حماس تقول إن مقتل أبو شباب هو المصير الحتمي لكل من رضي أن يكون "أداة في يد الاحتلال"
قالت حركة حماس إن مقتل ياسر أبو شباب؛ هو "المصير الحتمي لكل من خان شعبه ووطنه، ورضي أن يكون أداة في يد الاحتلال".
وأضافت الحركة في بيان لها أنّ "الأفعال الإجرامية التي قام بها المدعو ياسر أبو شباب وعصابته"، مثلت خروجاً فاضحاً عن الصف الوطني والاجتماعي.
وقالت حماس إنّ توظيف "الاحتلال لعصابات ساقطة اجتماعياً وأخلاقياً وخارجة عن القانون، وجعلها أداة لتنفيذ مشاريع موهومة في قطاع غزة؛ يعبّر عن حالة العجز التي وصلها أمام الصمود الأسطوري لشعبنا البطل ومقاومته الباسلة".
وأثنت الحركة في بيانها على موقف العائلات والقبائل والعشائر التي تبرّأت من أبو شباب، وكل من تورّط في الاعتداء على أبناء شعبه أو التعاون مع الاحتلال، ورفعت الغطاء العشائري والاجتماعي عن هذه الفئة المعزولة التي لا تمثّل إلا نفسها.
وقد أصدرت قبيلة الترابين في قطاع غزة بياناً الخميس، قالت فيه إن "مقتل ياسر أبو شباب مثّل بالنسبة لأبناء الترابين نهاية صفحة سوداء لا تعبّر عن تاريخ القبيلة".
وشدد البيان على رفض الزج باسم القبيلة في "مسارات لا تتوافق مع موقفها أو إرثها الاجتماعي" مشيرة إلى رفضها كذلك "لاستغلال اسم القبيلة أو أفرادها في تشكيل مجموعات مسلّحة أو كيانات تعمل خارج الإجماع الوطني أو تخدم أطرافاً خارجية"، بحسب نصه.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق من يوم الخميس، مقتل ياسر أبو شباب زعيم مجموعة "القوات الشعبية" المسلحة في قطاع غزة، متأثراً بجراحه في مستشفى في جنوب إسرائيل نُقل إليه بعد إصابات لحقت به في وقت سابق.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، عن مصادر إسرائيلية قولها إن قائد المجموعة المناهضة لحماس، قُتل في شجار عائلي داخلي، وليس على يد عناصر من حماس.
وأوضحت الصحيفة أن "القوات الشعبية" التي يتزعمها أبو شباب كانت تتعاون مع إسرائيل في جهودها ضد حماس في جنوب قطاع غزة.
ونُقل أبو شباب إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل، حيث توفي متأثراً بجراحه.
ما هي "القوات الشعبية"؟
برزت هذه المجموعة في عام 2024، بقيادة ياسر أبو شباب، الذي ينتمي إلى قبيلة الترابين البدوية في رفح جنوب قطاع غزة.
وقبل أشهر، أعلن عادل الترابين، أحد قادة قبيلة الترابين، أن القبيلة تبرّأت من ياسر أبو شباب، بعد تزايد الاتهامات ضده من جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقة المساعدات الإنسانية والتنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤكداً أن "ياسر أبو شباب لا يمثل القبيلة، وإنما يمثل نفسه فقط".
ونفى ياسر أبو شباب هذه الاتهامات قبل أن يتراجع ويعترف بعلاقات محدودة مع إسرائيل وذلك لوسائل إعلام إسرائيلية، قائلاً: "بما أن الهدف هو الدعم والمساعدة [من الجيش الإسرائيلي] ولا شيء أكثر من ذلك، فعندما نذهب في مهمة نُخطرهم - ولا شيء أكثر - ونُنفّذ العمليات العسكرية".
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن إسرائيل تدعم جماعة مسلحة تعارض حماس في غزة، مشيرةً إلى أنها جماعة من عائلة بدوية محلية، ما يرجّح أن تكون إشارة ضمنية لمجموعة أبو شباب.
وبينما لا توجد أرقام دقيقة عن أعداد أفراد مجموعة أبو شباب، يقدر عدد المنتمين لها بنحو 300 شخص، وفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وفي 2 يوليو/ تموز 2025، قالت وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة إن أبو شباب مطالب بتسليم نفسه بتهمة "الخيانة" بموجب قرار اتخذته الـ"محكمة الثورية" ومنحته مهلة 10 أيام لتسليم نفسه.
كما انتشرت تقارير بشأن علاقة بعض الأفراد المنتمين للسلطة الفلسطينية بأبو شباب، وهو ما جاء على لسان أبو شباب نفسه في لقاء مع وسائل إعلام إسرائيلية قال فيه إن "علاقتنا مع السلطة قائمة على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وضمن شرعيتها القانونية".
ونفى ذلك اللواء أنور رجب، الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني في تصريح سابق لبي بي سي نيوز عربي، قائلاً "إن الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بأي تشكيلات عسكرية، وإنها تعمل عبر أذرعها في قطاع غزة بتعليمات القيادة السياسية، وقادة الأمن بوسائلها وأساليبها الخاصة بما يخدم المصلحة العامة".
- "سكّان غزة لم يعودوا يريدون حماس" – ياسر أبو شباب يكتب لصحيفة أمريكية
- إلى جانب كتائب القسام، ما أبرز الحركات المسلحة في غزة؟