه القرى دفعت أثقل الأثمان في زمن النظام السابق، مشيراً إلى أن تزويدها بطاقة نظيفة ومستدامة لا يُعد عملاً خيرياً تقليدياً بقدر ما هو محاولة للتعويض ورد جزء من الحق لأهاليها، وخطوة في اتجاه العدالة لهم بعد ما عانوه من قصف وتهجير وإهمال.
ومنذ تأسيسها عام 2013 ركزت مؤسسة روانگە، عملها على المجتمعات المهمشة داخل العراق وإقليم كوردستان، عبر مشاريع تعليمية وتنموية وخدمية. ويأتي هذا المشروع باعتباره محطة جديدة ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة، وربط العدالة الانتقالية بتوفير الخدمات وفرص الحياة الكريمة للضحايا وذويهم.
وذكرت روانگە أن أهالي القرية استقبلوا الألواح الشمسية بوصفها أكثر من مجرد تجهيزات تقنية. بالنسبة لكثير منهم هي رسالة واضحة أن معاناتهم لم تُطوَ من الذاكرة. أحد السكان قال إن القرية فقدت عائلات كاملة في القصف الكيميائي، ثم أضاف أن أطفال اليوم يدرسون الآن تحت ضوء كهربائي ثابت، وأن الأهالي باتوا قادرين على حفظ محاصيلهم الزراعية طوال العام.
كما أعتبر أن ما يحدث هو شكل من أشكال العدالة يأتي هذه المرة على هيئة ضوء شمس مُحوَّل إلى طاقة، بحسب البيان.
وعلى الرغم من دعوات منظمات حقوقية دولية متكررة لتقديم دعم أكبر لضحايا حملة الأنفال، يشير المشروع إلى جانب آخر من المشهد، إذ تم تمويله بالكامل من متبرعين كورد من القطاع الخاص، في إشارة إلى أن المبادرات القاعدية المحلية بدأت تملأ فراغاً تركته بغداد والمجتمع الدولي في ملف تعويض الضحايا وتحسين ظروف حياتهم اليومية.