مركبات قديمة وضوابط غير مجدية.. فوضى النقل الخاص في بغداد تتفاقم (صور)

مركبات قديمة وضوابط غير مجدية.. فوضى النقل الخاص في بغداد تتفاقم (صور)
2025-09-03T18:24:14+00:00

شفق نيوز- بغداد

يعد قطاع النقل الخاص من أهم القطاعات بمختلف البلدان، لما يوفره من سهولة تنقل وبتكلفة بسطية، لكن في العراق هناك تراجع كبير منذ سنوات بمختلف مفاصل هذا القطاع، على مستوى تقادم المركبات وتهرا مقاعدها، وغياب وسائل التدفئة والتبريد.

وبهذا الصدد، تبذل الادارة العامة لهيئة النقل الخاص، جهوداً في متابعة مركبات الأجرة داخل المدن وخارجها، لكن عدم وجود تشريعات قانونية تواكب المرحلة تحد من نتائج عملها، وفقا لمدير الهيئة أحمد الموسوي.

ويقول الموسوي لوكالة شفق نيوز، إن "ادارة هيئة النقل الخاص تتابع باستمرار جميع مرائب السيارات المنتشرة في بغداد والمحافظات لضمان احتواء العجلات على المحددات والضوابط وشروط الامان الواجب توفرها".

ويضيف أن "موظفي الهيئة يقومون على الدوام بمراقبة وفحص المركبات وخاصة (الكيات والكوسترات) للتأكد من مدى تطابقها مع نظام الشركة العامة للنقل الخاص"، مشيرا الى "وجود لجان خاصة تعمل على متابعة المواصفات التي تنطبق على هذه السيارات ومدى تحقيقها لقوانين الشركة، بهدف ضمان سلامة وراحة المواطنين خلال عمليات النقل، سواء داخل المدن او بين المحافظات".

ويفتقر النقل الخاص الى التنظيم، فثمة عشوائية في التقاط الركاب من الشارع وخاصة في العاصمة بغداد، فيما تخلو  المرائب المخصصة للنقل من الركاب والعجلات.

واللافت ان عدداً كبيراً من السيارات التي تعمل داخل مدينة بغداد، متهالكة وذات مقاعد متهرئة، ولعل من النادر ان يجد المواطن في قطاع النقل الخاص مركبة نظيفة ومريحة.

وبرزت "الكيات"، وهي عجلات ذات سعات كبيرة، تصل إلى 14 راكبا، بعد التغيير عام 2003، حيث تم استيراد عدد كبير منها للعمل داخل المدن. 

من جانبها، تبين المواطنة ازهار عيسى 36 عاماً، أن "الكيات والكوسترات التي تقل المواطنين داخل العاصمة قديمة وتفتقر الى ادنى الشروط، فبعضها يتعطل بعد مسافة قصيرة، واخرى يكون الصعود بها شاقاً بسبب الحديد الذي يبرز من المقاعد ويؤذي الارجل".

وتؤكد عيسى لوكالة شفق نيوز، "أما فيما يخص التدفئة والتبريد بهذه السيارات فهذا غير وارد حتى في احلام الناس"، منوهة إلى أن "اصحاب هذه السيارات يجنون الكثير من المال يومياً، لكنهم لايبالون باصلاح مقاعد سياراتهم من اجل راحة المواطنين".

ويحكي المواطن عبد الزهرة علي 48 عاماً، عن حادثة وقعت له خلال صعوده احدى الكيات: "ذات صباح وحين كنت متوجهاً الى عملي ركبت سيارة كيا ولم انتبه الى كونها قديمة، وحال صعودي وجلوسي على كرسي تنبهت الى ان حركتي تكاد تكون مشلولة وليس بوسعي التحرك، فحاولت احناء ظهري الى الامام واتلمس قميصي فتبين لي أن القميص قد علق بحديد المقعد".

ويتابع: "لم اتمكن من سحبه إلا بعد أن تمزق"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر دفعني للعودة الى المنزل من اجل استبدال ثيابي، ما تسبب بتأخري عن عملي".

بدوره، يؤكد المواطن إسماعيل الغالبي: "عدم وجود قوانين تنظيم بموجبها الجهات المعنية عمل هذه السيارات من دون اصلاحها".

وينوه لوكالة شفق نيوز، أن "قوانين النقل قديمة لاتواكب المرحلة، فضلا عن عدم التزام سائقي القطاع الخاص بالمعايير العامة للنقل"، مشيرا الى أن "المواطن وحده من يتحمل نتائج الفوضى في قطاع النقل الخاص".

عبد الله حارث، وهو صاحب سيارة كيا قديمة يعمل على خط حي التراث – البياع غربي العاصمة، يقول: ليس بوسعي شراء سيارة أخرى، اذ أصبحت سيارتي أرخص من سعر الدراجة".   

ويضيف: عملي فيها لا يجلب لي ربحاً كثيراً، وهو يكفي فقط لسد قوت يومي".

ويشير الى انه يتخفى عن انظار الهيئة ويختار افرعاً غير رئيسية للمرور من حي التراث الى البياع، حتى لا تراه الهيئة وتفرض عليه غرامات بسبب دخان المحرك والمقاعد المهترئة أو الباب المخلوع".

وتعد العاصمة بغداد من المدن المزدحمة بالسكان وتعاني من الاختناقات المرورية، مايجعل تنظيم قطاع النقل الخاص امراً ملحاً لخدمة المواطنين وتسهيل تنقلاتهم بشكل يسير بعيدا عن الفوضى والعشوائية الراهنة.

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon