تقرير أمريكي يستعرض دروساً بينها عراقية أمام إدارة بايدن للتفاوض مع إيران

تقرير أمريكي يستعرض دروساً بينها عراقية أمام إدارة بايدن للتفاوض مع إيران
2021-01-27T19:23:59+00:00

شفق نيوز/ اعتبر تقرير امريكي، أن إحياء الاتفاق النووي الايراني يشكل اختبارا لادارة الرئيس الجديد جو بايدن، والتي تضم العديد ممن خدموا في ادارة باراك اوباما والذي لا تنتابهم اية أوهام كم ستكون هذه المهمة مضللة.

وكان الرئيس السابق دونالد ترامب نسف في العام 2018 الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 خلال عهد أوباما. وبحسب تقرير لصحيفة "الفايننشال تايمز"، ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن الدبلوماسيين المخضرمين في فريق بايدن للسياسة الخارجية، لديهم خبرة مباشرة في حكمة المفاوضين الايرانيين وكم أصبحت العلاقات عدائية مع إيران.

وينقل التقرير عن الباحث الأميركي البارز جو الترمان قوله ان طهران تعتبر ان المفاوضات وسيلتها لاحتواء الولايات المتحدة بدلا من السعي للتوصل الى حلول. وتابع ان حلفاء أميركا في المنطقة، كإسرائيل، يقولون انه لا يمكن العودة الى اتفاق العام 2015 على الرغم من انه اخضع البرنامج النووي الإيراني لمراقبة خارجية. اما السعودية، فتقول انه يجب التشاور مع دول الخليج حول اي اتفاق جديدة مع ايران.

وأشارت "الفايننشال تايمز" الى ان اسرائيل، ومن اجل ان توضح وجهة نظرها، تقف بشكل شبه مؤكد وراء اغتيال العالم الايراني محسن فخري زادة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بالاضافة الى اغتيال اربعة من فريق علمائه ما بين عامي 2010 و2012.

وبحسب التقرير فان الطرفين الاميركي والايراني، يطبقان مقاربة "انت اولا". فايران تقول ان الكرة في الملعب الاميركي باعتبار ان دارة ترامب مزقت من طرف واحد الاتفاق مع طهران التي كانت تقوم بتطبيقه. ويقول فريق بايدن ان على ايران اولا استئناف اذعانها بالاتفاق (ايران رفعت درجة تخصيب اليورانيوم فوق المستوى المحدد، وهو حصل بعد عام على انسحاب واشنطن).

وتساءل التقرير عما اذا كانت إيران ستثق بالولايات المتحدة مجددا وهي خاضعة لعقوبات تستهدف تدمير اقتصادها والاطاحة بنظامها. كما تساءل عما اذا كان جيران ايران، خصوم يتطلعون إلى النفوذ الإقليمي ويرون إيران الشيعية كإمبراطورية فارسية جديدة، سيثقون بطهران؟

وبنظر السلطة الدينية والأمنية، فإن اتفاق 2015 يشكل تهديدا وخدعة. وينوه التقرير كيف ان الايرانيين رحبوا بحرارة بالاتفاق باعتباره طريق يعيدهم الى العالم العصري، ورأوا فيه منحدر نحو تغيير النظام. واضاف انه عندما تخلت واشنطن عن التزاماتها باعادة ادخال ايران الى اسواق العالم، فإن الإسلاميين المتشددين في طهران تمكنوا من إجبار البراغماتيين الذين يقودهم الرئيس حسن روحاني.

في العام 2003، عندما عرض الرئيس الإيراني وقتها محمد خاتمي على الولايات المتحدة "صفقة كبيرة"، فإن الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش ادرج إيران ضمن "محور الشر" الى جانب العراق وكوريا الشمالية. وبالنسبة إلى المتشددين، والعديد من الايرانيين، فان ترامب كان منسجما مع المشهد، فأميركا وإيران تحاولان النيل من بعضهما البعض منذ أجيال.

ويتذكر الاميركيون استيلاء ايران على سفارتهم في طهران واحتجاز الرهائن بعد الثورة في العام 1979. كما لم يتم نسيان تدمير حزب الله للسفارة الاميركية في بيروت وتفجير ثكناتهم الذي اوقع 241 قتيلا في اوائل الثمانينيات. اما المظالم الايرانية فانها تعود زمن الانقلاب الذي رعته الاستخبارات الاميركية في العام 1953 (ضد حكومة مصدق).

واعتبر التقرير ان الغزو الاميركي للعراق بعد ذلك بخمسين سنة، اثار زوبعة عرقية – طائفية، وضعت السنة في مواجهة الشيعة عبر العالم الاسلامي. وكان من الواضح، بحسب غاردنر ان تستخدم ايران العراق ذي الغالبية الشيعية كمنطقة عازلة دفاعية، وكمنصة هجوم جديدة لتوسيع نفوذها الاقليمي. وكان هذا امرا محتما باعتبار انه في الحرب العراقية – الايرانية بين عامي 1980 و1988، فان الغرب زود صدام حسين باسلحة كيميائية ليستخدمها ضد القوات الايرانية، وصواريخ باليستية ليقصف مدنها.

وقالت الصحيفة الامريكية، "الايرانيون لم ينسوا ذلك". لكنها اشارت الى التدخلات الايرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، واحتجاجات في لبنان والعراق عامي 2019 و2020 ضد ايران وحلفائها في البلدين بالاضافة الى تظاهرات حاشدة داخل ايران نفسها، مضيفا ان العديد من العراقيين واللبنانيين لا يريدون ان يكونوا جزءا من المحمية الايرانية.

واشار الى ان هذه "الثيوقراطية" الايرانية القائمة جعلت الايرانيين الشعب الاكثر علمانية بتفكيره في الشرق الاوسط. وهناك دراسة هولندية تشير الى ان ثلثي الايرانيين يعارضون زج التعاليم الدينية في نظام التشريع الوطني.

ولهذا، يعتبر التقرير ان الولايات المتحدة قد تكون متشجعة للمبالغة بالدور الذي يمكن ان تقوم به. وتابع ان مفاوضي بايدن يدركون انه من خلال المرحلة التي قادت الى العام 2015، فان المفاوضات تبدأ فعلا ما ان تزيل واشنطن خيار "تغيير النظام" عن الطاولة.

وخلص التقرير الى دعوة الولايات المتحدة وغيرها من الدول الضامنة للاتفاق النووي ان تسير مجددا الى ال 2015، مضيفا ان الانفتاح الإقليمي يتطلب هندسة أمنية جديدة، تشمل كل اللاعبين. واوضح ان هذا يتطلب البناء من الارض صعودا، يتم تعزيزه من خلال ائتلاف دبلوماسي دولي وواسع يساهم في صياغته. لقد فقدت الولايات المتحدة ثقة الحلفاء، والخصوم. لا يمكنها القيام بذلك لوحدها، ختمت "الفايننشال تايمز" بذلك تقريرها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon