أجواء العراق تستقبل أجنحة أجنبية و"الطائر الأخضر" ينتظر أوروبا

أجواء العراق تستقبل أجنحة أجنبية و"الطائر الأخضر" ينتظر أوروبا شفق نيوز/ طائرة للخطوط الجوية العراقية
2025-12-19T20:00:27+00:00

شفق نيوز- بغداد

رغم استمرار الحظر الأوروبي المفروض على الخطوط الجوية العراقية "الطائر الأخضر"، تشهد الأجواء العراقية خلال الفترة الأخيرة حراكاً لافتاً تمثل بعودة الرحلات الأوروبية إلى المطارات العراقية عبر شركات أجنبية، في خطوة تعكس تقدماً نسبياً في ملف السلامة الجوية، وتبعث برسائل إيجابية عن اقتراب إنهاء واحدة من أطول أزمات النقل الجوي في البلاد.

ويأتي هذا التطور في وقت تؤكد فيه الجهات الحكومية أن الهدف الاستراتيجي لا يقتصر على فتح الأجواء أمام الطيران الأجنبي، بل يتعداه إلى إعادة "الطائر الأخضر" للتحليق مجدداً في سماء أوروبا، بعد استكمال المتطلبات الفنية والتنظيمية التي تفرضها وكالة سلامة الطيران الأوروبية.

تقدم فني 81%

وفي هذا السياق يؤكد المتحدث باسم وزارة النقل العراقية، ميثم الصافي، أن الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية ما زال قائماً، لكن الخطوط الجوية العراقية قطعت شوطاً مهماً في هذا الملف، من خلال التعاقد مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، ضمن برنامج التدقيق والسلامة المعتمد من وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA).

ويشير الصافي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن نسبة الإنجاز في تصحيح الملاحظات الفنية والإدارية بلغت 81%.

ويوضح أن الطائرة الأوروبية التي هبطت في مطار بغداد الدولي مؤخراً تعود لشركة "أيجة" اليونانية (Aegean Airlines)، التي تمتلك شبكة واسعة تضم أكثر من 169 وجهة عالمية، وستشهد المرحلة المقبلة افتتاح خط مباشر بين بغداد وفيينا، في سابقة هي الأولى منذ إيقاف الرحلات المباشرة بين العراق والدول الأوروبية.

ويضيف الصافي أن شركة "كوندور" الألمانية (Condor Flight Service) تنفذ حالياً رحلات مباشرة من مطار السليمانية إلى مدينة دوسلدورف الألمانية، مع وجود مبادرات أخرى من شركات أوروبية، معتبراً ذلك "رسائل إيجابية تؤكد أن العراق بات قريباً من التخلص من الحظر وعودة الخطوط الجوية العراقية إلى العمل الأوروبي".

"الطائر الأخضر" ينتظر

من جانبه، يشدد مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، ناصر الأسدي، على أن فتح المجال الجوي أمام الشركات العالمية يُعد خطوة ضرورية، لكنه ليس الهدف النهائي للحكومة التي "تأمل أن يكون الطيران العراقي هو من يطير إلى أوروبا، لا أن يقتصر الدور على نقل المسافر العراقي عبر شركات أجنبية".

ويشير الأسدي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أن الاتفاقات الحالية مع شركات دولية تهدف إلى ضمان وصول المسافرين العراقيين إلى وجهاتهم الأوروبية في هذه المرحلة الانتقالية.

ويضيف أن هذه الخطوة تمثل مساراً صحيحاً يجب أن تتبعه إجراءات أخرى لفتح الأجواء بشكل أوسع، لكن يبقى الهدف الرئيسي هو رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية، ومع استكمال متطلبات وكالة السلامة الجوية الأوروبية من قبل الخطوط الجوية وسلطة الطيران المدني، "سيعود الطائر الأخضر العراقي للتحليق في سماء أوروبا".

خسائر استراتيجية

بدوره، يصف الخبير في النقل العالمي، باسل عبد الله الخفاجي، السماح للخطوط الجوية العراقية بدخول الأجواء الأوروبية بأنه "ملف استراتيجي واقتصادي بالغ الأهمية"، مذكّراً بأن الخطوط الجوية العراقية كانت تحلق في الأجواء الأوروبية منذ عام 1975، وكان اسمها من الأسماء البارزة في الشرق الأوسط والعالم.

ويشير الخفاجي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أن العراق كان من المفترض أن يمتلك ثلاثة مطارات دولية متكاملة قادرة على استيعاب مسافري الترانزيت، مع توفير فنادق وخدمات داخل المطارات، أسوة بما فعلته دول مثل تركيا والإمارات وقطر، التي تحقق موارد ضخمة من خلال ناقلاتها الوطنية.

وينتقد الخفاجي غياب التخطيط طويل الأمد، قائلاً إن الحكومات المتعاقبة، على مدى 23 عاماً، لم تنجح في بناء مطارات بمواصفات دولية حقيقية، ولم تولِ ملف النقل الجوي الاهتمام الكافي، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة بعد سنوات طويلة من التوقف والإهمال.

حراك أوروبي متصاعد

ويأتي هذا الحراك في وقت أعلنت فيه وزارة النقل العراقية الثلاثاء الماضي الموافق 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري هبوط أول طائرة أوروبية في مطار بغداد الدولي بعد انقطاع دام 35 عاماً، ضمن رحلات منتظمة لشركة Aegean Airlines على خط بغداد – أثينا – بغداد، في خطوة عدتها الوزارة نقلة نوعية تعكس تحسن البنى التحتية وجاهزية المطارات العراقية وفق المعايير الدولية.

كما شهدت مطارات العراق الأخرى الاثنين الماضي الموافق 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري نشاطاً متزايداً، تمثل باستئناف الرحلات المباشرة من السليمانية إلى ألمانيا، وإعلان الطيران العُماني تسيير رحلات إلى كوبنهاغن، إضافة إلى عودة الرحلات الأردنية إلى مطار النجف الدولي، بما يعزز الربط الجوي الإقليمي والدولي.

ورغم هذا الزخم، لا تزال الخطوط الجوية العراقية خاضعة للحظر الأوروبي الذي فُرض مجدداً عام 2015 بسبب مخالفات السلامة الجوية، بعد أن كان قد رُفع مؤقتاً عام 2009، في ملف يعد من أكثر الملفات إيلاماً وإحراجاً لقطاع النقل الجوي العراقي.

ويعود سبب هذا الحظر إلى عدم استيفاء الشركة للمعايير الدولية للسلامة الجوية التي يضعها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).

يُذكر أن الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية فُرض عام 1991، عقب غزو النظام العراقي السابق للكويت وفرض العقوبات الدولية على العراق.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon