"تغلغل جهادي".. معهد أمريكي يثير المخاوف من نشر التطرف القطري
شفق نيوز/ انتقد معهد "منتدى الشرق الأوسط" الأمريكي، دور قطر في نشر التطرف بين اقلية المسلمين في الهند، ما يشكل تهديدا لهذه الدولة الاسيوية التي تحتضن ثالث اكبر عدد من المسلمين في العالم، فيما وصفه التقرير انه بسبب "تغلغل الدوحة في المشهد الجهادي الهندي".
وذكر التقرير الأمريكي، تحت عنوان "قطر تسعى بشكل متزايد الى تطرف المسلمين الهنود"، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن "الهند لم تكن تتمتع باغلبية مسلمة، الا انها تحتضن ثالث اكبر عدد من المسلمين في العالم، مضيفا انه بينما يركز المسؤولون الهنود على جهود باكستان لتجنيد وتطرف المسلمين الهنود، فان "قطر بشكل متزايد غفلة نيودلهي النسبية، لتعزيز تطرف ملايين المسلمين الهنود".
واعتبر التقرير، انه برغم علاقات قطر ومحاولات الوساطة مع قوى "ارهابية" مثل الاخوان المسلمين، وحركة طالبان، وجبهة النصرة، وحركة حماس، الا انه اضاف انه "لم يعد بإمكان قوات الامن الهندية ان تتجاهل الافراد والمؤسسات القطرية التي تمثل تهديدا للهند".
وتابع: "المصالح القطرية تعمد حاليا الى تمويل جماعات جهادية متمركزة في كشمير، ومنظمات غير حكومية اسلامية، ونشطاء يساريين من الهند، بالاضافة الى مجموعات دينية وثقافية اسلامية، وجمعيات خيرية".
وبحسب التقرير الامريكي، فإن وثائق مسربة من جمعية عيد بن محمد ال ثاني الخيرية القطرية، المعروفة باسم "جمعية عيد الخيرية"، تكشف عن مدى تغلغل الدوحة في المشهد الجهادي الهندي، مشيرا إلى أن وزارة الخزانة الامريكية صنفت في العام 2013، عبد الرحمن النعيمي، وهو احد مؤسسي الجمعية، كإرهابي عالمي لدوره المفترض في تمويل تنظيم القاعدة وفروعه في سوريا واليمن والصومال والعراق.
ولفت التقرير، إلى أن الوثائق تظهر أن الجمعية حولت بين عامي 2008 و2017، 7.82 مليون دولار الى 8 منظمات وهابية سلفية في داخل الهند، وجرى استخدام هذه الاموال لبناء مساجد، وتشجيع الممارسات الاسلامية المحافظة، والترويج للوهابية في الهند.
وأوضح التقرير، أن الوثائق نفسها تكشف أن المؤسسات والجهات القطرية قدمت تمويلا لكيانات إسلامية عدة في ولاية كيرالا التي توصف بانها معقل وهابي في جنوب الهند، العديد منها متورط في انشطة سرية.
وتابع أن "مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الانسانية" القطرية، قدمت 4.9 مليون دولار الى "جمعية الصدقة السلفية في ناريكوني"، علما بان هذه المؤسسة القطرية كانت مولت في السابق ايضا جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وتناول التقرير أيضاً "مؤسسة السلام" التي اسسها الواعظ المتطرف ميليفيتيل محمد اكبر، الذي يعمل على تجنيد الشباب الهنود، وعلاقته بعبد الرشيد عبد الله، الذي يوصف بانه العقل المدبر لفرع "ولاية خراسان" التابع لتنظيم داعش في كيرالا، وتناول ايضا التمويل القطري لجمعية الصدقة السلفية في كيرالا، وجمعية التعليم الخيري، ومركز التعليم للسلام.
ووفق التقرير الأمريكي، فإن الداعية القطري المتطرف الشيخ الراحل يوسف القرضاوي الذي كان مقيما في قطر، ويرتبط بجماعة الاخوان المسلمين، يتمتع بشعبية بين المجموعات السلفية والوهابية في الهند.
ورأى التقرير، انه بعد الغاء حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للمادة 370 من الدستور الهندي العام 2019، والتي كانت تمنح كشمير وضعا خاصا ضمن الهند، فان قطر حاولت استغلال جماعة الاخوان المسلمين في كشمير ضد الهند، وأضاف أن "قناة الجزيرة" تروج لرواية مناهضة للهند ولرئيس الوزراء مودي فيما يتعلق بحقوق الانسان وقضايا الاقليات والديمقراطية في الهند.
ولفت التقرير، إلى أن أحد المحامين القطريين قام بتحويل اموال الى ولاية البنغال الغربية خلال انتخابات الولاية العام 2019 لصالح حزب اقليمي يشتهر بميوله الاسلامية وصلاته بقوى متطرفة.
وتابع التقرير، أن "حسابات التواصل الاجتماعي القطرية قامت بحملة منسقة مناهضة للهند بعد تصريحات اعتبرت مسيئة ادلى بها القيادي البارز في حزب بهاراتيا جاناتا نوبور شارما، عن النبي محمد خلال برنامج تلفزيوني في ايار/مايو 2022، مما اثار غضب المسلمين الهنود والعديد من الدول الاسلامية، حيث استدعت قطر السفير الهندي لديها وطالبت بتفسير رسمي".
وبالاضافة الى ذلك، لفت التقرير، إلى أن حسابات التواصل الاجتماعي روجت بشكل قوي لرواية تزعم ان المسلمين يتعرضون لإبادة جماعية في الهند، بينما نظم المسلمون الهنود تظاهرات عنيفة في بعض المدن وقتل العديد من الهندوس لدعمهم نوبور شارما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وختم التقرير الأمريكي، بالقول إن قطر تعتبر حاليا المورد الاكبر للغاز الطبيعي للهند، في حين يستثمر صندوقها السيادي 1.5 مليار دولار في الهند، وخلال زيارة امير قطر الشيخ تميم بن حمد في شباط/فبراير 2025، فان رئيس الوزراء مودي خالف البروتوكول لاستقباله.
وفيما رفعت الدوحة ونيودلهي علاقاتهما الى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، الا انه برغم ذلك فانه لا يفترض ان تحجب هذه الشكليات الدبلوماسية، القلق المتفاقم ازاء الانشطة السرية القطرية في الهند يما يؤجج الانقسام الطائفي، وفقاً للتقرير الأمريكي.