حلبجة أيقونة مأساة شعب

حلبجة أيقونة مأساة شعب

يونس حمد

2021-03-15T08:14:00+00:00

يحيي كوردستان في (16 من آذار) الذكرى ال 33 لأول هجوم بسلاح كيمياوي في منطقة الشرق الاوسط، ما أودى بحياة نحو 5000 ألفًا من سكان مدينة حلبجة الكوردية غالبيتهم من النساء والاطفال الشيوخ، الذين قدر عددهم آنذاك بنحو 50000ألف نسمة.

في صباح الـ16 من آذار/ مارس 1988، استهدف نظام صدام سكان مدينة حلبجة الكردية بهجوم كيميائي وبأمر من وزير الدفاع الأسبق علي حسن المجيد، المعروف بلقب "علي الكيماوي، هاجمت طائرات العراقية حلبجة المدينة التي يقطنها الكورد.

كان الهجوم في جميع معانيه همجيا من قبل الجيش العراقي في ذلك الوقت، بدأ بعمليات الانفال والإبادة الجماعية في عدة مناطق في كوردستان بدأها للتهجير القسري للكورد الفيليين والبارزانيين ومنطقة كرميان و البهدينان كذلك من قبلها تعريب مدن كوردية العريقة مثل كركوك وخانقين سنجار و العديد من المدن الكوردية الاخرى، لكن حلبجة ستبقى أيقونة المأساة الشعب الكوردي هذه الشعب قد ارتدت منذ فترة طويلة للحقوق القومية المشروعة.

ولا بد أن تدرك الحكومة العراقية الحالية أيضا حقيقة بسيطة ألا وهي أن أفضل سبيل لتذكر من قتلوا في الحرب هو منع تكرار هذه المأساة وبذل جهود ملموسة ومخلصة للحيلولة دون اتخاذ إجراءات تأتي بنتائج عكسية وذلك من اجل استعادة الثقة بين شعوب العالم وخاصة الشعب الكوردي المظلوم، ان سكوت المجتمع الدولي و الحكومات و المنظمات الإنسانية و على رأسها منظمة الأمم المتحدة في إدانة واضحة لتلك الجريمة البشعة بحق المدنيين العزل، توقع في حينها بأن يعمل المجتمع الدولي على عزل حكومة أو نظام صدام والبعث برمته، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في حلبجة، بما أن ذلك يعتبر بموجب القانون الدولي تهديداً للسلم والأمن الدوليين. قتل جماعي، ابادة للأطفال والنساء، تنكيل وتهجير وتعذيب، هدم للبيوت وتشريد للأسر، تدمير للبنية التحتية وتفتيت لمقومات الحياة، عنصرية، همجية لم يشهد التاريخ مثلها، تواطؤ دولي وخنوع إقليمي، لكن صراحة وبكل إستغراب لم يصدر أي تنديد أو قرار أو بيان من المنظمات الدولية والاسلامية على حد سواء تجاه المظلمة الكبيرة التي تعرضت لها أهالي مدينة حلبجة التي عانت من آثار بيئية مدمرة، يستمر بعضها حتى الوقت الراهن، المشكلة الرئيسية هي أن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تستفد من تلك الدروس والعبر، وبعضها يمارس الآن نفس أسلوب لإيذاء الشعب الكوردي من خلال الجوع والحصار الاقتصادي و قطع الرواتب الموظفين، على مدى السنوات الماضية، في الاعتبار أن الحكومات في بغداد بعد عام 2003 (لاتنفذ أي تعهد إذا تعهدوا)! يتبعون المراوغة و طرق اساليب خلط الأوراق والخداع.

مع كل هذه المأساة على الشعب الكوردي الا ان حكومة كوردستان حرصت، منذ تأسيسها، على تبني وترسيخ قيم التسامح والتعايش والمحبة وقبول الآخر، انطلاقا من إيمانها العميق بأن هذه القيم تشكل ركائز أساسية لتحقيق الازدهار والنمو والتطور والتنمية المستدامة في المجتمعات، لهذا ستبقى حلبجةعنوانًا و ايقونة ماساة الانسان الكوردي .

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon