على خشبات مسرح أمريكي.. قصة "يهودية" هجرت قسراً من بغداد

على خشبات مسرح أمريكي.. قصة "يهودية" هجرت قسراً من بغداد
2022-12-04T15:57:07+00:00

شفق نيوز/ قصة عائلة عراقية يهودية عراقية، اضطرت الى الهروب من البلد في اربعينيات القرن الماضي، باتت اليوم رواية لعمل مسرحي، في عرض تقدمه الابنة الحقيقية للعائلة، على مسرح في ولاية فيرمونت الأمريكية.

واستعادت صحيفة "تايمز آرغوس" الأمريكية، في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، المسرحية التي أقيمت على مسرح فيرمونت، بعض الاحداث من ذلك اليوم في حزيران/يونيو العام 1941 عندما ثارت مجموعات من العراقيين "الغاضبين" بحسب وصف الصحيفة، أنهم من "الموالين للنازيين"، قالت إنهم عمدوا إلى قتل اليهود ونهب ممتلكاتهم وتدمير منازلهم في عملية سميت حينها باسم "فرهود".

جائزة فاليري

وفي ذلك اليوم، قال الأب نسيم ديفيد لابنه، ديفيد نسيم ديفيد (8 سنوات) الذي تغيرت حياته بعد تلك الواقعة في العام 1941، فيما كان أفراد العائلة يحزمون حقائبهم للهروب من بغداد، "انت رجل المنزل الآن وعليك أن تعتني بوالدتك وشقيقتك".

في مسرحية العرض المنفرد "الامتعة من بغداد"، تستعيد ابنته فاليري ديفيد، كيفية هروب والدها ديفيد، عندما كان في الثامنة من العمر برفقة امه وشقيقته، حيث انتقلوا في بداية الأمر إلى الهند، ثم بعدها بست سنوات هاجروا الى الولايات المتحدة.

وذكر التقرير الأمريكي، أن فاليري ديفيد تؤرخ قصة هروب عائلتها ورحلة الهجرة والحياة التي أقاموها في الولايات المتحدة في عرضها المسرحي الذي تقدمه منفردة على خشبة المسرح في مركز "جراند هول الثقافي"، وتتناول فيه حكايات البقاء والمثابرة، في 11 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وأوضح التقرير، أن فاليري ديفيد "نالت جائزة المركز الثقافي في فيرمونت للعام 2022 بعدما تأخر منحها إياها بسبب وباء كورونا في العام 2020.

وبين التقرير الأمريكي، أن "فاليري مقيمة أساسا في نيويورك التي كانت قدمت فيها عرضا مسرحيا آخر "ذا بينك هالك" التي حازت عليه جائزة ايضا، ويتناول سعي امرأة ونجاتها من مرض السرطان ثلاث مرات، في بحثها عن قواها الداخلية في العام 2019، وهو عرض جالت به في إنجلترا والسويد والدنمارك.

"أمتعة من بغداد"

لكن عرض "الامتعة من بغداد"، فهو نتاج رغبتها في معرفة المزيد عن تاريخ عائلتها وفهم قدرتهم على الصمود.

واشار التقرير إلى أن بداية حماسها للعرض، جاءت بعدما حضرت في العام 2005 مهرجان نيويورك السينمائي للسفارديم وشاهدت برفقة والديها الفيلم الوثائقي "آخر يهود بغداد" لكارول البصري وادريانا ديفيز والذي تناول تاريخ حادثة الفرهود وهو اليوم الذي غادرت فيه عائلتها من بغداد.

ونقل التقرير عن فاليري ديفيد قولها إن "الفرهود يشكل جزءا غير معروف من التاريخ الشديد الاهمية، حيث تشير التقديرات الى ان الف شخص قتلوا، وهو ما غير حياة اليهود في بغداد الى الابد".

أشبه بحرب أوكرانيا

ونوه التقرير إلى أنه على غرار ما جرى في الحرب الحالية في أوكرانيا، فقد تم إجلاء النساء والأطفال اليهود من العراق، بينما بقي الرجال. وانضم جد فاليري ديفيد الى العائلة فيما بعد.

وقالت فاليري ديفيد "انهم غادروا مع ما بمقدورهم حمله فقط.. كل هذه الأشياء العائلية الشخصية، كالصور والشمعدانات، لم يتمكنوا من جلبها معهم"، إلا أنه كان هناك عدد قليل من الصور التي تم حملها وجرى عرضها خلال المسرحية.

ونوه التقرير الأمريكي، إلى أن "الهجرة الأولى للعائلة حملتهم الى مدينة مومباي، حيث كان يتواجد أفراد من العائلة، وفي نهاية المطاف انتقلوا الى الولايات المتحدة".

مقابلات مع الأقرباء

وأوضح التقرير، أن "بينما كانت فاليري ديفيد تعمل على إنتاج مسرحية (أمتعة من بغداد)، إنها أجرت مقابلات مع والدها وخالتها وعمها وابن عمها وهم من الأقارب الذين غادروا بغداد ايضا، كما انها وجدت شريطا صوتيا سجلته مع والديها خلال التسعينيات من القرن الماضي.

واستعادت فاليري ووالديها من خلال هذه التسجيلات الاحداث الكبيرة واللحظات الشخصية، واعادوا قراءتها بما في ذلك ان والدها كان اول من كسر تقاليد الزواج المرتب من قبل العائلة، حيث انه تزوج "الفتاة الجميلة" التي التقى بها في قاعة معبد.

ورأت فاليري ديفيد، أساس مرونتها، بما في ذلك بقائها على قيد الحياة في جولاتها الثلاث من السرطان ، في قوة عائلتها، وفق تقرير صحيفة "تايمز آرغوس" الأمريكية.

وتقول فاليري، إنها بينما كانت تستعد للتقديم الاول لعرضها "الأمتعة من بغداد" في وقت سابق من العام الحالي، فإن والدها الذي كان على علم باعدادها لعملها المسرحي، توفي، لافتة إلى أن "والديها كانا منحاها البركة لكي تستمر بعملها من اجل العرض المسرحي".

وعملت فاليري، وفقاً للصحيفة الأمريكية، على "تطوير مسرحيتها، بما في ذلك من خلال عرضها في (مهرجان ستوكهولم فرينج) خلال الصيف الماضي حيث فازت بجائزة".

السرطان

ونقل التقرير الأمريكي، عن فاليري حديثها عن تحديها مرض السرطان ثلاث مرات وتعافيها، بالقول: "الأمر يتعلق بعدم الاستسلام ابدا، وأهمية عدم التخلي عن الإيمان، حتى في أحلك الظروف".

وخلصت فاليري، إلى القول وفقاً للتقرير الأمريكي: "هناك دائما محنة في الحياة، وهذا أمر مسلم به، ولكن يمكننا أن نختار الطريقة التي ستتعامل بها مع هذه المحنة".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon