42 عاما على رحيل زعيم الأمة

42 عاما على رحيل زعيم الأمة

يونس حمد

2021-02-28T15:52:13+00:00

في 1 آذار 1979 توفي القائد الجنرال مصطفى بارزاني، هذا القائد العظيم الذي كانت وفاته خسارة كبيرة للشعب الكوردي ولكل الشعوب المحبة للسلام والمظلومة في العالم، نعم كان ذلك اليوم يوما حزينا في تاريخ الأمة الكوردية ومليئا بالأسى لجميع فئات المجتمع الكوردي، ليس فقط في جنوب كوردستان وانما في جميع أجزائه، ولجميع الذين ناضلوا من أجل حقوق الشعب المشروعة.

نصف قرن كان هذا مثالا لقائد وحد صفوف الأمة الكوردية وبصماته الواضحة في بناء جيل وانسان كوردي وإعطاء دروس للوطنية في وقت كان فيه العالم متحيزا ضد القومية والثورات الكوردية المعاصرة، ولكن بارزاني إيمانه  بقضيته المشروعة، شاركه الناس همومه وصبره حتى آخر نفس.

من الواضح أن حياة القائد بارزاني مليئة بالإنجازات، كانت عقيدة بارزاني النضالية هي الكفاح السلمي، لكنّ حكومات العراقية المتعاقبة لم تترك له فرصةً لهذا النهج السلمي، باستجاباتها بالثورات، لقد كان شخصية بارزة عملت بلا كلل من أجل السلام والكرامة الإنسانية للشعوب في كل مكان بالعالم وأهمها إعطاء الناس الثقة بأن الثورات الكوردية  ستستمر حتى آخر لحظة و في النهاية وسيحصل الشعب على حقوقهم المشروعة. لم يفرق بين ذلك وذاك، ومن ناحية أخرى كان الجميع محميين تحت خيمته. 

شارك في كل الثورات مع الشعب، كما دوره البارز في الثورات البارزة بالإضافة إلى تأسيس أول جمهورية كوردستان في مهاباد، والمشاركة في ثورة الشيخ محمود الحفيد دلالة واضحة على أنه زعيم للشعب وبصمته كانت دائما في مصلحة الشعب اولا، وأن هموم الناس في بداية همومهم قبل أي شيء آخر.

في الحادي عشر من سبتمبر اندلعت شرارة ثورة بقيادة الأب بارزاني، كانت هذه الثورة من أهم الثورات الكوردية  المعاصرة، اجتمع الناس حول زعيمهم وبعد صبرهم الطويل نالوا حقوقهم في الاتفاق التاريخي مع الحكومة في بغداد، التي سميت حينها إتفاقية 11 آذار التاريخية رغم تراجع نظام البعث عن وعودها تجاه بنود والاتفاقية، لكن التاريخ سيعلن أن اتفاق آذار 1970 سيبقى حياً في ضمير الأمة وهو اول اعتراف بحقوق الشعب الكوردي المعاصر.

من خلال  التجارب في الحاضر وسنواتنا الماضية والمستقبلية، يبدو أن كل الطرق تؤدي إلى مشروع بارزاني وحلمه وتحقيقه، ويشهد التاريخ أن جميع الطرق تؤدي في النهاية إلى نهج بارزاني لاستعادة حلمه ومشروعه في مواجهة التحديات والصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الكورد في أي وقت مهما كانت الظروف.

إذا كان بارزاني يحلم بكوردستان مستقلة، فهو يملك قراره واستقلاله، ويمتلك إمكانياته وإمكانياته في البناء وإعادة البناء والتقدم والتنمية والازدهار.

بعد صراع مع المرض توفي الأب والجنرال بارزاني في احدى مستشفيات في  العاصمة واشنطن في الأول من آذار 1979، نعم غاب عنا الاب والقائد الكبير مصطفى بارزاني  لكنها صورة ستبقى عالقة في ذاكرة وعقول مجتمع كوردي وكل مجتمعات حرة في العالم. في ذكرى وفاته يبقى بارزاني رمزا وطنيا كورديا ومقاتلا دافع ببسالة عن حقوق شعبه المظلوم لهذا نرى بان مهما كانت الظروف سيبقى بارزاني رمزا عظيما في قيادة شعبة ، فالحلم والمشروع الكوردي مازالا مطلب يمكن تحقيقه وتحقيقه وهذا ما نتمناه وهذا ما يجعلنا دائما نقول عاش البارزاني.

 

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon