مع تفاقم ظاهرة الهجرة.. احتجاز 25 شاباً من السليمانية في ليبيا

مع تفاقم ظاهرة الهجرة.. احتجاز 25 شاباً من السليمانية في ليبيا
2025-08-24T16:11:37+00:00

شفق نيوز- بغداد/ أربيل/ كركوك

أعلن القائم بالأعمال في سفارة العراق لدى ليبيا، أحمد الصحاف، يوم الأحد، أن 25 شاباً من محافظة السليمانية تم احتجازهم من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في غرب العاصمة الليبية طرابلس.

وقال الصحاف، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن السفارة "باشرت إجراءات عاجلة لإعادة الشباب المحتجزين إلى العراق طوعاً، بالتنسيق مع السلطات الليبية".

وأشار إلى أن "الجهود تتركز حالياً على تسهيل الوثائق الرسمية وتوفير الرحلات اللازمة لضمان عودتهم في أقرب وقت ممكن".

وعادت حادثة احتجاز هؤلاء الشباب لتسلط الضوء على أزمة الهجرة غير الشرعية التي باتت تؤرق شريحة واسعة من العراقيين، خصوصاً الشباب في إقليم كوردستان ومختلف المحافظات العراقية.

ووفقاً للمراقبين، فالبحث عن فرص عمل وحياة مستقرة يدفع الآلاف إلى خوض مغامرات محفوفة بالمخاطر عبر طرق التهريب وصولاً إلى أوروبا، وسط غياب خطط حكومية قادرة على معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة.

شبكات تهريب عابرة للحدود

يقول الشاب أراز محمد (35 عاماً)، لوكالة شفق نيوز، إن "الهجرة باتت خياراً شبه وحيد أمام كثير من الشباب الذين يفتقدون إلى فرص العمل أو حياة مستقرة داخل العراق".

ويضيف "هناك شبكات تهريب منظمة ومرتبطة بشبكات دولية تنشط في بغداد وإقليم كوردستان، تتولى نقل المهاجرين إلى تركيا، ومنها إلى اليونان أو إيطاليا، قبل أن تنقلهم إلى دول أوروبية مثل ألمانيا أو هولندا".

ويتابع أراز، قائلاً "تكاليف الهجرة تصل أحياناً إلى 130 ألف دولار، تُدفع على دفعات متفق عليها، حيث يسدد جزء من المبلغ بعد وصول المهاجر إلى وجهته النهائية. وتعمل مجموعات تابعة للمهربين على تأمين المسارات غير الشرعية وتأجير المراكب والمنازل المؤقتة، لكن الكثيرين يقعون ضحايا عمليات نصب أو استغلال".

بينما يروي الشاب عادل خليل (25 عاماً)، من كركوك، تفاصيل رحلة محفوفة بالمخاطر قائلاً "وصلنا إلى اليونان عبر الأراضي التركية بعد أن دفعنا مبالغ طائلة، بلغت في حالتي 50 ألف دولار، لكن المهرب تركنا في منتصف الطريق بلا مأوى ولا طعام".

ويضيف خليل، لوكالة شفق نيوز "بقينا أياماً في الغابات ننتظر المساعدة، لكن لا أحد جاء، اضطررت للعودة إلى تركيا بعد رحلة شاقة، وهناك سلمت نفسي للسلطات لأعود إلى العراق خالي الوفاض، بعد أن تحولت أحلامي إلى كابوس".

اتهامات تطال شركات السياحة

أما أبو عبد الله الجميلي، صاحب شركة سياحة وسفر، فيوضح لوكالة شفق نيوز، أن العديد من شركات السياحة تتعرض لاتهامات بالتورط في تسهيل الهجرة غير الشرعية، لكن الحقيقة، أن "الشبكات التي تدير هذه العمليات تعمل خارج الأطر الرسمية".

ويضيف "شركاتنا تعمل وفق القانون وتوفر رحلات سياحية أو علاجية، لكن بعض ضعاف النفوس يستغلون الغطاء السياحي لتسهيل التهريب، وهو ما يسيء لسمعة قطاع السياحة ككل".

في المقابل، تروي سناء الجابري (52 عاماً)، معاناتها مع العودة القسرية من ألمانيا قائلة "أجبرتني السلطات الألمانية، مع آلاف العوائل العراقية، على العودة إلى بغداد بالتنسيق مع الحكومة العراقية. كنا نعتقد أننا سنجد الاستقرار والأمان هناك، لكن القوانين تغيرت فجأة، فوجدنا أنفسنا نعود خالي الوفاض بعدما فقدنا كل ما ادخرناه".

وتشير الجابري، إلى أن الصدمة الأكبر كانت في غياب أي دعم حكومي للعائدين، ما جعلهم يعيشون أوضاعاً صعبة بعد عودتهم.

قراءة بحثية للأسباب والحلول

إلى ذلك، علق الباحث في شؤون الهجرة عباس العلي، على هذه الظاهرة قائلاً لوكالة شفق نيوز، إن "الهجرة ليست مجرد مغامرة فردية، بل هي انعكاس لأزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية متراكمة. الشباب لا يشعرون بالانتماء إلى بلدهم ما لم تتوفر لهم فرص عمل حقيقية وضمانات لحقوقهم وحرياتهم".

ويضيف أن "الحلول تبدأ بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الاستثمارات المحلية، إلى جانب تحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والكهرباء، وتعزيز الاستقرار الأمني والسياسي".

ويتحدث قائلاً إن "التعاون مع الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون في إطار فتح قنوات للهجرة القانونية والمنظمة، لتقليل مخاطر الهجرة غير الشرعية، وحماية الشباب من الوقوع ضحايا لشبكات التهريب التي تتاجر بأحلامهم".

في غضون ذلك، يشير كامران شوكت، شاب من مدينة أربيل، لوكالة شفق نيوز إلى أن "معدلات الهجرة في تزايد ملحوظ خلال العامين الأخيرين"، لافتاً إلى أن "الأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، لكن الإحباط من الأوضاع السياسية وغياب الأمل بمستقبل مستقر يدفع الشباب إلى المغامرة مهما كانت المخاطر".

ويوضح أن "الكثيرين ينظرون إلى الهجرة كخيار خلاص، رغم معرفتهم بأن الطريق محفوف بالموت أو السجون".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon