الموت من البرد.. تحذيرات أميركية مع استمرار الإغلاق الحكومي
ثلوج تتراكم في واشنطن (Globallookpress)
شفق نيوز- واشنطن
حذر خبراء أميركيون، يوم السبت، من أن الإغلاق الحكومي سيزيد من حدة أزمة تمويل دعم الطاقة، ما يهدّد بفصل شتاء قارس يحمل معه مخاطر صحية وحياتية متزايدة، ليس للفقراء فقط، بل لمجتمع بأكمله.
وتشير استطلاعات حديثة إلى أن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أميركيين يشعرون بالقلق من ارتفاع تكاليف الطاقة، وأن ربع السكان تقريباً لم يتمكنوا من تسديد فواتير الكهرباء بالكامل خلال الأشهر الماضية، واضطروا للعيش في ظل درجات حرارة غير آمنة لتوفير المال. وتشير تقديرات متحفظة إلى أن شركات المرافق تقطع الكهرباء سنوياً عن أكثر من 3 ملايين أسرة بسبب العجز عن الدفع.
وقال كونور هاريسون، وهو أستاذ مشارك في الجغرافيا الاقتصادية بجامعة ساوث كارولاينا، إن ملايين الأميركيين يواجهون مع تحول فصل الخريف إلى شتاء وانخفاض درجات الحرارة صعوبات متزايدة في دفع فواتير الطاقة المرتفعة، إذ أخرت عدة ولايات بدء برامج المساعدة الشتوية لعدم وصول التمويل الفيدرالي المخصص لها.
ويشرح هاريسون في مقال نشرته وكالة "أسوشيتد برس" أن "الرئيس دونالد ترمب أعلن في مفارقة لافتة، في أول يوم من ولايته الثانية (2025)، حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن "الأسعار المرتفعة تدمّر الأميركيين، خصوصاً ذوي الدخل المنخفض والمحدود".
وتعهد وزير الطاقة كريستوفر رايت بتقليل حالات قطع الكهرباء "بهدف الوصول إلى الصفر". لكن في الوقت نفسه، قدم ترمب في ميزانيته لعام 2026 اقتراحاً بإلغاء التمويل بالكامل لبرنامج LIHEAP (برنامج المساعدة في الطاقة المنزلية لذوي الدخل المنخفض)، وهو البرنامج الفيدرالي الوحيد المخصص لمساعدة الأسر الفقيرة على دفع فواتير التدفئة والتبريد".
ويوضح: "والأكثر إثارة للقلق أن الإدارة قامت في 1 نيسان/ أبريل 2025 بتسريح كامل موظفي مكتب LIHEAP، ما يُضعف قدرة الحكومة الفيدرالية على توزيع الأموال حتى بعد انتهاء الإغلاق الحكومي، رغم وجود دعم من كلا الحزبين في الكونغرس لاستمرار البرنامج".
ويضيف "ويعد LIHEAP، الذي أُنشئ عام 1981، مصدراً حيوياً لدعم نحو 5.9 مليون أسرة في السنة المالية 2023، بتوزيع 6.1 مليار دولار. ومع أن البرنامج لم يكن يوماً كافياً لتغطية الحاجة (ففي 2020، قدّم المساعدة لـ16% فقط من الأسر المؤهلة)، فإن إلغاء هيكله الإداري يعقد التوزيع الفعال لأي تمويل مستقبلي".
ويحذر من أن "هذه التخفيضات تأتي في وقت بالغ الخطورة: إذ شهدت موجات البرد في مطلع 2024 و2025 حالات وفاة بسبب انخفاض حرارة الجسم، وهي وفيات كان يمكن تجنبها لو توفرت المساعدة في الوقت المناسب".
ويقول: "وإلى أن يتم توسيع مصادر الطاقة الميسورة مثل الطاقة الشمسية والرياح، يبقى توسيع برامج الدعم الفيدرالية ضرورة ملحة، لا خياراً يمكن التنازل عنه. ومن الحلول المقترحة: زيادة تمويل LIHEAP، تحسين برامج عزل المنازل لتقليل الاستهلاك، فرض قيود على شركات المرافق لمنع قطع الخدمة، وتبني أنظمة دفع مرنة تعتمد على نسبة الدخل".
ويختم هاريسون بالقول "أما اليوم، فإن استمرار التخفيضات والتأخيرات يهدّد بفصل شتاء قارس يحمل معه مخاطر صحية وحياتية متزايدة، ليس فقط للفقراء، بل لمجتمع بأكمله".
وتأتي هذه التحذيرات في وقت أفادت فيه وسائل إعلام أميركية، السبت، بإلغاء أكثر من 1700 رحلة طيران خلال نهاية الأسبوع الحالي، بسبب الإغلاق الحكومي المستمر منذ 39 يوماً.
واضطرت شركات الطيران في الولايات المتحدة وبناءً على تعليمات إدارة الطيران الفيدرالية، لإلغاء أكثر من 1700 رحلة كانت مقررة خلال الفترة بين 7 و9 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ومع انتهاء السنة المالية في الولايات المتحدة لعام 2025 عند منتصف ليل الثلاثاء 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، أُغلقت الحكومة الفيدرالية بعد أن فشل الكونغرس في إقرار مشروع ميزانية مؤقتة قبل بدء السنة المالية الجديدة.
وأدى عدم تمرير مشروع الميزانية المؤقتة الذي يسمح للمؤسسات العامة الفيدرالية بمواصلة عملها، إلى أول إغلاق حكومي منذ فترة 2018-2019.
وحسب القوانين الأميركية، إذا لم يتمكن الكونغرس من إقرار الميزانية السنوية التي تمتد من 1 تشرين الأول/ أكتوبر حتى 30 أيلول/ سبتمبر، يتعين سدّ الفجوة عبر ميزانيات مؤقتة.
وفي الفترات التي لا تُعتمد فيها هذه الميزانيات المؤقتة، تفقد المؤسسات الفيدرالية صلاحية الإنفاق وتضطر إلى تعليق أنشطتها مؤقتاً، ما يعني أن معظم عمليات الحكومة تتوقف في حال عدم صدور قانون يضمن تمويلها قبل بدء السنة المالية الجديدة.