زيارة تاريخية إلى قرية الهدنة بين كوريا الجنوبية والشمالية

عمار كريم
كانت زيارتي إلى قرية الهدنة بين كوريا الجنوبية والشمالية تجربة فريدة من نوعها. كنت أول صحفي عراقي يزور هذه القرية، التي تُعتبر رمزًا للتوتر بين الكوريتين.
وكانت الزيارة بعد ترشيحي من قبل وزارة الخارجية العراقية ممثلا عن الصحفيين العراقيين وعلى اثرها تم دعوتي إلى هذه الزيارة من قبل جمعية الصحفيين الدولية الكورية التي نظمت زيارة ل 62 صحفي من 52 دولة إلى قرية الهدنة. كانت هذه الفرصة فريدة من نوعها، حيث تمكنت من رؤية الوضع على الأرض والتعرف على مشاعر الكوريين الذين فقدوا ذويهم في كوريا الشمالية.
كانت مشاعر الكوريين الذين فقدوا ذويهم في كوريا الشمالية حزينة ومؤثرة. لم يسمعوا عن ذويهم منذ سنوات طويلة، بسبب التشديد داخل كوريا الشمالية. كانوا يأملون في يوم من الأيام أن يتم لم شملهم مع عائلاتهم.
وكانت أرى الحزن في عيون مرشدينا الكوريين وهم يقولون ما يفصلنا عن أهلنا سوى كيلومترين فقط لكننا لا نعرف كيف يعيشون وما هي احوالهم حيث لا يملكون حتى وسائل اتصال بينهما.
وسمعنا العدد من القصص التي تروي كيف انقطع التواصل بين الأخ واخوه والأب والبنه والام بابنتها، فهناك عشرات الروايات كيف انقطع التواصل بين العائلات منذ عشرات السنيين، ولا يعرفون ما اذا ماتوا او لا يزالون احياء
وتخضع منطقة الحدود الى تحصينات شديدة على الحدود بين كوريا الجنوبية والشمالية وكانت واضحة للعيان. كانت هناك جدران عالية وأسلاك شائكة، بالإضافة إلى جنود مسلحين يراقبون الحدود بعناية.
وشيد الكوريين الجنوبيين موقعا مرتفعا وعليه نواظير يمكنك مشاهدة احد القرى الكورية الشمالية بشكل واضح يفصل بينهما نهر ويستخدم هذا الموقع للسياحة في الوقت الحاضر.
كانت زيارتي إلى قرية الهدنة تجربة فريدة من نوعها. تعرفت على مشاعر الكوريين الذين فقدوا ذويهم في كوريا الشمالية، ورأيت التحصينات الشديدة على الحدود. كانت هذه التجربة مؤثرة ومحزنة.
وأظهرت هذه الزيارة أهمية التواصل بين الكوريتين. يجب على الكوريين الجنوبيين والشماليين أن يتواصلوا مع بعضهم البعض، لكي يتمكنوا من لم شملهم مع عائلاتهم.
فيما يعيش الجنوبيين في تقدم تكنلوجي قل نظيره ووضع سياسي ديمقراطي تعاني شقيقتها الشمالية من دكتاتورية بشعة اشبه بالسجن الكبير لملايين القاطنين هناك وبشكل معزول تماما عن العالم الخارجي.
كانت زيارتي إلى قرية الهدنة بين كوريا الجنوبية والشمالية تجربة فريدة من نوعها. تعرفت على مشاعر الكوريين الذين فقدوا ذويهم في كوريا الشمالية ،وعلى الرغم من ذلك لايزال الكوريين يعيشون امل كبير ان تنتهي هذه المأساة وتنتهي الجداران ويلتقوا بذويهم مجددا،
وقالت احد المرشدات لم نقطع الامل رغم فراق السنين.