أي آلهة تأمر بهذه الحرب؟!

أي آلهة تأمر بهذه الحرب؟!

علي حسين فيلي

2023-10-31T12:01:40+00:00

علي حسين فيلي/ في هذا العالم هناك خرائط وخطوط أماكن عديدة لها وضع غزة ولون ورائحة المنطقة، المسلمون وباقي الأديان لم يبتلوا في هذا المكان فقط، فجدول المصالح يحدد متى وأين تندلع الحروب والأزمات. قد يكون من غير المتوقع انه فقط من اجل رفع أسهم الأزمات والحروب في البورصة العالمية أن تتسبب اللعنة المتراكمة منذ عشرات السنين في اندلاع أخطر أنواع الحروب.

إسرائيل وحماس عدوان غير متجانسين وغير متوازنين دخلا في حرب بدايتها واضحة ولكن نهايتها مجهولة. ليس فقط أمن واقتصاد العالم بل جميع قطاعات الحياة في المنطقة وقعت تحت تهديداتها وتداعياتها.

الغرب والعالم العربي والإسلامي يرون أن الحلَّ الوحيد هو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، فهل ستفضي الحرب الى هذه النتيجة؟

إن الدمار التي تسببه اسرائيل في غزة والمذابح التي ترتكبها، لها جذور في مآسي تاريخ الحروب الدينية والاحتلال السياسي خلال عشرات السنين الماضية، وسكان غزة يعيشون في وضع لم تبقَ للعين فرصة للنوم والخيال فرصة للأحلام. ومن المؤكد، قبل تدمير المباني في المدينة، فإنَ الحياء والضمير قد دُمَّرا عندما أصبح معظم الضحايا من النساء والاطفال والمدنيين بصورة عامة.

من الطبيعي في هذه الحرب أن يعتمد الطرفان على الرب؟! وإذا كان من المقرر أن تعد هذه الفكرة صحيحة بأن الخالق يدعم طرفي الحرب فهذا يعني ان الحرب والدمار امرٌ حلال وستستمر.

في رأيي أن أصحاب القرار فقدوا كلَّ قيمة في عملية أنسنة قراراتهم وتصرفاتهم، فروحياً، العالم أقل شعورا بالخجل تجاه سقوط الضحايا، لأن الحروب عُدِّت مقدسة، لكن معظمها ليست غير مقدسة فحسب، بل تُعدُّ جرائم أيضاً. والشخوص  الرئيسية لهذه الحروب والأزمات الرهيبة (الذين يقتلون المدنيين) بعيدون كل البعد عن أي سلوك إنساني وديني.

ذكرياتنا نحن الكورد كبشر وأُمّة مليئة بمرارة المسميات المقدسة للاضطهاد والمجازر مثل (الأنفال). ومن الطبيعي أن المتسببين بتلك الجرائم معظمهم من المتدينين وفي الوقت نفسه داعمين ومنفذين لقرارات الحكام الجائرين.

هل هذه حرب بين المسلمين واليهود؟! ويضطر الفلسطينيون إلى الدفاع عن أنفسهم لأن الأرض فقط لا تزال مقدسة بالنسبة للإسرائيليين، ولكن السكان غير اليهود ليس لديهم حقوق أو مكانة مقدسة.

فمثلما أن المحرقة (الهولوكوست) وصمة عار سوداء في جبين مرتكبيها في أوروبا، ، فإن سياسة الشرق الأوسط في قمة انعدام الحياء ولا يتعين أن تبحث عن التبريرات للمجرمين الذين ارتكبوا عشرات المحرقات ضد شعوبهم. وأنا على يقين أنه لا أحد يستطيع أن يعيد الحياة والسلام والأحلام لضحايا هذه الحروب والجرائم التي ستطال غزة وأماكن أخرى في المستقبل.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon