"لن يستسلم".. تقرير أمريكي يرسم ملامح مستقبل أردوغان في الانتخابات التركية

"لن يستسلم".. تقرير أمريكي يرسم ملامح مستقبل أردوغان في الانتخابات التركية
2023-05-13T13:02:49+00:00

شفق نيوز / طرحت قناة "سي.أن.أن" الأمريكية أسئلة حول الانتخابات التركية المقررة غداً الأحد، بينها مستقبل العلاقة مع روسيا، واهتمامات الناخبين الأساسية، وما الذي يمكن أن يحدث في حال خسر الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان، وهو احتمال شككت القناة باحتمال تسليم أردوغان به.

واتهم مرشح المعارضة التركية، كمال كيليجدار أوغلو، روسيا بالتدخل في حملة الانتخابات التركية، وفق تقرير للقناة الأمريكية، ترجمته وكالة شفق نيوز، الذي قال: "إذا أراد الروس الاحتفاظ بصداقتنا بعد 15 أيار/مايو، فعليهم كف أيديهم عن تركيا"، وذلك في إشارة إلى تسرب صور وتسجيلات مخلة بالآداب تسببت في إعلان المرشح محرم إنجه، انسحابه من السباق الانتخابي.

تركيا، العضو في حلف الناتو ولديها ثاني أكبر جيش في الحلف، كانت قد عززت علاقاتها مع روسيا خلال السنوات الأخيرة، وفي العام 2019، اشترت أسلحة روسية متطورة في تحد للولايات المتحدة، وفقاً للتقرير الأمريكي.

ولفت التقرير، إلى أن أردوغان أثار الدهشة في الغرب بسبب استمراره في الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع روسيا، بينما تواصل حربها على أوكرانيا، كما أن أردوغان تسبب بصداع لخطط توسع حلف الناتو، من خلال عرقلة عضوية فنلندا والسويد".

وذكرت القناة الأمريكية، في تقريرها، بأردوغان، عندما وصف زيارة السفير الأمريكي جيف فليك، لكيليجدار أوغلو في مارس/آذار الماضي، بأنها "عار"، وأشار إلى أن تركيا بحاجة إلى "تلقين الولايات المتحدة درساً في هذه الانتخابات".

السياسة الخارجية

وفي هذا السياق، نقل تقرير "سي.أن.أن" عن محللين قولهم: "حتى لو جرت الإطاحة باردوغان بحسب ما تتكهن استطلاعات للرأي، فانه ليس محسوما بانه سيحدث تحول في السياسة الخارجية لتركيا.

لكن التقرير، لفت أيضاً إلى أن شخصيات مقربة من المعارضة تحدثت "في حالة انتصار المعارضة، فانها ستعيد توجيه تركيا نحو الغرب"، لكن في الوقت نفسه قال آخرون إن "قضايا السياسة الخارجية الرئيسية ستظل على حالها من دون تغيير".

وبرغم ذلك، خدمت تركيا حلفائها الغربيين أيضاً في عهد أردوغان، ففي العام الماضي مثلاً، ساعدت انقرة في التوسط في صفقة تصدير الحبوب بين أوكرانيا وروسيا، بل أنها قامت بتزويد أوكرانيا بطائرات مسيرة والتي لعبت دورا في مواجهة الهجمات الروسية".

تداعيات الزلزال

وبعدما تساءل التقرير الأمريكي، عن اهتمامات الناخبين الأتراك الرئيسية، أوضح أن "القائمة تتصدرها قضايا حالة الاقتصاد والاضرار التي سببها الزلزال"، مردفاً بالقول: "حتى قبل كارثة زلزال شباط/فبراير، فإن تركيا كانت تعاني من ارتفاع الأسعار وأزمة العملة التي شهدت في تشرين الاول/أكتوبر، زيادة في التضخم وصلت إلى 85٪".

ونقل التقرير، عن الدبلوماسي التركي السابق سنان أولجن، وهو أيضا رئيس مؤسسة "ايدام" للأبحاث في اسطنبول، قوله إن "القوة الشرائية للناس تأثرت وهو ما يمثل السبب الرئيسي خلف تآكل شعبية اردوغان"، مضيفا "ان هذا سيكون هو المعرقل الرئيسي لاردوغان".

وبحسب المحللين، فإن الناخبين يتأثرون في قرارهم التصويت، بناء على من يرون أنه الأكثر قدرة على إدارة تداعيات الزلزال، بالاضافة الى حماية البلد من الكوارث المستقبلية.

ونقل التقرير عن أولجن قوله أيضاً، إن "هناك نقاش حول البرنامج الانتخابي الذي يوفر الحل الصحيح للتعامل مع نقاط الضعف هذه، وتعزيز مرونة تركيا في مواجهة هذه الكوارث الوطنية".

وبغض النظر عن الاقتصاد وإدارة الحكومة للكوارث الطبيعية المتكررة، فإن هناك احتمالية أن يشعر الناخبون بالقلق من ابتعاد أردوغان عن الديمقراطية، وهو أمر شنت المعارضة حملة للتصدي لاتجاهاته، وفقاً لتقرير "سي.أن.أن".

لن يستسلم

إلى ذلك، تساءل التقرير، عما سيحدث في حال خسر أردوغان، وقال إن بعض المحللين يقولون انه اذا خسر بهامش ضئيل، فإن ذلك سيفتح الباب أمامه للطعن في النتائج".

وبناء على التجربة السابقة، فإن أردوغان وحزبه قد لا يقران بالهزيمة، فخلال انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول وأنقرة لعام 2019، خسر حزب العدالة والتنمية السيطرة على المركز المالي للبلاد وعاصمتها، مما دفع مسؤولي الحزب إلى رفض النتائج، متحدثين عن وجود مخالفات.

وفي هذا الاطار، شكك أولجن، في استقلالية المجلس الأعلى للانتخابات، قائلا: "قد يخضع لمطالب محتملة من أجل إعادة الفرز"، فيما أشار إلى أن "المجلس الأعلى سيكون  بذلك هو الحكم النهائي في السباق الانتخابي".

وذكرت "سي.أن.أن" بتقرير صدر في العام 2023، لمؤسسة "فريدوم هاوس" الأمريكية، تحدث عن أن قضاة المجلس الأعلى، الذين يشرفون على جميع إجراءات التصويت، "يتم تعيينهم من قبل الهيئات القضائية التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية، وهم غالبا ما يذعنون لحزب العدالة والتنمية في قراراتهم".

وخلص تقرير قناة "سي.أن.أن" الأمريكية، إلى القول إن "الهيمنة المؤسسية لحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، في وسائل الإعلام وفي هيئات المجتمع الأخرى، تجعل الملعب الانتخابي يميل لصالحه".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon