تحليل عراقي.. القضية الفلسطينية تتجه نحو التسوية بخيارات صعبة: القدس أو مكة

تحليل عراقي.. القضية الفلسطينية تتجه نحو التسوية بخيارات صعبة: القدس أو مكة
2023-10-13T17:55:03+00:00

شفق نيوز/عدّ الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي، اليوم الجمعة، إن القضية الفلسطينية تقف الآن بين "التصفية والتسوية"، وبينما أوضح أن المعطيات تشير إلى التوجه نحو التسوية لحسم النزاع، أشار إلى أن المنطقة في مرحلة الخيارات الصعبة.

وقال الشريفي في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "الحراك الشعبي والتظاهرات عامل ضغط على المستوى الدبلوماسي، نظراً لوجود مفاوضات، وكلما كان المفاوض مسنوداً بقواعد جماهيرية ودعم شعبي، كلما كان أقوى في إدارة المفاوضات".

وأضاف، أن "المملكة العربية السعودية ستكون المفاوض الأقوى، لأنها راعية مشروع السلام الشامل، وقد قدمت مبادرة لحل الدولتين".

وتابع، أن "التوقعات كانت تشير إلى احتمالية تشظي العمليات ضد إسرائيل، من خلال اشتراك حزب الله وفتح جبهة أخرى في سوريا، لكن يبدو أن الجميع يعمل وفق مبدأ ضبط النفس واحتواء الأزمة".

وأوضح، أن "الأطراف المعنية باحتواء الأزمة ستكون إيران بوصفها زعيمة محور الممانعة والمقاومة وتأثيرها في لبنان، ومصر معنية بشأن قضية سيناء ومعبر رفح، والمملكة العربية السعودية بوصفها المرجعية الإسلامية والعربية".

بين التصفية والتسوية

ولفت الشريفي إلى أن "القضية الفلسطينية تقف الآن بين التصفية والتسوية، فأما أن تُصفى القضية الفلسطينية بشكل كامل وتكون لصالح إسرائيل وتضيع فيها حقوق الفلسطينيين، أو تكون هناك تسوية تتزعمها الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لانتزاع الحقوق".

وبيّن، أن "جميع الخيارات تميل إلى جهة التسوية في ظل توجه دولي لحسم النزاع"، مؤكداً أن "التسوية ليست هزيمة للعرب أو للمسلمين، بل لوجود خلل في المنظومة القيمية وتحديداً الإسلامية المتمثل بالانقسام السني الشيعي جرّاء الخلل الذي أحدثه ظهور القاعدة ومن بعدها داعش".

وأكمل، أن "الانقسام والصراع السني الشيعي حيّد القضية الفلسطينية وحوّل بوصلة الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع مذاهب، ما أضعف الإرادة في المواجهة والاشتباك، لذلك المنطقة أمام خيارات صعبة".

وشرح الشريفي هذه الخيارات بالقول: "عندما تكون مصر بين خيار الدولة والجيش، ومساحة من سيناء، قد تكون أفضل الحلول هي التنازل عن مساحة من سيناء، لكن مع ضمان بقاء الدولة المصرية ألا تتقسم ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولا يُمزّق الجيش المصري بوصفه ضامن للأمن الإقليمي وليس لأمن مصر".

بين القدس ومكة

وتابع الشريفي، "أما المملكة العربية السعودية فهي في خيار بين القدس ومكة، وأي خلل واضطراب يحصل في مكة سيعطل الحج وهو ركن من أركان الإسلام، ومعنى ذلك سيتم فقدان الأغلبية الإسلامية، أما إيران فهي تمثل الشيعة وهم أقلية أمام السنة، لذلك نحن في مرحلة يطلق عليها الخيارات الصعبة".

وأكد الشريفي في ختام حديثه، أن "المملكة العربية السعودية ماضية بإدارة الأمور بطريقة تضمن بها انتزاع الحقوق للفلسطينيين، وإجراء عملية تعيد فيها الهدوء إلى المنطقة، لتحقيق الأمن والسلم الشامل إقليمياً".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon