في أربيل.. نازح أميّ يحول النفايات لتحف تجسّد تاريخ العراق

في أربيل.. نازح أميّ يحول النفايات لتحف تجسّد تاريخ العراق
2020-11-09T15:54:24+00:00

شفق نيوز/ قد نتخيل ان المصائب والاهوال التي يتعرض لها الناس تقتل فيهم الرغبة في الاستمرار بالحياة وسماتها الجمالية ومواهبها التي كانت مزرعة في نفوس وعقول وأنامل تحول ما هو عادي الى ما يبهر الناظرين.

وليست قليلة تلك الاهوال التي تعرض لها سكان محافظة الموصل المعروفة بتنوعها الاثني والعرقي، خصوصا بعد الهجوم البربري الذي تعرضت له عام 2014 من أعداء الحياة والجمال، الذين قتلوا الحياة ودمروا الابداع الحضاري للمنطقة الذي يمتد الى مهد الحضارة البشرية الاولى، فدمروا اثارها التي تعد شاهدة على ابداع الانسان على مر العصور.

الا ان اصرار الانسان على استمرار الحياة يمكن ان يهزم ارادة الظلام لتشع وينبثق عنه الابداع رغم الحرمان وشظف العيش في مخيمات النزوح التي تفتقر لابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة فضلا عن الابداع والفن.

ولكي نبرهن على ما ذهبنا اليه توجهت وكالة شفق نيوز الى احدى المخيمات التي تحوي النازحين من مختلف اطياف الموصل، ووجدنا فيها انموذجا بسيطا يمكن ان نسلط الضوء عليه.

برهان يوسف أحد النازحين من الذين حرموا حتى من حق التعليم، تمكن من تطويع قطع الفلين والخشب الذي يحصل عليه من اصدقائه اصحاب عربات الستوتة الذين يذهبون خارج المخيم لقضاء احتياجات سكان مخيم بحركة في أربيل ويجلبون معهم قطع الفلين والخشب المستخدم ليحولها الى مجسمات صغيرة لمعالم أثرية تملأ العراق طولا وعرضا كدليل على حضارته.

وتمكن يوسف لغاية الان من صنع مجسم لقلعة اربيل الاثرية وملوية سامراء ومنارة الحدباء وجولي باربيل ومنارة سنجار والجسر العباسي الاثري في زاخو.

ويأمل برهان الذي لايتقن القراءة والكتابة الحصول على دعم لصناعة مجسمات لجميع الاماكن الاثرية واقامة معرض له.

وسابقا عمل برهان في مجال تصليح الاجهزة الكهربائية ولم يدرس الفن وانما تعلمه من تلقاء نفسه، وبالأخص خلال فترة الحجر الصحي بعد تفشي جائحة كورونا وتوقف جميع الاعمال.

ويقول في حديثه لوكالة شفق نيوز، انه خلال تلك الفترة شغل نفسه بصناعة هذه المجسمات التي صنعها بشكل جميل في خطوة منه للدعوة الى المحافظة على الاماكن الاثرية في البلاد.

ويعيش يوسف منذ نحو ستة اعوام في مخيم بحركة قرب مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان.

وتقيم في مخيم بحركة 950 عائلة منذ عام 2014 وتضم خليطا من العرب والكورد والتركمان والشبك وهم في الاصل من مدينة الموصل واطرافها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon