واشنطن بوست تحذر من "هزيمة" العراق برغم انتصاره الكروي

واشنطن بوست تحذر من "هزيمة" العراق برغم انتصاره الكروي
2023-01-13T18:16:02+00:00

شفق نيوز/ حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية في مقال من ان "العراق يمكن أن ينتزع الهزيمة من فكي الانتصار الكروي" متلاعبة بالمقولة الشهيرة التي تنص على "انتزاع النصر من فكي الهزيمة"، لتقول انه برغم من "عودة العراق" المتمثلة باستضافة بطولة "خليجي-25"، إلا أن الأزمات التي تواجهه ما تزال قائمة. 

وقالت الصحيفة الامريكية في مقال ترجمته وكالة شفق نيوز؛ انه اذا كانت العائلة الحاكمة في الدوحة قد استضافت مونديال كأس العالم لكرة القدم من اجل استعراض ثروة قطر ونفوذها، فان الحكومة في بغداد تعول على بطولة كأس الخليج بهدف توجيه رسالة متواضعة أكثر مفادها أن "العراق عاد"، وبان هذا البلد عاد للظهور بعد ثلاثة عقود من العزلة والحرب والانقسام الطائفي والصراع السياسي.

وذكر المقال بانه بعد حفل الافتتاح المبهر، فان العراق المضيف الحق الهزيمة بالفريق السعودي الذي لا يزال يتباهى بانتصاره على الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي خلال مونديال كأس العالم.

وتابع قائلا ان الجماهير التي تزور البصرة كانت مندهشة من الملاعب الرائعة والمطاعم والمراكز التجارية، والكورنيش الجميل عند شط العرب، والأكثر اهمية من كل ذلك غياب العنف، مشيرا الى انه بالنسبة الى العراقيين، فإنها لحظة نادرة لهم للافتخار الوطني، سواء حمل فريقهم الكأس في 19 يناير/كانون الثاني أم لا. 

وتابع قائلا انه بعد هذه الاحتفالية في البصرة، فان بغداد تأمل ان تستقطب اهتمام المستثمرين من كل الجهات، الا انه اضاف انه بعد اختتام البطولة، فان الاهتمام سيتوجه مجددا نحو الخلل السياسي في العراق، مشيرا الى ان حكومة محمد شياع السوداني التي تشكلت في اواخر اكتوبر/تشرين الاول الماضي، قد لا تستمر طويلا. 

واعتبر المقال أن كونها مدعومة من ايران، يجعل هناك شكوك كبيرة بها من جانب معظم العراقيين، مذكرا بأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاكثر شعبية، والذي لم يتمكن من تأليف حكومة، ما يزال يمتلك القدرة على حشد ملايين المؤيدين في الشارع وشل الحكومة.

وتابع المقال انه حتى في حال نجاة السوداني من المناورة السياسية للصدر، فانه ستكون امامه مهمة لا يحسد عليها تتمثل في ادارة اقتصاد العراق المعتمد بشكل كامل على الصادرات النفطية. 

وبعدما لفت الى ان السوداني يأمل ببقاء النفط قريباً من 100 دولار للبرميل، اشار الى ان ارتفاع الاسعار ساعد خلال معظم شهور العام الماضي، ساهم في التغطية عدم كفاءة الحكومة، التي تراهن على توسيع امكانتها التصديرية خلال الشهور المقبلة.

الا ان المقال اشار الى ان العراق لم ينجح في أن يحول عائدات النفط، الى توفير الفرص أمام شبابه، مذكرا بأن مسحا أجرته الحكومة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، اظهر ان البطالة بين الشباب نسبتها 35.8٪، وهي من القضايا التي أثارت احتجاجات ضد الحكومة خلال السنوات الماضية. 

وتابع ان برغم كون البصرة محافظات جنوبية اخرى، اكثر استقرارا الى حد ما من بغداد ومحيطها، غير أن هذه المناطق لم تحقق التعافي الإهمال الطويل لها خلال حكم صدام حسين الذي حرمهم من الموارد بعد الانتفاضة الفاشلة ضده في بعد حرب الخليج الاولى، بينما يشكو الجنوبيون من ان الحكومات التي جاءت لاحقا، لم تعر الاهتمام لمشاكلهم.

واعتبر أن السلطات في هذه المحافظات التي تضم الجزء الأكبر من احتياطيات النفط والغاز، أكثر فسادا من السلطات الاتحادية في بغداد، مشيرا الى ان نسب البطالة أسوأ مما هي عليه في بغداد. 

وأضاف المقال ان مناطق الجنوب معرضة لكارثة بيئية وشيكة حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض منسوب المياه الجوفية، الى نزوح جماعي من المدن الجنوبية. وبالاضافة الى ذلك، فان القاعدة الزراعية في العراق معرضة للخطر لأسباب من بينها تراجع مستويات نهري دجلة والفرات بقيام تركيا وايران بتحويل المزيد من المياه من الأنهار لتلبية احتياجاتهما المائية الخاصة. 

وختم المقال بضرورة عكس هذه المسارات وهو ما يتطلب وجود حكومة قوية وفعالة ونزيهة، سواء  في بغداد او البصرة، مضيفا انه في ظل عدم رجحان هذا الاحتمال، فإنه من حق العراقيين يحصلوا على تفاؤلهم من أينما كان.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon