"صدمة طلابية".. جدل في العراق بعد إعلان نتائج السادس الاعدادي

"صدمة طلابية".. جدل في العراق بعد إعلان نتائج السادس الاعدادي
2025-07-22T14:14:51+00:00

شفق نيوز- بغداد

أثار إعلان نتائج الامتحانات العامة للصف السادس الإعدادي بفروعه (العلمي والأدبي) للعام الدراسي 2024–2025 صدمة لدى العديد من الطلبة، ممن اعتبروا أن النتائج لا تعكس جهودهم أو طموحاتهم، في حين تؤكد وزارة التربية أن نسب النجاح تُعد "مرضية" وضمن المتوقع.

زفي وقت تتباين آراء خبراء تربويون بين من يرى أن المعدل هو نتاج مجهود الطالب ولا تتحمله المؤسسات والكوادر التربوية، وبين من يحمّل وزارة التربية تراجع المستوى التعليمي بسبب الإهمال وعدم الاهتمام بمتابعة ومراقبة أداء الطلبة ومحاسبتهم للنهوض بمستواهم الدراسي.

وجاء في إعلان نتائج امتحانات السادس الإعدادي، أمس الاثنين، أن عدد الطلبة الحاصلين على معدل 100٪ في الفرع العلمي 171 طالباً للدور الأول، وهو ما يدل على أن العدد ارتفع مقارنة بالعام الماضي 2024 الذي سجل 76 طالباً، بحسب بيانات وزارة التربية.

إلا أنه يبقى أقل بكثير من عام 2023 الذي شهد أكثر من 3 آلاف طالب حصلوا على معدل 100%، وفق بيانات وزارة التعليم العالي.

ورغم ذلك، يؤكد المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، لوكالة شفق نيوز، أن "نسب نجاح الدور الأول مرضية، فيما تجرى حالياً التحضيرات للدور الثاني الذي سيكون شاملاً"، أي يحق للراسبين بجميع المواد، أداء امتحانات الدور الثاني للفرعين العلمي والأدبي.

من جهته، يشير الخبير التربوي، حيدر الموسوي، إلى أن "المعدل هو نتاج مجهود الطالب، وهذا لا تتحمل مسؤوليته الوزارة ولا المؤسسات والكوادر التربوية، بل يبقى مجهود الطالب وأسرته في كيفية توفير الأجواء المناسبة للمذاكرة والمتابعة".

ويضيف الموسوي لوكالة شفق نيوز، أن "الطالب في الوقت الحالي لا يعاني كما في السابق من صعوبة الحصول على التعليم، بل إن جميع الوسائل متاحة، سواء معاهد التقوية، والتعليم عن بعد من خلال التواصل الاجتماعي، أو الملازم التي توضح المواد وتلخصها بشكل جيد، فضلاً عن التواصل الخاص بين الطالب وأستاذه وغير ذلك".

ويوضح الموسوي، أن "بعض الطلبة يرغبون بالحصول على درجات عالية دون بذل للجهود، وهذا خطأ، بل ينبغي لمن يريد تحقيق هدف معين الاجتهاد للوصول إليه، بدل الندامة بعد إعلان النتائج واللوم والتشكيك والتخوين والاتهام بأنه تعرض للظلم، لذلك المشكلة ليست بالتعليم وإنما بالطالب نفسه".

وبينما يلقي الموسوي، مسؤولية النجاح وتحصيل المعدل العالي على الطالب، تفاجأ الكثير من الطلبة بمعدلات اعتبروها ليست من استحقاقهم كما حصل مع طالبة في قضاء الشطرة شمالي محافظة ذي قار، التي رأت أنها تستحق أعلى من ذلك، وهذا ما دفعها للانتحار بإطلاق النار على نفسها، بحسب ما أبلغ به مصدر أمني وكالة شفق نيوز، أمس الاثنين.

وتعليقاً على هذه الحالات التي تتكرر سنوياً مع إعلان النتائج، يقول الموسوي، إنها "باتت قضية مجتمع وليست مقتصرة على الطلبة، حيث إن ظاهرة الانتحار منتشرة في المجتمع ويقدم عليها فئات مختلفة، وهذا يعود لوجود خلل في المجتمع وغزو ثقافي الذي سهل عملية الانتحار، ومما ساعد على ذلك انتشار المخدرات المسببة للضعف الشخصي والانتحار".

لكن في المقابل، يحمّل عضو لجنة التربية النيابية، جواد الغزالي، "المؤسسة التعليمية تدهور مستوى الطلاب حتى بات العراق في أسفل القائمة وفق تصنيف المنظمات العالمية بسبب الإهمال وعدم الاهتمام في هذه المؤسسة ورصد الميزانيات المجزية لها لدعمها في أداء مهامها".

ويدعو الغزالي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى "ضرورة عمل الأساتذة باختصاصهم ووفق آلية ورقابة مشددة، ومحاسبتهم عند عدم أداء واجباتهم، فضلاً عن توفير الأجهزة والمستلزمات لتطوير الطلبة وتشجيعهم على الإبداع كما يلاحظ في المدارس الأهلية التي وصلت إلى مراحل متقدمة نتيجة الاهتمام بها".

ويشير إلى أن "المدارس الأهلية تستقطب خيرة الطلبة باشتراطها قبول الطلبة لمن لا يقل معدله عن 80% أو 90%، وبالتالي  يُترك أصحاب المستويات المتدنية في المدارس الحكومية التي تفتقر للمتابعة والرقابة ومحاسبة الطلبة الذين لا يقومون بواجباتهم".

ويعزو الغزالي "تجنب التدريسيين محاسبة الطلبة للخشية من ذويهم التي تصل ردة الفعل أحياناً إلى جلسات عشائرية ومجالس تحقيقية بحقهم من قبل الوزارة، لذلك بات عمل أكثر المدرسين مجرد إسقاط فرض لغياب الحماية القانونية للمعلم، وعدم تفعيل قانون المعلم رقم 8 حتى الآن".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon