لأول مرة.. شفق نيوز تفتح ملف عاصمة الجريمة في العراق (صور)
شفق نيوز- ذي قار
اسمها أبيضة، لكنها ملاذ آمن، لكبار رؤس العصابة والجريمة المنظمة، على مر عقود مضت، في الغالب كان يصعب على أي قوة أمنية دخولها، لأسباب تتعلق بالجغرافية والطبيعة السكانية.
بعد سنوات من النسيان، عادت منطقة أبيضة التابعة لقضاء سيد دخيل شرقي محافظة ذي قار جنوبي العراق، إلى الواجهة الامنية من جديد خلال الفترة الماضية، نتيجة انطلاق عمليات عسكرية مجاورة تستهدف ملاحقة الخارجين عن القانون، نتيجة تزايد أعداد الجرائم هناك.
على مساحة واسعة تمتد منطقة ابيضة، حيث تبلغ عشرات الكيلومترات وتقطنها إحدى العشائر المحلية وترتبط بمناطق الاهوار التي أصابها الجفاف خلال الفترة الماضية نتيجة انخفاض مناسيب المياه في البلد بشكل عام.
أبو علي - أحد أهالي المنطقة – كان لوكالة شفق نيوز، حديثاً معه، ليبلغها بأن منطقة ابيضة كانت مسرحا للعديد من العمليات العسكرية على مر السنين الماضية، حيث قام النظام الأسبق بقصفها بواسطة (الطائرات) بعدما عجزت قواته الامنية عن اقتاحمها نتيجة اكتشاف مقار ومكاتب للمجاهدين فيها، ثم تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ملاذ لعشرات المطلوبين للدولة العراقية.
لاحقاً، تحولت أبيضة من مقر للمجاهدين إلى مركز لعصابات السرقة والتسليب في أواخر عهد النظام السابق، حيث باتت مقرات رئيسية لأشخاص مثل (سبع الليل، وسبع النهر، وابن شويع، والأسود).. وهم أشخاص عرفوا بتسليب العجلات في الطرق العامة واللجوء بها إلى منطقة ابيضة لغرض اخفائها في ذلك الوقت.
ومع انطلاق عملية فرض القانون في ميسان، لجأ إليها العشرات من المطلوبين، لغرض الاختباء بعيداً عن انظار القوات الامنية.
ولجأ ما يقرب من 200 شخص "مطلوب للدولة" إلى أبيضة، هاربا من عمليات ميسان مع آخرين من محافظتي ذي قار والبصرة كذلك، وحاولت القوات الامنية مؤخرا اقتاحمها بعيداً عن الانظار، لكنها فشلت بسبب مقاومة استمرت لمدة 3 ساعات، وفقاً لمصدر أمني تحدث لوكالة شفق نيوز.
وتعود هذه العملية، إلى حادثة الضابط الذي تعرض للأسر في قضاء سوق الشيوخ قبل أكثر من اسبوعين، إذ نقل حينها إلى منطقة ابيضة لغرض اخفائه هناك، لكن المفاوضات مع القوات الامنية اسفرت عن ايقاف اطلاق النار تجاه المنطقة، مقابل إطلاق سراحه، في واحدة من الصفقات الاضطرارية، بحسب المصدر.
وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها وكالة شفق نيوز، بأن غالبية الذين يلجأون إلى هذه المنطقة هم من الذين تحميهم الجهات التي تشغل مناصب عليا في الحكومة ولديها اجنحة مسلحة، حيث تلجأ لاستخدام هؤلاء بوقت الضرورة، مثلا لتصفية الخصوم أو افتعال الجرائم لزعزعة استقرار منطقة ما بهدف سياسي وغيرها من الأمور التي يتم استخدامهم فيها.
وتضم هذه المنطقة (أبيضة) العديد من المحكومين غيابياً ويعيشون حياتهم بحرية بسبب عدم وجود العناصر الأمنية، فضلا عن ان هذه المنطقة تمثل خطاً استراتيجياً لعمليات التهريب، نتيجة ارتباطها بمناطق الاهوار المتداخلة مع الجانب الحدودي الإيراني، وخاصة تهريب المخدرات.
والعملية الأمنية التي انطلقت في محافظة ميسان بمشاركة جميع صنوف القوات الأمنية، جاءت نتيجة تردي الوضع الأمني خلال الاشهر الماضية، بحسب عضو مجلس المحافظة، حسين المرياني.
ووفق المرياني الذي تحدث لوكالة شفق نيوز، فإن العملية أسهمت بشكل ملحوظ في انخفاض مستوى الجريمة داخل المحافظة، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة المشاركة.
لكن التواصل مع الجهات الاستخبارية المختصة، أكد فرار عدد من المطلوبين إلى جهات مجهولة بعد بدء العملية، بحسب المرياني، الذي أكد أن الأجهزة الأمنية المختصة تواصل ملاحقتهم من أجل إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.