انطلاق فعاليات ملتقى "خيّاط" الفني في السليمانية (صور)

شفق نيوز/ انطلقت في مدينة السليمانية بإقليم كوردستان، يوم الجمعة، فعاليات ملتقى "خيّاط " بمشاركة وحضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين من السليمانية وباقي مناطق اقليم كوردستان.

وقالت شهين صابر المتحدثة باسم الملتقى لوكالة شفق نيوز إن "مديرية الثقافة والفنون في السليمانية ارتأت مع مرور الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان التشكيلي الكوردي "اسماعيل خياط" بإقامة هذا الملتقى المعاصر لتبقى ذكرى الفنان باقية من خلال أعمال و مناقشات فنية".

وأضافت أن "الملتقى تضمن جلسات حوارية ونقدية بناءة إضافة إلى إقامة معرض فني لنتاجات الراحل "اسماعيل خياط"، بمشاركة نخبة من اعمدة الفن التشكيلي وبحضور جمع غفير من الفنانين والمثقفين".

وبينت أن "المديرية العامة للثقافة والفنون في السليمانية طالبت من وزارة الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان ورئيس الحكومة بتقديم "درع الخياط " سنويا ضمن مهرجان يتم تمويله من قبل الوزارة سنويا لأحد المبدعين في مجال الفن".

وإسماعيل خياط فنان تشكيلي كوردي (ولد في خانقين 1944) تخرج من دار المعلمين ، مارس مع نشاطه الفني مهنة التدريس لمدة 21 عاما.

تفرغ الفنان اسماعيل خياط بعد تركه مهنة التدريس للفن في مدينة السليمانية حيث يقيم فيها إلى الوقت الحالي.

وعرف خياط على مستوى العراق بفنان ذو اسلوب خاص وصاحب رؤية فنية اجتاز من خلالها البيئات التشكيلية التي كانت سائدة في العراق وفي الأوساط الكوردية أيضاً. ودفعته خصوصيته الفنية إلى صدارة أسماء الفنانين العراقيين الذين شاركوا في المعارض والمهرجانات الفنية والتشيكلية العالمية حيث وصلت لوحته إلى صالات العرض في الكثيرة من المدن الأوروبية والأمريكية.

وأقام أكثر من (35) معرضاً شخصياً في مدن كوردستان العراق وبغداد، ولا زالت إنجازاته الإبداعية المتميزة مستمرة في العطاء. في أعماله الأخيرة تبدو هنالك جهود كبيرة جداً لما تمتلك من مساحات واسعة على الأرض في أبعادها المتكاملة في السطح الأرضي وكذلك ما تحتويها من صخور وأحجار مختلفة التركيب والاحجام، يتم ترتيب هيئتها الشكلية في الألوان النابضة بالتعبير والأهداف، دون التدخل في تغيير بنية احجامها أو تحوير تكويناتها بطريقة الحفر أو الملمس.

لذلك سعى بجهد جهيد مع أوساط الأجواء النحتية بطريقة صياغة المنجز بما يتناسب مع اختصاصه كرسام عن طريق فرش الألوان المثيرة للانتباه والاستيقاف والتأمل، ولم يتوقف ضمن نطاق الأحجار والصخور والمساحات الأرضية، وإنما بتحويل أرضية البناء والجدران إلى تكوينات شكلية عن طريق باقاتها اللونية المتنوعة. تلك الجهود لايخوضها ضمن لوحات محددة القياس والاستيقاف، وإنما ضمن مساحات واسعة وآفاق حرة في التحرك والتطبيق تتطلب جهود كبيرة من الوقت والأداء التقني، وكما هو واضح إن الفنان إسماعيل خياط لا يستخدم مواد القماش الذي يمتص الألوان ويشتت وضوحها والتي تتطلب مراحل كثيرة للبناء اللوني وإلغاء التشتت. إنه يفضل فرش الألوان على المساحات الأرضية والأحجار الذي أتى بعد مراحل وضع الألوان على الورق الصافي الملمس.

ويعد إسماعيل خياط من أبرز رموز الفن التشكيلي في كردستان العراق حيث أسس لتجربته الفنية مقومات خاصة بها، وتميزت لوحته بمزايا تعبيرية لم تلحظ قبله في الفن التشكيلي الكوردي. يمكن القول بأنه كان الضفة البصرية لحركة (المرصد) الشعرية التي أطلقها الشاعر الكوردي (شيركو بيكه س) في سبعينيات القرن المنصرم إذ أُعتبرت بداية الحداثة الأدبية في الثقافة الكوردية.

توفي في 20 أكتوبر 2022 الفنان الكوردي اسماعيل خياط عن عمر ناهز 75 عاما في مدينة السليمانية حيث توفي في منزله بمدينة السليمانية بعدما كان فاقدا للوعي على مدار العامين الماضيين.