قضايا المنطقة تتصدر قمة بغداد وجملة اتفاقات أمنية واقتصادية في الأفق

قضايا المنطقة تتصدر قمة بغداد وجملة اتفاقات أمنية واقتصادية في الأفق
2021-06-27T15:58:03+00:00

شفق نيوز/ شهدت العاصمة العراقية بغداد، يوم الأحد، وقائع أعمال القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر، والتي تأتي في إطار الحرص على توثيق علاقات الشراكة التي تجمع الدول الثلاث، ضمن آلية التعاون الثلاثي بينهم، وانطلاقاً من الرغبة الصادقة لدى الدول الشقيقة الثلاث في تعزيز سبل التعاون وزيادة آليات التنسيق ضمن المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والأمنية وغيرها.

قمة بغداد

ووفق البيان الختامي للقمة، الذي ورد لوكالة شفق نيوز، استضاف رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في قمة ثلاثية عُقدت في بغداد بحثت سبل التعاون والتنسيق والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الشقيقة الثلاثة، ضمن آلية التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر.

وتأتي هذه القمة استكمالاً لجهود القادة الثلاثة في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين البلدان الثلاثة في المجالات كافة، وعبر البناء على ما تم الاتفاق عليه من مخرجات في القمم السابقة، وآخرها قمة عمّان التي استضافتها الأردن بتأريخ 25/8/2020.

دعم وإشادة

وأشاد قادة الأردن ومصر، بحسب البيان الختامي، بـ"الجهود الدبلوماسية المتوازنة التي بذلتها الحكومة العراقية على صعيد تدعيم الأمن والاستقرار الإقليمي، ومحاولاتها في تقريب وجهات النظر لحل الخلافات وإنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وكذلك بجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم داعش الإرهابي، وبتضحيات الشعب العراقي وقدرات قواته المسلحة في هزيمة التنظيم الإرهابي، والتي ساهمت في درء الأخطار التي كان يمثلها وإرساء الأمن في العراق ودعم الاستقرار في المنطقة".

كما ثمّن قادة الأردن ومصر، "إجراءات وخطوات الحكومة العراقية نحو تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتطبيق برنامجها الحكومي، والتي ساهمت بشكل فعّال في التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وتداعيات تفشي وباء كورونا، وأرست قواعد النمو والازدهار للاقتصاد العراقي".

الانتخابات العراقية

وقدم قادة البلدين، أيضاً دعمهم لـ"استعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للانتخابات البرلمانية المقررة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل وإنجاز جميع مراحلها ومتطلباتها، بما يساهم في إنجاح سير العملية الانتخابية وضمان شفافيتها في أجواء التنافس العادل لاختيار ممثلي الشعب".

وأبدى قادة البلدين دعمهما لـ"جهود الحكومة العراقية في ترسيخ أمن العراق وفرض السيادة الوطنية ومنع التدخل في شؤونه الداخلية".

سد النهضة

من جانبهم، قدم قادة العراق والأردن، دعمهما لـ"مواقف مصر والسودان في قضية سد النهضة، وأكدوا على ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الاستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل لاتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان".

القضية الفلسطينية

القادة الثلاث شددوا خلال قمة بغداد، على ضرورة "تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونيل مطالبه المشروعة للحصول على دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

وأكد القادة، وفق البيان الختامي، أن "حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة"، لافتين في الوقت نفسه إلى ضرورة "وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وثمن القادة أيضاً الدور المصري في "إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية"، معربين عن تقديرهم لـ"الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على استدامة التهدئة".

ورحب القادة بـ"الإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة باعتبارها مبادرة مصرية تهدف لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد"، مثمّنين الدور المصري الفاعل في "المصالحة الفلسطينية باعتبارها مسألة لا غنى عنها في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

بدورهم، أعرب قادة العراق ومصر، بحسب البيان الختامي، عن تقديرهم لـ"جهود الأردن الحثيثة والمتواصلة لوقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها جهود الأردن في وقف الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ووقف إطلاق النار واستعادة التهدئة".

الأزمة السورية

واستعرض قادة الدول الثلاث، "المستجدات الإقليمية والدولية الراهنة، وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة، وخصوصاً في سوريا وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة".

وشدد القادة، على ضرورة "التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بناءً على قرار مجلس الأمن 2245 على أن يحفظ أمن واستقرار سوريا وتماسكها ويتيح الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين".

الدبلوماسية الليبية

وفي سياق متصل، رحب القادة بـ"تشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز"، معربين عن تمنياتهم لـ"المجلس الرئاسي المؤقت وللحكومة المؤقتة بالتوفيق في إدارة المرحلة الانتقالية ودعمهم لجهود عقد الانتخابات في موعدها المقرر في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021".

وأكد القادة، وفق بيانهم الختامي، على أهمية "خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يسهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها".

كما ثمن قادة العراق والأردن، الجهود المصرية الحثيثة في "دعم الأشقاء الليبيين وتقريب وجهات النظر بينهم، وضمان أمن واستقرار الأوضاع في ليبيا".

الأزمة اليمنية

وعلى صعيد آخر، استعرض القادة الثلاث، المستجدات وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة، ودعم جهود الأمم المتحدة لـ"التوصل إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار بهذا البلد الشقيق".

وأكد القادة على "التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة".

وشدد القادة أيضاً على أهمية "مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة".

جائحة كورونا

ودعا القادة إلى "اعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية بين البلدان الثلاثة على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية، والسعي لتكامل الموارد وتوفير كافة التسهيلات الممكنة لزيادة حجم التبادل التجاري بينها، وتعزيز الجهود في المجالات الصحية والصناعية والدوائية، لا سيما في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي.

تنسيق أمني

وأكد القادة الثلاث، على أهمية "التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية"، مشددين على أهمية "استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب".

مشاريع اقتصادية

ومن جانب آخر، شدد قادة العراق ومصر والأردن، وفق البيان الختامي، على ضرورة "السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية- الأردنية المشتركة واستكمال المتطلبات اللازمة لذلك وإعطاء الأولوية للشركات من الدول الثلاث للمشاركة بعطاءات إنشائها".

واتفق القادة على ضرورة "تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام ( البصرة-العقبة)، والتعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيماويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاث".

مدينة صناعية

وأعرب القادة عن ضرورة "التعاون في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية ذات الأولوية لتعزيز أوجه التعاون والتكامل الصناعي بين الدول الثلاث في شتى الميادين الإنتاجية، والعمل على اعتماد مذكرة التفاهم المقترحة من قبل الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة والمتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة بينهم وإقامة معارض دائمة مشتركة على أراضيهم وتذليل العوائق الفنية غير الجمركية التي تواجه حركة التبادل التجاري، وتنسيق الجهود لإتمام إنشاء بوابة تجارة إلكترونية".

شركة تسويق إقليمية

واتفق القادة أيضاً على ضرورة "التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال استكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية".

ولفت القادة إلى أهمية "تشجيع الاستثمار في قطاع الاسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات".

رفع مستوى التعاون الثلاثي

ووجّه القادة، وفي إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة، بحسب البيان الختامي، بـ"عقد ملتقى أعمال على هامش أول اجتماع قادم لوزراء الصناعة والتجارة في الدول الثلاث، وذلك بعد تعذر عقده خلال العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا".

السفر والنقل

واتفق القادة أيضاً على "التعاون في مجال النقل من خلال ما تم الاتفاق عليه مسبقاً حول نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم، كما اتفقوا على توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث".

وتسلم العراق وفق البيان الختامي، مهام السكرتارية لآلية التعاون الثلاثي، إلى وزارة الخارجية العراقية من شهر آب/ أغسطس المقبل ولمدة عام واحد، خلفاً لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك اتساقاً مع قرار القادة في قمة عمان 2020 حول آلية التناوب للسكرتارية التنفيذية".

وفي الختام، ثمّن قادة الأردن ومصر جهود العراق في تنظيم أعمال القمة الثلاثية، وبحسن الاستقبال وكرم الضيافة"، وفقا للبيان الختامي.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon