تقرير فرنسي: القطن السوري ذهب أبيض في يد داعش

تقرير فرنسي: القطن السوري ذهب أبيض في يد داعش
2015-06-14T22:38:51+00:00

شفق نيوز/ يكشف تقرير تلفزيوني خاص أعدته قناة ام 6 الفرنسية، ويبث مساء الأحد الوجوه المجهولة في طرق ومسالك تمويل داعش، تحت عنوان "من أين تأتي مليارات البرابرة الجُدد؟".

وقالت قناة ام 6 إن فِرقها الصحافية خصصت عدة أشهر للتعرف على ملامح داعش المجهولة، منذ تزايد الخطر الإرهابي ضد فرنسا، بعد مجزرة صحيفة شارلي هبدو في كانون الثاني 2014، لتعود بحقائق مُثيرة عن طرق تمويل التنظيم وثرائه الفاحش.

وفي تقريرها الذي شمل محطات خارجية كثيرة، في سوريا والعراق وتركيا، تُقدم القناة من خلال شهادات لخبراء ومحللين ومتعاملين مع داعش، وشرط عدم كشف هوياتهم، كيف نجح التنظيم وهو ما لا يظهر كثيراً في التقارير الإعلامية الأخرى في وضع يده، على الذهب الأبيض السوري، بعد الذهب الأسود النفط، والبني، لون الآثار والتحف التاريخية، التي وضع يده عليها، إلى جانب الابتزاز والضرائب والمكوس المختلفة التي يفرضها على السكان في مناطق سيطرته.

وأوضحت القناة أن التنظيم تمكن من إرساء مقومات شبكة كاملة متكاملة وفعالة لتهريب القطن السوري، المطلوب دولياً، والذي لا يُثير اهتمام الإعلام والمتابعين والمكلفين بالتضييق على داعش وتجفيف موارد تمويله، رغم ضخامة الموارد المتأتية من القطن السوري، أحد أجود أنواع القطن في العالم، بسبب تركيبته، وشهرته قطناً عضوياً مثالياً.

ويكشف التقرير الفرنسي، نجاح داعش في توصيل قطنه، إلى الورشات ومصانع النسيج في أغلب أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا وفرنسا وإلى مصانع النسيج وورشات الخياطة فيها، ما يُفسر ضخامة التمويلات التي يحصل عليها التنظيم، والتي لا تقوم  على النفط والآثار وحدها، وهي التي تخضع إلى رقابة مُشددة ومتزايدة، ولكن أيضاً  على تهريب القطن العضوي الثمين، للتصل العائدات إلى أرقام فلكية، كما تؤكد أكثر التقارير الدولية، التي تتحدث عن إيرادات تتجاوز 2000 مليار دولار.

وحسب تقارير أخرى، يُسيطر داعش اليوم على 90 % من إنتاج القطن العضوي في سوريا، كما يشير إلى ذلك الخبير في شؤون الإرهاب الفرنسي جان شارل بريسار، وهي مساحة هائلة في ثاني بلد منتج لهذ القطن في العالم.

وفي تقارير سورية رسمية سابقة، قالت حكومة دمشق في 2009، إن زراعة القطن تعد من أبرز القطاعات الفلاحية في البلاد، وهي التي تنتشر أساساً في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة وحماه، المحافظات التي يُهيمن عليها التنظيم بأشكال متفاوتة.

وفي تقرير صادر في آخر 2010، قال "مركز الدراسات الخضراء" شبه الحكومي السوري، إن المحاصيل السورية من القطن تعد من أكثر المنتجات الفلاحية استراتيجية في الاقتصاد الوطني نظراً لحجم المساحات التي يشغلها هذا المحصول، بين 175و 200 ألف هكتار إضافة إلى حجم اليد العاملة فيه".

وأضاف التقرير نفسه "يؤمن القطن حوالي 20 أو 30% من مجمل الصادرات الزراعية، وهو المحصول الزراعي الأول والصناعي الثاني من حيث المساهمة في تأمين القطع الأجنبي بعد البترول , كما ترتكز عليه الصناعات النسيجية التي تعتبر في سوريا الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني في الميزان التجاري السوري، فهي تُسهم بنسبة 30% من إجمالي الصناعات التحويلية، ويعمل فيها نحو مليون عامل أي حوالي 20 % من مجموع اليد العاملة للدولة" السورية.‏

وتحتل سوريا وفق هذا التقرير "المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج القطن عموماً، والمرتبة الثالثة آسيوياً في إنتاج القطن العضوي، بعد الصين وتركيا والمرتبة السابعة عشرة في العالم".

وأشار التقرير إلى إن الإنتاج السوري من القطن كان في حدود 652، ألف طن في 2009، وذلك عندما كانت المساحة المزروعة 163 ألف هكتاراً".

والثابت أن تطور حجم المساحة المزروعة إلى حوالي 200 ألف هكتاراً بعد ذلك بسنوات قليلة، ساهم في رفع الموارد المالية الضخمة المتأتية منه، بعد أن أصبح في يد داعش، الذي يسيطر كلياً أو جزئياً على المحافظات المنتجة لهذا الذهب الأبيض، علماً أن آخر الإحصائيات الرسمية تُشير إلى مداخيل مالية بالعملة الصعبة في حدود 4.3 مليار دولار في 2009.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon