كربلاء والتفويج العكسي.. مِحنة زائرين تتفاقم كل عام

كربلاء والتفويج العكسي.. مِحنة زائرين تتفاقم كل عام
2025-08-16T17:51:53+00:00

بغداد – شفق نيوز

المسيرة الحسينية الراجلة الى كربلاء، عمل طوعي تمارسه الحشود المليونية سنوياً بصورة تهز العالم، الا ان عودة هذه الحشود بعد انتهاء مراسيم الزيارة الى مدنهم مشياً  ولمسافات طويلة للغاية تحت أشعة الشمس الحارقة ليس طوعياً، بسبب عدم توفر سيارات النقل للتفويج العكسي.

في ظهيرة الامس قطع الاف الزوار العائدون الى محافظة بغداد مسافة لا تقل عن 30 كيلو متراً مشياً على الاقدام، بسبب عدم وجود سيارات نقل في المواقع القريبة من كربلاء كما لا توجد سيارات تقلهم من العتبة او قربها الى موقع تواجد السيارات، وهو مادفع العديد من الزوار للتعبير عن تذمرهم من اجراءات الدولة بخصوص التفويج العكسي.

في هذا الصدد، يقول الزائر كاظم عبد السادة، إن "البيانات والتصريحات الحكومية بشأن التفويج العكسي تندرج في اطار التسويق الاعلامي وحسب، مؤكداً انها "مغايرة للحقيقة وبعيدة عن الواقع".

ويضيف عبد السادة، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "من الواجب ان يصب جهد الدولة في تسهيل عودة الزائرين الذين امضوا اياما وليالي وهم يقطعون مسافات بعيدة الى ضريح ابي الاحرار لأداء الزيارة الاربعينية، وان تركهم يعانون من صعوبة النقل ويستندون بالاجهزة الامنية دون جدوى فذلك غير صحيح"، لافتا الى ان" تفرج الاجهزة الامنية على النساء وكبار السن وهم يتصببون عرقاً وقد اخذ منهم التعب كل ماخذ علهم يجدون سبيلاً للعودة الى مدنهم وبيوتهم، بينما تمارس الجهات الامنية عملاً ثانياً بفتحها الطريق امام عجلات المسؤولين وترك الزوار يلهثون تحت الشمس".

وكانت وزارة الداخلية، اكدت امس الجمعة، أن عملية التفويج العكسي للزائرين تسير بانسيابية عالية.

ونوه المتحدث باسم الوزارة العقيد عباس البهادلي الى الجهود الأمنية لإعادة الزائرين بالتنسيق مع الوزارات الخدمية وهيئة الحج والعمرة، اضافة الى التعاقد مع القطاع الخاص لاستئجار عجلات خاصة لعملية التفويج العكسي، وان عملية النقل تتم بانسيابية في جميع المحاور لتسهيل عودة الزائرين الى جميع المحافاظات.

وعلى طول الطريق الممتد من بغداد الى قضاء المسيب يقطع آلاف الزوار هذا الطريق مشياً على الاقدام من اجل الوصول الى موقع تتوفر فيه عجلات تقلهم الى بغداد، وقطعوا بذلك عشرات الكيلو مترات مشياً على الاقدام، بينما كانت تقف عشرات باصات النقل على جانب الطريق، ولكن لم يتحرك سوى العدد القليل منها لنقل الزائرين الى موقع السيارات الذي يقع خارج المدينة بمسافة فيما كان طابور طويل من الحافلات متوقف ولا يقل احداً.

ومن المشاهد الغريبة بطريق العودة، وضع رجال الشرطة حبلا  طويلاً يحرسه مئات الشرطة بهدف منع الزوار من العبور الى الجانب الاخر من الطريق او التوقف قليلاً بانتظار عجلة ما تقلهم ولو لمسافة محدودة.

تسخر اسراء كريم 40 عاماً من وجود هذه الخطة وتقول ضاحكة، "هل من المعقول ونحن في عصر التكنولوجيا الرقمية ان نضع حبلاً يحرسه مئات الجنود من أجل منع عبور الشارع".

وتتساءل بسخرية، ما الذي يهم بعبور الشارع، وكيف جاءت هذه الفكرة العبقرية التي لم اجد اي تخريج لها سوى تبديد الجهود وجعل الزوار يمشون في مكان ضيق ليتسنى لعجلات المسؤولين المرور بسهولة عبر الطريق". 

اما المحافظات، فقد عانوا من عدم توفر السيارات المتوجهه الى مدنهم، فيقول الزائر مرتضى عباس من محافظة ذي قار إن الكراج لا يتوفر فيه سوى سيارة او اثنين متوجهه الى المحافظات ذي قار وميسان اما السيارات الأخرى فجميعهم يتوجهون الى مهران والبصرة وذلك لزيادة الأجرة اذا انهم يأخذون من الزائر الإيراني 25-30 الف دينار، بينما الأجرة الى المحافظات لا تتعدى 6-7 الاف لكل فرد.

ويضيف: "عدنا الى منازلنا بشاحنات كبيرة واصفاً عملية النقل بهذه الصورة أنهم يتقصدون إذلال الزوار.

وكان المستشار الحكومي، محمد صاحب الدراجي، قد طالب أمس، بتسليم ملف التفويج العكسي الى شركات عالمية، مبيناً ان عملية إخراج الزائر من كربلاء أهم من دخولها.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لزوار يمشون اكثر من 6 ساعات مطالبين الحكومة والمختصين بإيجاد حلول عاجلة، باعتبار ان الزيارة مليونية وفي تزايد من عام لآخر.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon