301 مرشح على 46 مقعداً.. معركة إقليم كوردستان في الانتخابات العراقية

301 مرشح على 46 مقعداً.. معركة إقليم كوردستان في الانتخابات العراقية
2025-10-26T12:27:31+00:00

شفق نيوز- أربيل/ السليمانية/ دهوك

تشهد الساحة السياسية في إقليم كوردستان تنافساً محتدماً أبرزها - من حيث عدد المرشحين والحضور السياسي - ستة تكتلات تتصدرها الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية المقرّرة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

ووفقاً لإحصائيات أجرتها وكالة شفق نيوز، يتنافس 301 مرشح كوردي من إقليم كوردستان من أصل 7768 مرشحاً مصادق عليهم على مستوى العراق، للفوز بـ46 مقعداً مخصّصاً لمحافظات الإقليم الأربع.

ومن بين الـ 46 مقعداً، 12 مقعداً مخصّصاً لكوتا النساء في الإقليم، موزعة في السليمانية وحلبجة (5 مقاعد) وأربيل (4 مقاعد) ودهوك (3 مقاعد) من أصل 83 مقعداً عاماً لكوتا النساء في مجلس النواب المؤلف من 329 مقعداً.

ويتوزع الثقل الانتخابي في الإقليم على ثلاث محافظات رئيسية — أربيل ودهوك والسليمانية — إضافةً إلى حلبجة المستحدثة مؤخراً كمحافظة (تشارك ضمن السليمانية في هذه الانتخابات).

ويتنافس 108 مرشحين في أربيل على 15 مقعداً (مع مقعد مسيحي) ليكون (16 مقعداً)، و58 مرشحاً في دهوك على 11 مقعداً (مع مقعد مسيحي) ليكون (12 مقعداً)، فيما يتنافس 135 مرشحاً في السليمانية وحلبجة على 18 مقعداً (ليس لها مقعد مكونات).

السباق الانتخابي

وتخوض الكتل الكوردية السباق الانتخابي من خلال مزيج من القوى التقليدية العريقة، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة بافل طالباني.

إلى جانب قوى جديدة صاعدة، من أبرزها كتلة "هه‌لويست/ تيار الموقف الوطني" المعارضة، التي تسعى لتثبيت حضورها بعد تراجع نفوذ حركة "الجيل الجديد" بزعامة شاسوار عبد الواحد، الذي يواجه ملفات قضائية واتهامات بالفساد والتهرب الضريبي.

ويتصدر التنافس في أربيل: الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بـ30 مرشحاً لكل منهما، ويأتي بعدهما تيار الموقف الوطني/ هه‌لويست بـ12 مرشحاً، ثم حراك الجيل الجديد بـ8 مرشحين، إلى جانب كتل أخرى لكن مستوى حضور أقل.

وفي السليمانية يتصدر الحزبان الرئيسيان أيضاً (الاتحاد والديمقراطي) بـ36 مرشحاً لكل منهما، ويأتي بعدهما تيار الموقف الوطني/ هه‌لويست بـ18 مرشحاً، ثم حراك الجيل الجديد بـ12 مرشحاً، وجبهة شعبنا بـ11 مرشحاً، وقوائم أخرى أقل مشاركة.

أما في دهوك، يعتلي الحزب الديمقراطي الكوردستاني المركز الأول بفارق شاسع عن باقي القوائم الأخرى في عدد المرشحين البالغين 22 مرشحاً، إذ يأتي بعده كل من حراك الجيل الجديد والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني بـ5 مرشحين فقط لكل منهم، مع وجود كتل أخرى أقل حضوراً.

ويبلغ عدد الناخبين الكلي في العراق المؤهلين للاقتراع والذين صدرت لهم بطاقات بايومترية، سواء مستلمة أو غير مستلمة، 21 ملیون و404 آلاف و291 ناخباً.

في حين يبلغ عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت في إقليم كوردستان 3 ملايين و77 ألف و384 ناخباً، موزعين في أربيل: مليون و87 ألف و880 ناخباً، وفي السليمانية: مليون و210 آلاف و658 ناخباً، ودهوك: 778 ألف و846 ناخباً.

الديمقراطي الكوردستاني

ويخوض الحزب الديمقراطي الكوردستاني الانتخابات بـ 176 مرشحاً في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية ونينوى وكركوك وبغداد وديالى، بحسب عضو الحزب وفاء محمد كريم.

ويشير كريم خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أنّ معايير اختيار المرشحين خضعت لـ"لجنة خاصة راعت الكفاءة والنزاهة والخبرة السياسية والنضالية، إلى جانب المؤهلات الأكاديمية".

ويوضح أنّ "ثقل الحزب الديمقراطي يتمركز في أربيل ودهوك، حيث يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة بفضل الخدمات التي قدّمها بتوليه إدارة الحكومتين".

وفي السياق ذاته، يقول عضو الحزب الديمقراطي صبحي المندلاوي، إنّ الحزب "يمتلك حضوراً تاريخياً واسعاً داخل الإقليم وخارجه، ويُتوقع أن يحافظ على الصدارة في أربيل ودهوك، مع توسع نفوذه في السليمانية وحلبجة خلال الانتخابات المقبلة".

ويشير المندلاوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أنّ الحزب "يشارك منفرداً من دون تحالفات معلنة"، معرباً عن أمله بـ"عودة التحالف الكوردستاني الموحد بعد الانتخابات، بهدف توحيد الموقف الكوردي في بغداد".

ويلفت إلى أنّ المرشحين "يمثلون نخبة أكاديمية وسياسية متنوعة، ولو كان العراق دائرة انتخابية واحدة، لكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأول على مستوى البلاد.

الاتحاد الوطني

أما الاتحاد الوطني الكوردستاني، فهو يشارك في الانتخابات بـ 183 مرشحاً في عموم العراق، بينهم مرشحون في محافظات الإقليم، وفق عضو الكادر المتقدم في الاتحاد محمود خوشناو.

ويضيف خوشناو لوكالة شفق نيوز أنّ "الاتحاد يسعى إلى إحداث تغيير في فلسفة الحكم من خلال صناديق الاقتراع، وخلق توازن سياسي جديد داخل الإقليم وفي بقية المحافظات العراقية".

ويعتبر أنّ "مركز ثقل الاتحاد الوطني يتمثل في السليمانية وكركوك، مع امتدادات قوية في أربيل ونينوى وديالى وصلاح الدين".

ويوضح خوشناو أنّ الحزب يخوض الانتخابات "دون تحالفات داخل الإقليم"، لكنه "يتعاون مع شركاء سياسيين في محافظات نينوى وصلاح الدين وبغداد ضمن رؤية جديدة تقوم على الشراكة الوطنية مع مختلف المكونات".

الأحزاب الإسلامية

ويظهر في السياق الانتخابي العام، الأحزاب الإسلامية الكوردستانية التي تمتلك قاعدة لا يستهان بها، يتقدمها الاتحاد الإسلامي الكوردستاني برئاسة صلاح الدين بهاء الدين، الذي تخضع أدبياته الحركية لجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى جماعة العدل الكوردستانية بزعامة علي بابير.

وفيما يخص الاتحاد الإسلامي الكوردستاني فهو يقدم 16 مرشحاً في عموم محافظات إقليم كوردستان للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحسب القيادي في الاتحاد برهان مظفر نامق.

ويوضح نامق لوكالة شفق نيوز أن هؤلاء المرشحين يتوزعون على النحو الآتي: محافظة السليمانية: 8 مرشحين، بينهم 6 رجال وامرأتان، ومن أبرزهم النائب الحالي مثنى أمين، ومحافظة أربيل: 4 مرشحين، 3 رجال وامرأة واحدة، وفي محافظة دهوك: 4 مرشحين، رجلان وامرأتان.

ويرى أن "الاتحاد الإسلامي الكوردستاني يمتلك تنظيماً قوياً وخطاباً واعياً وعقلية مؤهلة لإدارة الدولة، ما يجعله البديل الحقيقي للحزبين البارزين - الديمقراطي والاتحاد - في الإقليم".

ويتوقع نامق حصول الحزب على سبعة مقاعد بواقع أربعة في السليمانية، واثنين في دهوك، ومقعد واحد في أربيل، مشيراً إلى أن "المفاجأة المتوقعة ستكون في محافظتي السليمانية ودهوك، حيث ترتفع حظوظ مرشحي الحزب بشكل ملحوظ هذه الدورة".

المشهد العام

بدوره، يقدّم السياسي الكوردي ياسين عزيز قراءة أوسع للمشهد الانتخابي في الإقليم، قائلاً إنّ "التنافس بين الأحزاب الكوردية يشهد حراكاً محموماً لكنه هادئ حتى الآن، ومن المتوقع أن يزداد سخونة مع اقتراب موعد الاقتراع".

ويرى عزيز خلال حديثه لوكالة شفق نيوز أنّ "صناديق الاقتراع ستكون الفيصل في إعادة ترتيب الخارطة السياسية الكوردية".

ويضيف أنّ "غياب التحالفات الكوردية الرسمية حتى اللحظة لا يعني غياب التفاهمات المستقبلية"، مشدداً على أنّ "مصلحة الإقليم تفرض على الحزبين الرئيسيين – الديمقراطي والاتحاد – التوصل إلى اتفاقات بعد الانتخابات لتوحيد الموقف السياسي في بغداد، لا سيما في ملفات تشكيل الحكومة الاتحادية وتقاسم المناصب السيادية".

ويشير عزيز إلى أنّ "العلاقة بين أربيل وبغداد تمرّ بمرحلة تفاهم حذر، في ظل تلكؤ الحكومة الاتحادية بتنفيذ التزاماتها المالية تجاه الإقليم"، متوقعاً أن "تبقى الأوضاع مستقرة نسبياً حتى ما بعد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة".

ويرى مراقبون أن من أبرز مظاهر الإحباط في المشهد السياسي الكوردي حالياً فشل القوى الحزبية حتى الآن في تشكيل حكومة الإقليم الجديدة، رغم مرور عام على انتخابات برلمان كوردستان التي أُجريت في تشرين الأول/أكتوبر 2024.

وتُعزى هذه الأزمة إلى الصراعات بين الحزبين الرئيسيين حول تقاسم المناصب والحقائب الوزارية.

ويُرجّح مراقبون أن تكون نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة عاملاً حاسماً في إعادة رسم التوازنات داخل الإقليم، إذ ستتيح للفائزين الكبار — ولا سيما الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني — توسيع نفوذهم في كلٍّ من أربيل وبغداد، وتمهيد الطريق أمام تسويات سياسية شاملة تعيد توزيع المناصب والسلطات في الحكومة المقبلة.

وفي آخر انتخابات نيابية عراقية والتي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حصلت الأحزاب الكوردية على تمثيل بارز في البرلمان العراقي ضمن المقاطعات الثلاث التابعة لإقليم كوردستان. 

وقد تصدر الحزب الديمقراطي الكوردستاني النتائج بحصوله على 31 مقعداً، يليه الاتحاد الوطني الكوردستاني بـ 21 مقعداً.

أما بقية الأحزاب الكوردية مثل حركة التغيير (كوران) والاتحاد الإسلامي الكوردستاني والعهد الكوردستاني فقد حصلت على عدد محدود من المقاعد تراوح بين 1 و7 مقاعد لكل منها.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، حيث يحق لنحو 30 مليون عراقي من أصل 46 مليون نسمة الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في مجلس النواب الجديد، غير أن نحو سبعة ملايين منهم سيُحرمون من المشاركة بسبب عدم امتلاكهم بطاقات انتخابية نتيجة عدم تحديث بياناتهم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon