الانتخابات فرصة

الانتخابات فرصة
2025-09-26T20:05:26+00:00

علي حسين فيلي/ الذين يحلقون خارج مدار الأمل يشكّلون مثالا فريدا على الإرادة الإنسانية التي تتجاوز كل الظروف والقوى.

فالأمل هو تلك الروح الملهمة التي تسري في صدر كل فرد من الكورد الفيليين، لا تقتصر على تحمّل المصاعب، بل قد تتحول إلى فرصة لاستعادة مجدنا الغابر.

فبعد عقدين من سقوط صدام، لا زلنا مبعثرين على الخارطة السياسية والتنافس الداخلي. صحيح أن غياب الإمكانيات الملائمة كان سببا في تهميش العمل والنشاط بأساليب عصرية، إلا أن التأخر في الاستجابة الفعالة للتغيير أضعف الأسس التي نعتمد عليها في التقدم.

لقد افقدنا تجاهل التعددية الداخلية والإصرار على التمسك بالنماذج التقليدية، تقارب التجارب والطاقات ضمن إرادة العمل من أجل الانتخابات، وهو ما أدى إلى خسارة الدعم المحلي والدولي.

قد تكون القومية والمذهب مفيدان لقضيتنا، لكنهما في الوقت ذاته يمكن أن يشكّلا مصدر ضرر إن تم استخدامهما كذريعة للإقصاء أو لإضعاف الانتماء وزيادة التوترات السياسية تحت غطاء الشرعية القومية أو الدينية.

واستنادا إلى التجربة، فإن أهم وسيلة للحد من الفشل والخسارة هي استيعاب دروس الماضي؛ فقط عندها يمكننا الخروج من دائرة تكرار الهزائم، عبر تقييم نقدي وشامل من جميع الأطراف.

إن الانكفاء قد يكون ناتجا عن عدة أسباب، لكنه لا يمكن أن يكون حلا عقلانيا لتجاوز الأزمة الحالية، لأنه يعبّر عن سلوك هش، وشعارات فارغة، وإنكار لحقيقة المشكلة وغياب القرار المسؤول.

وبمقابل التحديات، تتولد يقظة إنسانية لدى الفرد الفيلي عندما تشعره، كفرد ومجتمع، بأهمية فهم المشاكل والتهديدات، والإدراك العميق لقيمة حماية الهوية.

إن العامل الأهم في فشل الكورد الفيليين لم يكن فقط غياب الوحدة والاستمرارية في حماية الهوية الثقافية، واللغوية، والتراثية، بل أيضا ما رافق ذلك من تقييدات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، كان لها دور بارز في الانكسارات المتكررة.

في الماضي، كانت هوية الكورد الفيليين وارثهم الثقافي أقوى وأكثر حيوية، ولكن اليوم وبفعل شدة الضغوط، أصبحت آثارها أضعف؛ فبدون دعم حقيقي والاعتراف بأهمية صون الهوية، لن يكون الوضع السياسي وحده كافيا لتحقيق النجاح، وإن كان له دور في زيادة فرصة.

نحن اليوم، بفعل فقدان الثقة والإرهاق من الإخفاقات، قد لا نكون مستعدين للمشاركة الفعالة في أي مشروع مصيري. وقد لا ننصت إلى ذلك الصوت القائل: "لا للواقع المغلق، لا للانهزام والاستسلام!"

فلا ينبغي أن تبقى أعيننا معلقة بالمستقبل فقط، بل علينا أن نطير لصنع هذا المستقبل؛ طيرانا يكسر الحدود المصطنعة، ويحوّل أحلامنا المكبوتة إلى واقع مشرق، يبني الثقة ويرسخ علاقة أقوى وأوضح مع الواقع؛ لأن نجاح أي مشروع، بما في ذلك الانتخابات، مرهون بتكاتفنا جميعا وتفاعلنا الكامل مع بعضنا البعض.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon