إيران تحرص على الصدر: هو "روح المقاومة" ويجب الحفاظ عليه كحليف مفيد

إيران تحرص على الصدر: هو "روح المقاومة" ويجب الحفاظ عليه كحليف مفيد
2022-10-27T09:32:31+00:00

شفق نيوز/ اعتبر موقع "المونيتور" الأمريكي ان إيران لا تزال تنظر الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على انه حليف مفيد ويستحسن الاحتفاظ به بالرغم من انتقاداته العنيفة لها ولحلفائها العراقيين.

وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان على الرغم من مواقف الصدريين القاسية ازاء ايران، بالاضافة الى معارضتهم الإطار التنسيقي، الحليف الوثيق لإيران، والذي يتولى تشكيل الحكومة بعد انسحاب الصدر، فإن طهران لم تتخذ أي خطوة ضد الصدر، بالإضافة إلى أنها لا تزال تعتبره حليفا يستحق أن تحافظ عليه. 

ولفت التقرير الى ان الموقف الايراني هذا برغم ان منصات اعلامية تابعة للصدر، تعمد الى تغطية الاحتجاجات المعارضة للحكومة الايرانية بشكل واسع، وتستخدم أكثر المصطلحات قساوة للإشارة إلى القيادات الايرانية. 

وأشار التقرير كمثال على ذلك الى قناة "الحوزة الناطقة" على "تلغرام" والتي تتابع نشاطات الصدر، والتي كتبت عن الاحتجاجات الايرانية مؤخرا قائلة "انظر كيف تصطدم القوات الحكومية بالشعب الإيراني مثل قوات الاحتلال في دول مثل إسرائيل. أين هي وسائل اعلام الغرب لوصف هذا السلوك الإجرامي الفظيع؟". 

والى جانب ذلك، كتبت "الحوز الناطقة" في منشور آخر متحدثة عن "تظاهرات الشعب الايراني العظيم ضد النظام الإيراني". 

وبرغم ذلك، قال التقرير الأمريكي إن وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية تقدم "توصيات" بشكل مستمر الى وسائل الاعلام الايرانية طالبة منها أن تغطي بعض الأحداث، تشدد دائما على ألا يتم توجيه أية انتقادات إلى الصدر أو مهاجمته. 

واطلع "المونيتور" على نماذج من هذه التوصيات والتي تظهر كيف أن وزارة الثقافة الايرانية تطلب دائما من وسائل الاعلام الامتناع عن تصوير الصدر على انه شخصية معادية لإيران. 

الى ذلك، فان وكالة "تسنيم" للأنباء، وهي منصة اعلامية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، نشرت تقريرا تحليليا يعتبر أن تصريحات الصدر بعد الاضطرابات الاخيرة في العراق، كان لها فاعليتها في الحد من التوترات السياسية. 

واعتبرت "تسنيم" في تقريرها أنه "يجب ألا ينسى وجود فرع داخل الإطار التنسيقي الشيعي يعتقد بأنه من الضروري وجود تفاعل حاسم مع التيار الصدري، وباعتقاده ايضا للصدر مكانة خاصة في محور المقاومة". 

وكمثال آخر، لفت التقرير الى الخبير في الشؤون العراقية علي رضا مجيدي الذي المقرب من الحكومة الإيرانية، والذي قال ان الصدر ينتمي الى عائلة عراقية نبيلة داعمة للمقاومة ويتحتم الحفاظ على كرامته وقد استخدمت امكاناته في رفض الاحتلال الأمريكي بشكل خاص. 

ونقل "المونيتور" عن ما وصفه بأنه شخصية بارزة مقربة من الحرس الثوري قوله ردا على سؤال حول تجنب إيران توجيه انتقادات حادة للصدر رغم مواقفه المعادية لها و منصاته الإعلامية توجه انتقادات معادية لها، قوله ان تاريخ الصدر هو معاداة أمريكا، موضحا انه لا يزال الصدر "روح معاداة أمريكا وهو معارض لأي شكل من الاحتلال، ولهذا فإنه ليس من مصلحتنا أن نكون بعداء مع شخص لديه مشاعر مناهضة لأمريكا منذ اليوم الأول للاحتلال الامريكي ولا يزال يحافظ على موقفه هذا". 

ويتابع المصدر الإيراني قائلا أن "الصدر يتحدر من عائلة شيعية اصيلة تتمتع بالروح الثورية دائما"، مضيفا انه "منذ بداية الثورة، احتفظت ايران بعلاقة عميقة مع عائلة الصدر". 

وخلص التقرير إلى أن إيران سعت دائما من اجل الحفاظ على التوازن والوحدة بين الفصائل السياسية الشيعية والا تسمح بحدوث الانقسام بينها، لأن وجود الخلافات بين الشيعة ليس في مصلحة ايران. 

وتابع قائلا ان ايران تحاول "ابقاء التيار الصدري على تواصل مع الجماعات السياسية الشيعية الاخرى، إذ دعمت إيران دائما نهج الإسلام السياسي في كل مكان، بما في ذلك في العراق، وان واحدة من أدوات القوة هو حماية وحدة الجماعات المؤيدة للإسلام السياسي، والعراق ليس استثناء من هذه القاعدة". 

واعتبر التقرير أنه "طالما أن الصدر يؤمن بالإسلام السياسي، فان ايران لن تستبعده". 

وختم تقرير "المونيتور" بالقول انه لا يمكن تجاهل التأثير الاجتماعي للصدر في العراق، مضيفا أنه بالمقارنة مع الزعماء السياسيين الاخرين، فان الصدر لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين الناس ولديه العديد من المؤيدين المخلصين له؟

وأضاف انه من اجل ذلك، فان الإيرانيين يعتقدون أن بمقدورهم استخدام قدرة أنصار الصدر، مشيرا على سبيل المثال الى الوجود الكبير لأنصار الصدر في التظاهرات المناهضة للوجود العسكري الأمريكي في العراق والمطالبة بانسحابها، وهي مسألة مهمة بالنسبة إلى إيران.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon