كلاسيكو السياسة والحرب

لفترة طويلة، كان هناك صراع سياسي عنيف بين القوتين العظميين في العالم، الولايات المتحدة وروسيا، لكل منهما قوة عقلانية وتكنولوجيا متقدمة في السياسة والدبلوماسية وحتى الترسانات العسكرية، الصراع بينهما كلاسيكي سياسي على الأرض.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإنشاء قوتين رئيسيتين في العالم الناتو ووارسو، أي المعسكر الشرقي والغربي، القطب الأول هو القطب الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي، والقطب الثاني هو القطب الرأسمالي قطب بقيادة الولايات المتحدة.

خلال تلك الفترة، كانت هناك حرب باردة وصراع مستمر بين القوتين، شاركت واشنطن وموسكو في حروب بالوكالة في دول مختلفة من العالم، حيث كانت هناك ثورات وانقلابات واجهت الثورات والانقلابات المضادة، وأشكال متعددة من حدث تدخل عسكري واستخباراتي واقتصادي، واستمر الصراع بعد انتهاء الحرب الثانية.

حتى عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وإنشاء العديد من الدول والجمهوريات التي كانت تابعة سابقًا للاتحاد السوفيتي، كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية توازن أوسع للهيمنة على العالم وانحدار واضح للاتحاد الروسي مرارا وتكرارا في الأزمات التي تحدث في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، لم يكن للروس دور فاعل فيها ، وكانت السيطرة مطلقة أمريكية بحتة. في 17 ديسمبر 2010، أضرم شاب تونسي يدعى محمد البوعزيزي النار في جسده في بلدة سيدي بوزيد، احتجاجا على سوء معاملة السلطات التونسية له.

اندلعت ثورات حملت معها مطالب وأحلام وتطلعات الشعوب الساعية لتغيير جذري في الأنظمة السائدة على مختلف المستويات السياسية اقتصاديًا واجتماعيًا، وكان هذا كل ما سمي لاحقًا بالربيع العربي.

كان العالم تحت رماد الثورة الساحقة، وكان للدول الكبرى، وخاصة أمريكا، دور بارز في البيانات والإعلام الموالي لتلك الثورات بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان العربي. بعد سنوات من الثورة، انضمت روسيا إلى الصراع في المنطقة، وخاصة في سوريا، وبعد ذلك ليس فقط بين العدوين الصديقين، الولايات المتحدة وروسيا، ولكن دخول دول أخرى في ذلك الصراع، على سبيل المثال الصين وإيران، تركيا ودول الاتحاد الأوروبي وحتى إسرائيل. وقد أثر ذلك على ما يسمى بالربيع العربي على دول العالم. الصراع الحالي في المنطقة يشبه كلاسيكو دبلوماسي وسياسي وعسكري، وليس بعيدًا في أي وقت