أي المزارعين الأشد تضرراً من الجفاف.. على ضفاف دجلة أم الفرات؟

أي المزارعين الأشد تضرراً من الجفاف.. على ضفاف دجلة أم الفرات؟
2023-08-27T19:41:42+00:00

شفق نيوز/ تسبب الانخفاض الكبير في واردات المياه الآتية إلى نهرَي دجلة والفرات، باتساع رقعة المساحات الصحراوية خلال السنوات القليلة الماضية، مما يشكل منحى خطراً على الأمن المائي والغذائي وتأثيراته في الخطط الزراعية، يأتي ذلك تزامناً مع التغيرات المناخية التي ضربت مساحات زراعية واسعة من بلاد الرافدين.

ووفقاً لوزارة الزراعة، فإن مساحة الأراضي المزروعة بالقمح والشعير خلال عام 2022 تراجعت من 11 مليوناً و600 ألف دونم إلى أقل من 7 ملايين دونم، وهي أقل نسبة زراعة للمحصولين منذ سنوات طويلة.

وبحسب وزارة الزراعة، فإنّ العراق خسر نحو مليوني دونم من الغطاء النباتي، خلال الأعوام العشرة الماضية.

وتحذر وزارتا الزراعة والبيئة، من أن البلاد تفقد سنوياً 100 ألف دونم، جرّاء التصحر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50%.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أكد في آذار/ مارس الماضي، أن سبعة ملايين عراقي تضرروا بسبب التغير المناخي.

ويعتمد العراق في تغذية أنهاره سنوياً على المياه الآتية من تركيا وإيران، وتدعو الحكومات العراقية منذ سنوات الدولتين إلى التفاوض من أجل إيجاد حلول لموضوع تقاسم المياه، دون تحقيق نتائج إيجابية تُذكر.

وينبع نهر دجلة من جبال طوروس في تركيا، ليتدفق جنوبا إلى العراق مروراً بسوريا، ويلتقي مع نهر الفرات عند شط العرب. ويبلغ طوله 1850 كيلو متراً، وله عدّة روافد، أهمها نهر ديالى ونهر الزاب الكبير والزاب الصغير.

كما ينبع نهر "الفرات" من تركيا ويعبر الأراضي السورية ليجري داخل الأراضي العراقية حيث يلتقي في جنوبها مع نهر دجلة، ليشكلا شط العرب.

وفي هذا السياق، يقول خبير الموارد المائية، تحسين الموسوي، إن "حوض دجلة فيه أكثر من مورد، ويعتمد 56 في المائة على تركيا، ومن 12 إلى 15 في المائة على إيران، والباقي موارد طبيعية داخلية، أما حوض الفرات فهو 100 في المائة من تركيا، كون العراق وسوريا بلدان مصب".

ويوضح الموسوي، لوكالة شفق نيوز، أن "حوض الفرات كان في أيام الوفرة المائية تصل إيراداته من 30 إلى 40 مليار متر مكعب سنوياً، وكان يلتقي مع دجلة في منطقة الكرمة ويصب في شط العرب، لكن بسبب قلّة الإيرادات توقف منذ سنوات عند محافظة المثنى".

ويؤكد، أن "حوض الفرات يحتضر الآن، ووصل إلى مراحل متأخرة، بعد أن كان يأخذ مع الجانب السوري من الاطلاقات 500 متر مكعب في الثانية، وكانت حصة العراق منها 58 في المائة، لكن هذه الحصة تقلّصت ووصلت في بعض الأحيان إلى حد القطع".

ويختم الخبير المائي حديثه بالقول إن "نسبة السكان التي تعتاش على حوض الفرات في الزراعة أكثر من حوض دجلة، لذلك كان الضرر الأكبر من نصيبهم".

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، أكد، في وقت سابق، أن مناطق الأهوار هي الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، مشيراً إلى أن البلاد تفقد نحو 400 ألف دونم من الأراضي الزراعية سنوياً بسبب التغيرات المناخية.

ووفقا لتوقعات "مؤشر الإجهاد المائي" لعام 2019 فإن العراق سيكون أرضاً بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن تصل مياه النهرين إلى المصب النهائي في الخليج العربي.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon