في ذكرى الأنفال.. كوردستان ملاذ المضطهدين وقبلة السياسيين

في ذكرى الأنفال.. كوردستان ملاذ المضطهدين وقبلة السياسيين
2023-07-31T19:09:23+00:00

شفق نيوز/ يتمتع إقليم كوردستان منذ العام 1991 بخصوصية جعلته يتميز بها عن بقية مناطق العراق، وأصبح منذ ذلك الوقت ملاذاً للمضطهدين على يد النظام العراقي السابق.

ويعد الإقليم ملجأ آمناً للعراقيين حينما يتعرضون إلى الظلم والاضطهاد، وذلك لاحتضانه منهج التسامح والمساواة والعيش المشترك، وتوفيره البيئة المطمئنة لكل الطوائف والقوميات دون تمييز.

ويعود ذلك، إلى "القيادة الحكيمة" بزعامة مسعود بارزاني الذي يؤمن بكرامة الإنسان والتعايش السلمي والتعددية والديمقراطية والحوار كسبيل مُفضّل لحل جميع المشكلات حتى مع الخصوم، وفق علي الفيلي، مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني.

وقال الفيلي لوكالة شفق نيوز، إن "هذه القيادة جعلت من الإقليم مركزاً لإيواء المظلومين والمضطهدين وأيضاً النازحين الذين تعرضوا إلى ظلم داعش والتنظيمات الأخرى".

وبحسب الفيلي، لطالما كان إقليم كوردستان، لا سيما في الخلافات السياسية "قبلة للساسة لحل هذه المشكلات"، ما يدل على حكمة الإقليم رئاسة بارزاني وصدره الواسع لاستيعاب الجميع، وفق قوله.

وهذا ما يذهب إليه أيضاً عضو الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين، فارس الحسناوي، مؤكداً أن "إقلیم كوردستان، أصبح في السنوات الماضية ذا مكانة إنسانية ودولية مهمة من حيث الترحيب باللاجئين والنازحين واحترام حقوقهم وكرامتهم".

وأضاف الحسناوي، الذي تحدث للوكالة بالقول: "كذلك استضافة الإقلیم للعديد من المهرجانات والمؤتمرات والندوات العلمية والثقافية، ما جعله يحظى بتقدير العالم والمنظمات الدولية".

لكن هذه السمة الطيبة لقيادة وشعب الإقليم، أزعجت بعض القوى وحاربته بشتى الوسائل من هجمات كيميائية مروراً بحملات الأنفال التي يصادف اليوم ذكراها الأربعين.

وفي هذا السياق، ذكر المحلل السياسي، ياسين عزيز، أن "تطور الإقليم على الأصعدة كافة، جعل قوى وأطراف داخلية وخارجية لا تريد للإقليم أن يستمر في ازدهاره، وبدأت تحاربه بشتى الوسائل سواء سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً".

وأكد عزيز، خلال حديثه للوكالة، أن "شعب الإقليم تعرّض إلى أقسى أنواع الظلم، لا سيما في ذكرى حملات الأنفال المفجعة، لكن رغم كل ذلك يبقى الإقليم بقيادته وشعبه ملاذا آمناً للجميع".

وفي 31 يوليو/تموز 1983، أطلق نظام صدام حسين، حملة "الأنفال"، باعتقال 8 آلاف من منطقة بارزان في الإقليم، ونقلهم إلى صحارى جنوبي العراق، وقام بقتلهم ودفنهم في مقابر جماعية.

وفي العام 1983، اندلعت انتفاضة في إقليم كوردستان، مناهضة لحكم صدام، فشنت السلطات العراقية عملية سمتها "حملة الأنفال"، التي اعتبرتها محكمة الجنايات العليا العراقية عام 2011، "جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية".

وأوكل صدام قيادة الحملة إلى أمين سر الشمال في "حزب البعث العربي الاشتراكي"، الفريق أول علي حسن المجيد التكريتي، الذي شن، في 16 مارس/ آذار 1988، قصفاً جوياً ومدفعياً بقنابل كيميائية على حلبجة وقرى محيطة بها، في هجوم صُنف بأنه "جريمة إبادة جماعية".

وبعد العام 2003، جرى اعتقال أركان النظام السابق، وأدين عدد منهم، بينهم صدام حسين في قضية "الأنفال" وحكم على بعضهم بالإعدام من ضمنهم علي حسن المجيد.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon