بتفاصيل دقيقة.. تعرف على أقدم عائلة مارست مهنة التصوير في بابل (صور)

بتفاصيل دقيقة.. تعرف على أقدم عائلة مارست مهنة التصوير في بابل  (صور)
2022-12-31T19:10:10+00:00

شفق نيوز/ "الصورة تجري في عروقنا جميعا، فقد أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، لتوثيق اللحظات والمناسبات المهمة"، هكذا يتحدث المصور، عماد مصطفى محمد علي، الذي ينحدر من عائلة بابلية مارست مهنة التصوير منذ عام 1920، عن أهمية التصوير في حياة المواطنين. 

يقول المصور عماد (56 عاما)، لوكالة شفق نيوز،  "بدأ جدي التصوير عام 1920 في محافظة بابل، وعلّم أولاده الأربعة هذه المهنة، وفي عام 1954 انتقل جدي إلى الموصل، وبقى أولاده يمارسون مهنة التصوير في مدينة الحلة، وكانت جدتي لأبي وعمتي من أُولَيات المصورات في المدينة، وفي عام 2020 احتفلنا بمرور 100 سنة على ممارسة عائلتنا لهذه المهنة".

ويضيف، أن "والده مصطفى يُعدّ من الجيل الثاني لعائلة محمد علي المصور، وتعلمت المبادئ الأولى للتصوير على يد جدي ثم والدي، بعدها أكملت دراستي في معهد الفنون الجميلة، قسم التصوير السينمائي".  

عمل في داخل البيت

يوضح المصور عماد، أن "بدايتي الأولى مع التصوير كانت عام 1974، حينها كنت أخرج برفقة والدي إلى الأستوديو لأرى عملية التحميض والطبع، إلى أن تم جلب جهاز (لارجر) في البيت وتهيئة غرفة منه لتكون عبارة عن مختبر للتحميض، وقمنا (أنا وإخوتي) بالتصوير والتحميض والطبع داخل البيت".

ويشير إلى أن "عملية التعامل مع الصورة في التحميض والطباعة والتصوير كانت صعبة، لكن فيها متعة عالية عند مشاهدتها وهي تظهر بالمحلول المظهر تدريجيا إلى أن تنضج وتصبح صورة جيدة، ليتم بعدها نقل الصورة إلى المثبت، وعندما يتم تسليم الصور لاصحابها وأرى الابتسامة والفرح على وجوههم لحظة مشاهدتها، يغمرني ذلك الموقف بالسعادة".

   

"ليس لدي صورة على خلاف الجميع"ّ!

يستذكر المصور عماد عندما كان في مرحلة الثالث الابتدائي بمدرسة الجمهورية، وتقرر الخروج بسفرة مدرسية إلى منطقة غابات جبلة وآثار بابل، بالقول "كنت الوحيد من يحمل الكاميرا معه، وكانت من نوع (بوكس كوداك) حجم فيلمها 120، وتأخذ 12 صورة، وقمت بالتقاط صورا جماعية للطلاب والكادر التدريسي، لكني لم أظهر في جميعها، فلم يكن أحد يستطيع استعمال الكاميرا غيري".

الأبيض والأسود والملوّن

يقول المصور عماد: "في تسعينيات القرن الماضي، وبعد التخرج من معهد الفنون الجميلة، نقلت الخبرة التي اكتسبتها من جدي وأبي وما درسته على يد الأساتذة الكبار في المعهد إلى استوديو والدي، وبدأت بتصوير الفنانين لقطات بالأسود والأبيض (ظل وضوء)، وبعد دخول الملوّن عملت على الظل والضوء في التصوير الملوّن للفنانين".

ويبين، أن "اللون في الصورة يُبهر العين، ولكن ربما تبتعد الصورة عن المضمون أو التأثير القوي لها، أما الصورة بالأسود والأبيض فإن التركيز يكون على المعنى الداخلي للصورة، وتكون ذات عمق من خلال التدرج الضوئي داخلها، وهناك 11 سُلّما للتدرج، وكلما زادت هذه التدرجات كلما كانت الصورة أنضجت، ونتيجة لذلك ارتفعت مؤخرا رغبة الكثيرين بالعودة إلى الأسود والأبيض".

الفرق بين التصوير القديم والحديث

يؤكد المصور عماد، أن "التصوير في الوقت الحاضر سهل جدا، وباستطاعة أي شخص بمجرد أن يتعلم أساسياته أن يكون مصورا، أما سابقا فقد كانت صعبة تحتاج إلى خبرة عالية في عملية التحميض والطباعة والتعامل مع المواد الكيميائية".

ويضيف، "كذلك كانت اللقطة عزيزة جدا لتكلفتها، فقد كان الفيلم يحتوي على 36 صورة، فضلا عن كلفة عملية التحميض والطبع، لذلك كان لا يتم الضغط على زر التصوير إلا بعد التأكد من أن هذه الصورة هي اللقطة المناسبة، أما الآن، فمن الممكن التقاط الف صورة واختيار اثنين منها فقط، دون أي تكلفة تذكر". 

"الصورة تجري في عروقنا"

يقول المصور عماد، إن "التصوير أصبح جزءا من حياتنا اليومية، ربما كان في الماضي لتوثيق المناسبات المهمة، لكن اليوم لا يستغنى عنه في أي وقت"، مبينا أن "الصورة لها الفضل في توثيق اللحظات الجميلة في حياتنا والعودة إلى الذكريات، أن الصورة تجري في عروقنا فهي الذكرى واللحظة المهمة والوثيقة التي تتكلم عن رحلاتنا وسفرنا وكل شيء".

ويلفت إلى أنه "حتى في أثناء عملية تصوير فيلم سينمائي، لا أخرج بعيدا عن تكوين اللقطة الفوتوغرافية الواعدة، لأنها أساس في جماليات التصوير والسينما، لذلك يجب تدريس الصورة ولو أساسياتها في مرحلة الابتدائية".  

آخر فيلم

يوضح المصور عماد في ختام حديثه إلى أن "آخر فيلم تم تصويره قبل نحو أسبوع في شمال العراق، لمنطقة نائية، ولا يتم التكلم عن القرية كثيرا، بل يختصر ويختزل كل شيء بصورة فوتوغرافية يتم عرضها للمتلقي، وتكون تلك الصورة كفيلة في شرح كل شيء".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon