نصف تريليون دينار للفلاحين العراقيين.. وتوضيح حكومي بشأن التوزيع
شفق نيوز- بغداد
أعلنت وزارة التجارة العراقية، يوم الأحد، موافقة رئيس الوزراء على تخصيص مبلغ قدره 500 مليار دينار لدعم الفلاحين في جميع المحافظات.
وقال وزير التجارة أثير داود الغريري في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "هذا القرار ينسجم مع توجهات الحكومة الهادفة إلى تمكين الفلاحين وتوفير متطلبات النهوض بالقطاع الزراعي، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني".
من جهته، ذكر المدير العام للشركة العامة لتجارة الحبوب حيدر الگرعاوي، أن "الشركة ستباشر بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بوضع آليات شفافة وعادلة لتوزيع هذه المبالغ، بما يضمن وصولها إلى مستحقيها من الفلاحين في عموم البلاد" .
وأشار بيان الوزارة إلى أن "هذا الدعم يعد خطوة مهمة لتعزيز ثقة الفلاحين ببرامج الدولة، وتشجيعهم على زيادة الإنتاج وتوسيع المساحات المزروعة، بما يعزز الاكتفاء الذاتي ويحقق استقرار السوق المحلية".
ويعاني الفلاح العراقي من مشاكل عديدة، أبرزها قلّة المياه التي أدت إلى تقليص الخطة الزراعية، وتأخير توفير الجرعة السمادية في موعدها، فضلاً عن افتقار البلاد إلى الآليات العلمية والتقنيات الحديثة في الزراعة، بحسب تصريح سابق لرئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية العراقية حيدر العصاد، لوكالة شفق نيوز.
ويقول عدد من المزارعين بأحاديث متفرقة سابقة لوكالة شفق نيوز، إن "العمل بالزراعة في عموم البلاد، بات يشكل عبئاً لا فائدة منه، بل هو خسارة مادية وصحية، فالفلاح يقضي طوال الموسم الزراعي بحرث الأرض وزراعتها ويدفع تكاليف ذلك بمبالغ كبيرة من حسابه الشخصي، من دون أي دعم، فضلاً عن شح الأمطار وتدني مناسيب المياه".
وكانت وزارة الزراعة، أكدت الشهر الماضي، أن العراق تحول من مرحلة شحة المياه إلى ندرة المياه، متوقعة تقليص الخطة الزراعية للحنطة والشعير.
من جهته، قال وزير الموارد المائية عون ذياب، إن العراق يمر بأصعب سنة مائية لم تشهدها البلاد منذ عقود مضت بسبب شح الأمطار وقلة الإيرادات من دول أعالي المنبع، مشدداً على الحاجة الملحة لزيادة الإطلاقات المائية لمواجهة التحديات المائية، خاصة مع تفاقم آثار التغير المناخي.
وتشتد أزمة الجفاف في العراق على نحو غير مسبوق، نتيجة لقلة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية بفعل التغير المناخي، والسبب الثاني يعود إلى تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهري دجلة والفرات، جراء سياسات مائية لإيران وتركيا أبرزها بناء السدود على المنابع وتحويل مساراتها، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.
وكان المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق أفاد مؤخراً بأن البلاد فقدت نحو 30% من الأراضي الزراعية المنتجة للمحاصيل بسبب التغيرات المناخية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة.
ويعد العراق من أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية معنية بالموضوع.