تحقيق دولي: "ستارلينك" تعزز نفوذ الجماعات المتشددة في الساحل الأفريقي

تحقيق دولي: "ستارلينك" تعزز نفوذ الجماعات المتشددة في الساحل الأفريقي
2025-11-24T16:52:47+00:00

شفق نيوز- متابعة 

كشف تحقيق أجراه مدير منظمة الحقوق الرقمية غير الحكومية في غرب أفريقيا، "إنترنت بلا حدود"، والمؤلف المشارك لكتاب "الإغلاقات على الإنترنت في أفريقيا، التكنولوجيا، الحقوق والسلطة" كمال أفاغنون، عن نجاح "ستارلينك"، وهي شبكة من آلاف الأقمار الصناعية تدور حول الأرض، في غضون سنوات قليلة في تطبيق إستراتيجية توسع منهجية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، لكنها تتيح في المقابل للجماعات المتطرفة التواصل داخل أراضي البلدان التي تعاني اضطرابات أمنية.

وفي 5 دول أفريقية على الأقل من أصل 16 دولة تتوفر فيها الخدمة، يُعدّ الاشتراك الشهري لـ"ستارلينك"، وهي تابعة لشركة سبيس أكس المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، أرخص من اشتراك مزود خدمة الإنترنت الثابت الرائد.

وبحلول عام 2026، من المتوقع أن تُبدي 5 دول أخرى اهتمامًا بالخدمة. ومن شأن الاستحواذ على هذه الأسواق الجديدة أن يُمكّن مزود خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من تغطية القارة بأكملها تقريبًا.

وحسب التحقيق كما نشرت مجلة "موند أفريك" الفرنسية، في منطقة الساحل والصحراء، الممتدة من غرب أفريقيا إلى وسطها، تتيح شبكة "ستارلينك"، التي تضم آلاف الأقمار الصناعية، للجماعات المتشددة التواصل داخل أراضيها. ففي هذه المنطقة التي تعاني أزمةً أمنيةً غير مسبوقة، يزداد استخدام تكنولوجيا الملياردير التي يقدمها إيلون ماسك المولود في جنوب أفريقيا من قبل المدنيين، وكذلك من قبل الجماعات المسلحة.

 ووسط رفض المجموعة الرد على استفسارات معدّ التحقيق لا تزال معدلات انتشار الإنترنت في أفريقيا أقل من (43%) من المتوسط العالمي (68%)، حيث تزدهر سوق سوداء بفضل قوة شبكات "ستارلينك"، كاشفًا عن بيع الأجهزة أحيانًا في مناطق نائية أو يصعب الوصول إليها.

وتتيح سلسلة التوريد غير المشروعة للجماعات المتطرفة، بما في ذلك جماعة نصر الإسلام والمسلمين في غرب أفريقيا، تنسيق أنشطتها في أماكن لا تتوفر فيها إمكانية الوصول إلى الإنترنت التقليدي.

ويمكّن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لهذه الجماعات المسلحة ليس فقط نشر دعايتها، بما في ذلك نشر رسائل مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، بل يتيح لها أيضًا الاستفادة من مزايا عديدة.

ورغم استخدام بعض الجماعات المسلحة لشبكة "ستارلينك" في منطقة الساحل وبلدان خليج غينيا، رجّح التحقيق مقاومة ماسك أي تشريع من شأنه أن يجبر المنصات على الكشف عن أعمالها الداخلية، وخاصة فيما يتعلق بإدارة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة في هذه المنطقة الشاسعة.

وردًا على استخدام هذه الجماعات المتمردة لنظام الإنترنت الخاص بماسك، اضطرت دول المنطقة إلى فرض قيود على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ومن بين هذه الدول ليبيا وحذت حذوها تشاد ومالي ونيجيريا، نظرًا لتضررها بشكل خاص من الاستخدام السري لشبكة "ستارلينك" من قِبل جهات إجرامية وعنيفة.

وتُظهر مقاطع فيديو يتم تداولها بشكل متكرر على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعات متطرفة تستخدم مجموعات ستارلينك في مناطق مختلفة.

في العام الماضي، أشارت السلطات المالية إلى اكتشافها استخدامًا غير مرخص لأنظمة ستارلينك في المنطقتين الشمالية والشرقية من البلاد. وتشهد هاتان المنطقتان نشاطات الجماعات المتمردة والمتشددة بشكل خاص.

في أواخر تموز/يوليو عام 2024، لعبت الشبكة دورًا حاسمًا خلال معركة تينزاوتين التي استمرت 3 أيام. في هذه المعركة، التي نشبت بين القوات المسلحة المالية ومرتزقة فاغنر وتحالف من الجماعات المسلحة ذات الأغلبية الأزوادية النشطة في شمال مالي، استخدم المتمردون الشبكة للحفاظ على اتصالات آمنة بين وحداتهم.  

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon