إنجازات رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية.. ما الذي تحتاجه الرياضة النسوية في العراق؟ (صور)

إنجازات رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية.. ما الذي تحتاجه الرياضة النسوية في العراق؟ (صور)
2022-08-07T12:24:16+00:00

شفق نيوز/ تسعى الكثير من النساء العراقيات إلى محاولة كسر القيود الاجتماعية والانطلاق نحو ممارسة هوايتهن المتنوعة بما فيها الألعاب الرياضية.

ويواجه دخول المرأة في الرياضات معوقات كثيرة، أبرزها العادات والتقاليد الاجتماعية فضلا عن الظروف الاقتصادية وقلّة الدعم المقدّم من قبل المعنيين.

كما تفتقر البلاد للبنى التحتية الخاصة بممارسة المرأة للألعاب الرياضية، من حيث توفير قاعات أو ملاعب أو مسابح خاصة بالنساء مقارنة بالدول الأخرى التي تمتلك مدنا رياضية خاصة للنساء.

وعلى الرغم من انتشار بعض الصالات والنوادي الخاصة بالألعاب النسائية، إلا أن الإقبال عليها ما يزال ضعيفاً للغاية، نتيجة رفض بعض الأهالي ذهاب بناتهم لممارسة الرياضة في تلك النوادي، بسبب العادات والتقاليد وقلة الإمكانيات المادية.

لكن المراقب للرياضة النسوية في العراق يرى أن حضور المرأة في الألعاب الرياضية بدأ يزداد وخاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت المرأة تشارك في منافسات محلية وعربية ودولية، وتنال مراكز متقدمة في البطولات.

الملاكمة النسوية

وهذا ما تؤكده لاعبة الملاكمة في بابل زينب الدليمي، التي تقول إن "أغلب النساء الرياضيات حصدن بطولات عالمية وقارية وغيرها".

وعن مسيرتها الرياضية تروي الدليمي لوكالة شفق نيوز "بدأت بممارسة الرياضة منذ عام 2010، وكان حبي للرياضة منذ طفولتي حيث كنت أشاهد اقاربي الرياضيين واتمنى ان اكون مثلهم، فخالي نجم كرة القدم الدولي ناطق هاشم الملقب بـ(بلاتين العرب) واعمامي ايضاً صباح حاتم ورزاق حاتم، هذا كان حافراً نفسياً لي لممارسة الرياضة وفي تطوير نفسي في هذا المجال".

وتضيف "كما شاركت بعدة بطولات محلية ودولية، وحصدت المركز الأول في المصارعة، وحققت نتائج جيدة في بطولة العالم للجودو والباغوت، لكن شغفي الأكبر هو الملاكمة، وكانت أول بطولة شاركت فيها هي بطولة أندية العراق التي أقيمت في محافظة السليمانية، وحصدت المركز الأول والميدالية الذهبية، وبعدها انضممت إلى المنتخب العراقي".

وكشفت الدليمي في ختام حديثها عن سعيها خلال الفترة المقبلة إلى كسب بطولة عربية أو دولية، فضلا عن افتتاح مركز لتدريب النساء على الملاكمة في بغداد.

مراكز تدريب خاصة بالنساء

وانشأت بعض اللاعبات مراكز تدريب خاصة لهن يتدربن فيها، فضلا عن تدريب الأخريات الراغبات أيضا، وفي هذا الشأن تذكر الكابتن رشا صدام حاتم من محافظة بغداد "قمت بإنشاء صالة رياضية مخصصة للنساء اللواتي يرغبن بالحصول على جسم رشيق وصحي".

وتشرح حاتم التي تعشق رياضة الريشة الطائرة، سبب دخولها هذا المجال، في حديثها لوكالة شفق نيوز "منذ صغري وأنا أحب الحركة والنشاط، وبعد إكمالي الدراسة الاعدادية كان أمامي أحد طريقين إما اختيار تخصص رياضي لإكمال هوايتي وتحقيق رغبتي أو المضي بقسم إدارة الأعمال الذي قُبلت فيه".

وتضيف حاتم "لذلك قررت اختيار ما يحقق رغبتي ولاقى هذا القرار قبولا من أهلي، على مضض، كون الرياضة وخاصة النسوية ليس لها مستقبل في البلاد".

البنى التحتية

ويرى مراقبون أن اللاعبات يحتجن إلى مستلزمات من قاعات ومدربين ووسائل نقل وتجهيزات رياضية ورواتب شهرية، من أجل تحسين مستوى الأداء وتحقيق الإنجاز العالي للحصول على المراكز الأولى، بالإضافة إلى الدعم الحكومي الذي يسهم في تطوير الرياضة من خلال تنظيم المعسكرات التدريبية وتكثيف المشاركات الدولية ورصد المبالغ لدعم برامج تطوير الرياضة النسوية.

ومن ضمن الرياضات التي تقبل عليها النساء في العراق هي رياضة الفروسية، حيث تشهد إقبالا واسعا للتدرب عليها، وفي هذا الجانب يذكر مدير إعلام إحدى الكليات في محافظة بابل، زيد الشوكة، أن "الكلية يتوفر فيها مربضاً للخيول، ويشهد إقبالا واسعا من قبل الطالبات".

ويبين الشوكة لوكالة شفق نيوز، أن "الكثير من الطالبات يتدربن على ركوب الخيل رغم ضغط الدراسة ومتطلبات الحياة المعيشية".

الجامعات والرياضة النسوية

وفتحت بعض الكليات الباب للفتيات لممارسة هواياتهن الرياضية فضلا عن تخصصهن الدراسي في هذا المجال وذلك من خلال إنشاء الأقسام الرياضية فيها، بحسب الباحثة الاجتماعية والمختصة في مجال المرأة سكينة علي.

وتوضح علي في حديثها لوكالة شفق نيوز، عن واقع الرياضة النسوية، أن "ممارسة النساء لهوايتهن في محافظات الوسط والجنوب محدود لأسباب عديدة، منها نظرة المجتمع والعادات والتقاليد، فلا تستطيع الفتاة ممارسة الرياضة في قضاء أو ناحية إلا في مركز المدينة، في حين الكثير من الفتيات لديهن هوايات وشغف لممارسة كرة السلة والطائرة غيرها من الرياضات".

ويؤكد مختصون على أهمية الدعم المادي والمعنوي لوصول الرياضة النسوية الى مكان يليق باسم العراق، فضلا عن تكاتف جهود الجميع من مؤسسات حكومية ورياضية ومنظمات المجتمع المدني لإعادة الحياة الى الرياضة النسوية.

ويضيف هؤلاء، أن ذلك يكون من خلال العمل على تفعيل مقترحات أهمها، فتح مراكز تخصصية خاصة بالرياضة النسوية، وإنشاء أكاديمية نسوية تعنى بالجانب النسوي بإشراف مدربين اختصاص، والزام الأندية بتأسيس فرق نسوية وإدخال المدربات في دورات تطويرية من أجل الإشراف على التدريب.

كما أكدوا على تخصيص قاعات أو ملاعب خاصة بالرياضة النسوية، وتخصيص وسائل نقل للاعبات أثناء التدريب، وإقامة معسكرات تدريبية ودورات تحكيمية للحكام النساء، وتفعيل درس الرياضة في مدارس الإناث، واستقطاب الطاقات منهن وزجهن في فرق الأندية النسوية والاهتمام باللاعبات في كليات التربية الرياضية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon