ملك الهواتف النقالة.. شركات عالمية تغير استراتيجيتها لإرضاء المستخدم العراقي

ملك الهواتف النقالة.. شركات عالمية تغير استراتيجيتها لإرضاء المستخدم العراقي
2024-03-18T07:18:31+00:00

شفق نيوز/ مع التطور التكنولوجي المستمر وظهور الهواتف الذكية التي تقدم مجموعة متنوعة من الميزات والخدمات، يزداد الطلب على تلك الأجهزة في العراق، وفيما تبين دراسات عالمية أن العراق سيقود سوق "الهواتف الذكية" في منطقة الشرق الأوسط حتى عام 2027 تتقدمها الصينية، أظهرت إحصائية حكومية أن 86% من العراقيين الذين تزيد أعمارهم على خمس سنوات لديهم "هاتفاً محمولاً"، في وقت تغير شركات عالمية استراتيجيتها لأجل إرضاء المستهلك العراقي.

ويعزز توفر شبكات الاتصالات المحمولة وتوسعها في العراق، من استعمال الهواتف النقالة ويسهل الوصول إليها؛ ومع تحسن الظروف الاقتصادية، يبدي الأفراد استعدادا أكبر للاستثمار في الأجهزة التكنولوجية، بما في ذلك الهواتف النقالة.

وتستغل الشركات المصنعة للهواتف النقالة استراتيجيات تسويق مبتكرة لتعزيز مبيعاتها في العراق، مما يسهم في زيادة الطلب على الأجهزة الجديدة، وتتوفر في العراق علامات تجارية و"موديلات" متنوعة للهواتف النقالة، مما يتيح للمستهلكين تحديد الخيار الذي يناسب احتياجاتهم وميزانياتهم.

وبشكل عام، يمكن القول إن سوق الهواتف النقالة في العراق يعد نشطًا ويشهد نمواً مستمراً، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو مع استمرار تطور التكنولوجيا وتحسن الظروف الاقتصادية في البلاد.

الأول في المنطقة

في هذا السياق، يكشف بحث Canalys المتخصصة بالشأن الاقتصادي أن "البائعين قاموا بشحن 9.5 ملايين هاتف ذكي في الشرق الأوسط (باستثناء تركيا) في الربع الثاني من عام 2023، وهو ما يمثل نمواً سنوياً بنسبة 2٪، ويشهد العراق، على وجه الخصوص، صعوداً مطرداً، حيث تغلب على التحديات الاقتصادية وتقلبات العملة ليحقق نمواً كبيراً بنسبة 24% في شحنات الهواتف الذكية".

وفي الربع الثالث من عام 2023، وفقاً لأبحاث مؤسسة Canalys فإن "شحنات الهواتف الذكية في الشرق الأوسط وصلت إلى 12 مليوناً، مع زيادة ملحوظة في النمو السنوي بنسبة 21٪، إذ واصل العراق زخمه القوي مع نمو بنسبة 57% مدفوعاً بالطلب على الهواتف التي يقل سعرها عن 150 دولاراً أمريكياً وزيادة أنشطة العلامات التجارية، أبرزها علامتي Infinix وTecno التجاريتين.

هذا وشهد سوق الهواتف الذكية العراقي، في السنوات الأخيرة، تدفقاً لمختلف العلامات التجارية، وأدى ظهور الهواتف الذكية الصينية إلى تحول كبير في ديناميكيات السوق، حيث اكتسبت هذه العلامات التجارية شعبية وثقة بين المستهلكين العراقيين، ويمكن أن يعزى نجاح البائعين الصينيين إلى تركيزهم على هندسة المنتجات وتصميمها، الأمر الذي لاقى صدى جيدًا لدى الجمهور المحلي".

ووفقاً للدراسة فقد "قامت شركة Transition بنقل الرئيس الإقليمي لشركة Tecno إلى العراق، فيما تحافظ شركة Xiaomi على تواجدها حيث تمتلك أكثر من ثمانية متاجر في مدن مختلفة بما في ذلك بغداد وأربيل والسليمانية وكركوك والبصرة، وتعزو شركة HONOR، التي شهدت نمواً كبيراً في هذه المنطقة، إنجازاتها إلى ارتباطها بشركة Huawei، وبصرف النظر عن ذلك، فقد تلقت موديلات مثل HONOR X6، بسعر 159.000 دينار عراقي (119 دولارًا أمريكيًا)، ردود فعل إيجابية من العديد من العملاء، وساعد طراز C53 من شركة Realme على وصول حصة العلامة التجارية في سوق الهواتف الذكية العراقي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق"، فيما توقعت Canalys أن "يظل سوق الهواتف الذكية العراقي مستقرًا نسبيًا ويصل إلى 7.3 مليون شحنة بحلول نهاية عام 2027".

أما الربع الأخير من عام 2023، فارتفعت فيه نسبة نمو الهواتف الذكية في العراق، إلى 86%، على الرغم من القيود المتزايدة على السحب النقدي بالدولار الأمريكي من قبل البنوك المحلية، مما أدى إلى تفاقم النقص وارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية".

وفي الوقت نفسه، يستهدف البائعون، الفئات السكانية الأصغر سنًا من خلال الحملات التسويقية، مستفيدين من تفضيل الهواتف الذكية ذات التصميمات الجذابة والتكنولوجيا المتقدمة والأسعار المعقولة.

ووفقاً لمنصة (Statista) الألمانية العالمية للبيانات وذكاء الأعمال، فإن في عام 2024، وصلت إيرادات سوق الهواتف الذكية في العراق إلى 2.1 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن ينمو سنويًا بنسبة 1.16%، فيما يشهد سوق الهواتف الذكية في العراق نموًا كبيرًا بسبب زيادة انتشار الإنترنت ووجود عدد من الشباب البارعين في التكنولوجيا.

أطفال العراق والمحمول

في سياق متصل، أكدت وزارة التخطيط، في آخر تقرير لها  عن نسب استخدام الهواتف الذكية عام 2022، ونشر في 19 تشرين الاول 2023، أن "(86٪؜) من العراقيين ممن تزيد أعمارهم عن (5) سنوات يستخدمون الهاتف النقال"، مشيرة إلى أن "نسبة استخدام الهاتف لدى الذكور تصل الى (90٪؜)، مقابل (81٪؜) من الإناث".

وأظهرت نتائج المسح أن "نسبة الأفراد الذين لا يستخدمون الهاتف المحمول بلغت (14٪؜) فقط"، لافتا إلى أن "نسبة استخدام جهاز الهاتف المحمول في بغداد كانت هي الأعلى إذ وصلت إلى (97٪؜)، تلتها النجف بنسبة (93.5%) ثم البصرة بنسبة أقل من (93٪؜) بقليل، بينما حلّت كركوك رابعا بنسبة (92٪؜) وواسط خامساً بنسبة (72%)".

قرارات حكومية

وفي جلسة عقدها مجلس الوزراء العراقي، يوم 23 /11/ 2023، اتخذ بحسب بيان ورد آنذاك "جملة قرارات وإجراءات هدفها تسهيل استفادة مستوردي سلع (الذهب، السيارات، الهواتف النقّالة، السكائر)، من خدمات منصّة التحويلات المالية الخارجية المصرفية، بما يسهل على مستوردي هذه السلع الحصول على التمويل بالعملة الأجنبية بسعر الصرف الرسمي ويغنيهم عن اللجوء لشراء العملة الأجنبية من السوق غير الرسمية"، مبيناً أن "ذلك سينعكس إيجابًا على خفض سعر العملة الأجنبية في السوق غير الرسمية، إذ إنّ التجارة في المواد المذكورة تشكل جزءًا كبيرًا من الطلبات على العملة الأجنبية في السوق غير الرسمية،

في غضون ذلك، أكد مركز الإعلام الرقمي DMC، في 9 حزيران 2023، في سياق حماية المستخدم العراقي من الاحتيال، أن "قانون الموازنة الزم هيئة الاعلام والاتصالات بالتعاقد مع شركة مختصة لبدء مشروع يوفر منصة تسجيل كاملة للأجهزة المحمولة لتكون مهمتها ضمان عدم التهرب من دفع الضرائب والرسوم الجمركية عن طريق استيراد الاجهزة المحمولة بصورة غير قانونية وضمان عدم استيراد الأجهزة المقلدة والمسروقة والمستنسخة والاحتيالية لحماية المستهلك".

وشدد مركز الإعلام الرقمي DMC على أن "هذه القوانين، والتي كان فريقه خلال السنوات السابقة يدعو لتطبيقها ويروّج لها ويُثقف على مفاهيمها والتوعية بها، هي حاجة ضرورية وجزء أساسي من مقتضيات ولوازم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، لتنظيمه وتحديد طرقه وسياقات عمله، ويجب أن تُنفذ بصورة مهنية ولا تبقى حبيسة التنظير فحسب".

المحمول "أساسي"

يبين صاحب محل لبيع الأجهزة النقالة التقته وكالة شفق نيوز، أن "هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على التكنولوجيا الحديثة، كما أن الجهاز النقال ليس للاتصال فقط، فهو يستعمل للتصوير والألعاب".

وتعد أسعار الموبايلات في العراق من الموضوعات التي تشغل بال كثيرين، اذ يعد الهاتف الذكي أحد الأجهزة الأساسية في حياة الناس بالوقت الحالي، وتتراوح أسعار الموبايلات في العراق بين الرخيصة والمتوسطة والغالية، وتختلف الأسعار بشكل كبير بحسب العلامة التجارية والموديل والمواصفات التقنية المختلفة.

على سبيل المثال، يمكن شراء هاتف ذكي بسعر يتراوح بين 70 دولاراً حتى 200 دولار، وهو من الفئة الرخيصة، في حين يمكن شراء هاتف ذكي من الفئة المتوسطة بسعر يتراوح بين 200 دولار و500 دولار، أما فيما يتعلق بالهواتف المتطورة التي تحتوي على أحدث التقنيات والمواصفات، فإن أسعارها تصل إلى أكثر من ألف دولار.

وبحسب المتخصصين، تؤثر عدد من العوامل على أسعار الهواتف المحمولة في العراق، ومن بين هذه العوامل الضرائب والجمارك وتكلفة الشحن والنقل وتكلفة الدعاية والإعلان، فضلا عن توافر الجهاز في السوق والطلب عليه.

إعداد: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon