السياسة على (الخط السريع)

السياسة على (الخط السريع)

علي حسين فيلي

2021-05-26T19:47:02+00:00

قالوا، إذا فقد شعب القدرة على تحليل ذاته، فإنه سيتم خداعه وسيخسر بسهولة.

إن اقتراب موعد الانتخابات، سيزيد من تبادل التلاسن والتهديدات بين الأطراف السياسية، خاصة تلك الجهات التي لها واجهة مدنية وأهداف عسكرية. ان الازمات المتتالية في العراق لا تمثل تهديدا لسلطة أصحاب السلطة! والاحزاب السياسية من اجل بقائها تختلق ازمة كل مرة بذريعة، وهذا لا يأتي بالصدفة واكثر الاوقات يكون مخططا لها.

وتذهب حقوق الناس والحقائق تكون دوما ضحية السياسة والرغبات الايديولوجية والقومية والطائفية والقبلية. وهذا يوصلنا الى حقيقة ان الاصوات الرمادية للانتخابات اكثر من الأصوات السوداء والبيضاء.

وفي ظل أوضاع تؤكد أنه ليس هناك في العالم كله أحزاب سياسية لها امكانيات اكبر من الدولة مثل ماهو موجود في العراق. ليس هناك  فساد مالي وسياسي وارهاب والقتل العمد والتغييب بسبب الأفكار والنشاطات المدنية والمعتقدات والانتماءات في أي مكان في العالم مثلما هو موجود في العراق.   

ليس هناك مكان في العالم يحرر فيه المجرمون مقابل المال ويسجن فيه الابرياء من اجل المال كما هو موجود في العراق.

كذبة كبرى عندما يقال ان العراق بلد مستقل، هناك حرية للقتل ولكن ليس هناك حرية للحديث عن الضحايا. لا أحد يملك الحق ليقول :من دمر هذا البلد ولماذا اصبح جنة للمجرمين وجحيما لأربعين مليون إنسان؟

الذين يريدون القضاء على بعضهم لا يستطيعون العيش معا بسلام، لا يتحدثون عن السلام ، لا يتحدثون عن معالجة المرضى ولا يتحدثون ايضا عن اصلاح الطرق والمواصلات وبناء المدارس والمستشفيات! المتمردون على القانون والمتعطشون للسلطة والانقلابيون لا يؤمنون بحقوق الناس ولكنهم يؤمنون بأن الدكتاتورية الشرقية أفضل من الديمقراطية الغربية وهم فعالون في إثارة الفوضى. في العالم المليء بالحروب والأزمات هم ليسوا بحاجة الى الديمقراطية.  يتحدثون عن الصواريخ والطائرات المسيرة  التي لم تترك شبرا من الامان في العراق. هم يرون انفسهم في اكثر مناطق الدنيا أمانا في بلد يعيش دوما حالة الحرب.

في البلد الذي عدد ضحايا الحروب غير الرسمية اكبر من ضحايا اية حروب رسمية، القوى التي تمتلك السلطة لا تتحدث عن أي نظام سياسي تريد، ولكن سلوكها وحكمها يوضح لنا انه اذا كان الأمر بيدهم؛ فان الحرب الدائمة أفضل من السلام الدائم.  

خلال 18 سنة لم يستطيعوا أن ينفذوا قانون الحروب الكلاسيكية من أجل النصر والخسارة بدفعة واحدة. بهذا الصدد كانت شعارات العدالة والسلام مانعة من أن  يستتب السلام والعدالة الحقيقية، والحكومة المنتصرة ظاهريا في جميع المعارك لم تستطع أن تحيي عيد النصر.

اليوم العراق يعيش وسط حرب لا تستطيع الحكومة اقرار السلام فيها ولا تستطيع الميليشيات الدخول الى العملية السياسية بسهولة من دون حرب وترهيب. الجانبان يريدان السلام والهدوء ولكن لا يقولان أين وبماذا؟!

المشكلة الحالية في العراق ليست قلة المقترحات والحلول السياسية بل عدم توازن الوضع والفضاء السياسي الذي كان له عمل وتأثير صعب ومعقد. الأطراف الراغبة بالسلطة سمحوا ببقاء الوضع كما هو لأن صرفياته اقل من حرب حامية الوطيس تعرض مصالحهم للخطر. الرسالة الرئيسة للسياسة هي فسح المجال ورفع المعوقات لا المنع والانسداد. والطريق السريع السياسي الذي تسير عليه هذه البلاد منذ 18 عاما هي فقط احتكار الأحزاب الكبيرة وهي تفكر في الحلول السياسية في اوقات الـ(نعم) والـ(لا) فقط، والان السؤال هو ألم يحن وقت إيقاف حرب اللاانتصار بين الأطراف؟

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon