قبل وقوع الخطر.. هذا ما تحتاجه المنطقة لإنزال هزيمة كاملة بداعش

قبل وقوع الخطر.. هذا ما تحتاجه المنطقة لإنزال هزيمة كاملة بداعش
2021-01-17T14:41:54+00:00

شفق نيوز/ اعتبر بحث ان تنظيم داعش الذي كان في ما مضى يسيطر على منطقة ممتدة من شمال حلب في سوريا الى جنوب بغداد، تحت قيادة ابوبكر البغدادي، لم يهزم حتى الان.

وبعد أن أشار تقرير بحثي نشره موقع "يورو آسيا نيوز"، وترجمته وكالة شفق نيوز، إلى عمليات التحالف التي نجحت في تحرير كل المناطق التي سيطرت عليها داعش، بالإضافة وتدريب أكثر من 190 ألف عراقي من القوات الامنية لمواجهة الارهاب، اعتبر أن الهزيمة العسكرية نالت فقط من الوجود المادي للتنظيم، لكن الهزيمة الدائمة للجماعة كتنظيم ليست مضمونة، حيث ما زال يتواجد في مواقع محلية وتحت الارض.

وذكر أن إلحاق هزيمة دائمة تتطلب اكثر من العمل العسكري.

واعتبرت ان القضاء على البغدادي بالاضافة الى عدد من مساعديه الكبار، مثلت ضربة كبيرة للتنظيم لكنه لم يتسبب بالحاق الضرر العملياتي بالتنظيم بالنظر الى تحولات الجماعة الى هيكلية غير مركزية، مشيراً الى ان خلال اسبوعين على سبيل المثال، شن التنظيم 136 عملية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، وهو ما يشكل دليلا على ان قدرة التنظيم على التكيف واحتفاظه بشبكاته برغم الخسائر الجسيمة التي انزلت به.

وكتبت الباحثة زهرا نيازي في التقرير، ان داعش تواصل تخصيص جانب كبير من جهودها الاعلامية لتقديم صورة ايجابية عن صورتها لاستمالة جمهور مستعد لتبني صورتها المشوهة عن الجهاد.

وكنتيجة لذلك، فان داعش وبسبب ضعف هيكلية بنى الدولة، تطورت على شبكات سرية وما زالت فاعلة في المناطق النائية بالاضافة الى الجبال وصحاري العراق. وبالاضافة الى ذلك، ما زالت داعش قادرة على تحصيل إيرادات من خلال انشطة اجرامية من خلال فرض رسوم مالية على سائقي الشاحنات او تهريب المواد الاولية فيما يتلقى تمويلا موازيا من شخصيات عربية ثرية.

وتواصل داعش كسب التأييد من خلال اتباع استراتيجية عصرية شديدة التنظيم من خلال الاعلام الالكتروني. وقد تنامت جهود التجنيد هذه بشكل كبير خلال فترة جائحة كورونا، في حين يستغل التنظيم، بحسب القوات النرويجية الموجودة في العراق، فكرة اسلمة الوباء واستغلال المساعدات الانسانية في ظل ظروف التفاوت الاجتماعي – الاقتصادي، الى جانب الاستفادة من التوتر الذي نشأ بين القوات العراقية والولايات المتحدة منذ كانون الاول 2019 والذي تسبب في تشتت التركيز عن تنظيم داعش.

وحول سوريا ايضا، تحدثت زهرا نيازي عن استغلال داعش لظروف التداخل القائم بين دول عدة هناك بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا التي تدخلت عسكريا ضد الكورد. وبحسب القوات الكوردية في سوريا فان المئات من عناصر داعش الاسرى فروا من العديد من مراكز الاحتجاز بسبب ابتعاد تركيز قوات سوريا الديمقراطية عن المناطق التي كانت داعش تتمركز فيها.

واشارت الى معلومات روسية بأن قيادة داعش تعتزم شن هجمات في المناطق المحيطة بالعراق وسوريا، مضيفة ان "ضخامة التهديد يمكن ان يجري تقييمه من حقيقة ان الجماعة تضم حاليا نحو 20 الف مسلح في العراق وسوريا".

والى جانب كل ذلك، فإن التركيبة الإقصائية والتهميشية للسلطة في سوريا، وبدرجة اقل في العراق، ستظل تسمح لعناصر داعش بتعزيز مفاهيمها المشوشة، وتعزيز الافكار المشجعة على العنف.

وبالنظر الى الاسباب المشار اليها، فان ذلك سيؤدي بشكل كبير الى استمرار بقاء داعش في العراق وسوريا. واعتبرت زهرا نيازي ان التاريخ يؤكد ان الغزو الاميركي للعراق والتشكيل الذي تبع ذلك لحكومة غالبية شيعية، بالاضافة الى التمييز الطويل الامد ضد المجموعات الدينية والعرقية في سوريا، دفعت عددا لا يحصى من الناس للانضمام الى صفوف داعش.

واعتبرت ان الاوضاع الحالية في اليمن توفر للتنظيم مساحة للتنفس وارضا خصبة لعادة تنظيم نفسه حيث ان اعداد التنظيم في اليمن تضاعف ثلاث مرات. وفي لبنان ايضا، فان الخلايا الارهابية المرتبطة بداعش ما زالت تعمل وكانت خلف الهجوم الذي وقع في بلدة كفتون في اغسطس/اب الماضي، الى جانب العديد من الهجمات الاخرى في السنوات الماضية.

وفي مناطق اخرى من الشرق الاوسط، فان داعش سجل تحالفات قوية مع جماعات متطرفة اخرى مثل مجلس شورى المجاهدين في غزة، وانصار بيت المقدس في مصر. وفي ايران، فان داعش، تستغل ظروف الوباء والمصاعب الاقتصادية والاحتجاجات الداخلية. ويشكل داعش خطرا جديا بالنسبة الى ايران حيث ان التنظيم يعارض المذهب الشيعي وقد يؤدي تهميش والتمييز ضد الأقليات الدينية الأخرى، الى توفير دعم قوي للتنظيم.

وخلصت الباحثة الى القول ان هناك ضرورة لان تطبق إصلاحات سياسية تفتح المجال امام بنى سلطوية تشمل الجميع ومساحات للمشاركة، من اجل سحب "الدعم الناعم" من داعش، وبالتالي تخفيف حاجة المواطنين الى تغييرات هيكلية من خلال العنف، مضيفة انه من دون ذلك، فان احتمالات تحقيق سلام تحتاج اليه المنطقة، ستظل قاتمة في الشرق الاوسط.

وبالنسبة الى التحالف الدولي الذي مارس فقط طاقاته من خلال الحملات العسكرية وألحق هزيمة مادية بخلافة داعش، فانه يتحتم عليه العمل من اجل زيادة الاستعداد السياسي من اجل انشاء مؤسسات تمثيلية تتميز بسلطات متساوية وحقوق المشاركة، وهي يجب ان تكون الاولوية القصوى.

وقالت ان الإصلاحات التي تحتاجها المنطقة بشدة لو تم تأجيلها اكثر، ستؤدي الى تداعيات لا سابق لها على المنطقة وعلى السلام العالمي من خلال الاستغلال الاكبر للحاجة من اجل التغيير.

واقرت بأن تغييرا على هذا المستوى الواسع، يتطلب جهودا لا هوادة فيها، والتخلي عن اهداف اساسية في السياسة الخارجية من جانب القوى الخارجية ونخب الدولة. وختمت بالقول "اذا كانت هناك ارادة، فهناك طريق". لكنها حذرت القوى الخارجية من بذل جهود من اجل "اعادة صناعة النظام السياسي للشرق الاوسط بعيون الغرب ما سيؤدي فقط الى تأثيرات سلبية معاكسة". ودعت الى "تسهيل انشاء ديمقراطيات اسلامية أصيلة في المنطقة".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon