الأسماك الملونة.. "متعة وراحة بال" تزين بيوت البغداديين (صور)
شفق نيوز/ تشهد العاصمة بغداد في الآونة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في إقبال العوائل على تربية أسماك الزينة داخل منازلهم، حيث تبعث هذه الأسماك في الأحواض ألوانًا مبهجة وحركات غير منتظمة تجذب الأنظار وتمنح جوًا من الراحة والهدوء.
وتمارس العديد من العوائل البغدادية هواية تربية أسماك الزينة بتفانٍ واهتمام خاص، من خلال توفير بيئة مثالية للأسماك تشمل تغذيتها، تغيير مياه الأحواض بانتظام، واستخدام أجهزة تسخين لتدفئة المياه خلال فصل الشتاء، كما يتم وضع مصابيح فوق الأحواض لإضاءة البيئة المحيطة، ويشعر العديد من المربين بالمتعة والسعادة عند مشاهدة الأسماك وهي تسبح في الأحواض، حيث تعتبر هذه الهواية مصدراً للراحة النفسية في أوقات الفراغ.
انتشار محال بيع أسماك الزينة في بغداد
انتشرت محلات بيع أسماك الزينة بشكل واسع في مختلف مناطق العاصمة بغداد، من المناطق الراقية إلى الشعبية، بعدما كانت محصورة في سوق "الغزل" وعدد محدود من الأماكن.
وتقدم هذه المحال أنواعًا متعددة من الأسماك بألوان وأحجام مختلفة، لاقت إقبالاً كبيرًا من المواطنين، سواء كانوا من الرجال أو النساء.
بعض الأسماك لها 30 لوناً
وأكثر ما يشيع المتعة والجمال في اسماك الزينة هو الوانها المتعددة التي تريح الناظر، خاصة وان بعض أنواع الأسماك متعددة الألوان ، مما يجعل وجودها في الأحواض شيئا يشبه "الكرنفال".
وتنوعت أنواع أسماك الزينة المتوفرة في الأسواق، ومن بينها الأسماك البرية التي تتميز بألوانها المتعددة التي تصل إلى 31 لونًا، حسبما يوضح حيدر كريم، صاحب محل لبيع أسماك الزينة في حي الجامعة.
ويضيف كريم، لوكالة شفق نيوز، أن الأسماك تختلف في نوع الطعام الذي تتناوله، حيث يحتاج كل نوع إلى غذاء خاص به بالإضافة إلى الأحجار والألياف التي يتم وضعها داخل الأحواض.
وتعتبر الأسماك الملونة واحدة من أكثر الأنواع رواجًا، بينما توجد أنواع أخرى كـ"كولد فش" التي يقبل عليها المربون المبتدئون، وذلك لأنها تتحمل درجات الحرارة المختلفة.
ويشير كريم إلى أن بعض الأسماك تتم تلوينها صناعيًا، بينما يأتي البعض الآخر بشكل طبيعي ويستورد من تايلاند عبر تركيا.
الاسماك هواية بديلة عن تربية القطط
تعتبر أسماك الزينة خياراً مفضلاً للكثيرين بدلاً من تربية الحيوانات الأليفة الأخرى مثل القطط والكلاب، إذ لا تسبب أي إزعاج أو مشاكل في تربيتها، كما أنها لا تحتاج إلى مساحة كبيرة في المنزل مقارنة بالحيوانات الأخرى، كما تقول زينب جبار، إحدى المربين البغداديين.
وتضيف جبار، لوكالة شفق نيوز، أن الطعام الذي تتطلبه الأسماك لا يسبب تكاليف كبيرة مقارنة بالطعام الذي يحتاجه القطط والكلاب.
سمك الزينة يساهم في انتظام دقات القب
تشير الدراسات النفسية إلى أن النظر إلى أسماك الزينة وتأمل حركاتها في الماء يساعد في تهدئة الأعصاب ويبعث الراحة النفسية.
ووفقًا للدكتور رحيم عبد الله، أستاذ العلوم التربوية والنفسية في الجامعة المستنصرية، فإن تربية الأسماك يمكن أن تساعد الأشخاص على التغلب على الضغوط النفسية التي قد يتعرضون لها، سواء في العمل أو في حياتهم اليومية.
ويؤكد الأطباء النفسيون، ومنهم أستاذ علم النفس في جامعة بغداد أحمد الذهبي، أن تربية أسماك الزينة تؤثر إيجابيًا على الصحة النفسية من خلال تقليل التوتر وتحسين انتظام دقات القلب ومستوى ضغط الدم.
كما أن الاعتناء بأحواض السمك يعزز الشعور بالاسترخاء ويقلل من أعراض الاكتئاب، فضلاً عن تأثيره في تخفيف مرض الزهايمر.
وتتزايد شعبية تربية أسماك الزينة في بغداد، ليس فقط لجمالها البصري، بل أيضًا لما تقدمه من فوائد نفسية وصحية، إذ إنها ليست مجرد هواية ترفيهية، بل تعد وسيلة فعالة للراحة والاسترخاء بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.