صانع خبز في سياتل .. كوردي أعاد الارتباط مع تقاليده ونفسه

صانع خبز في سياتل .. كوردي أعاد الارتباط مع تقاليده ونفسه
2021-12-30T14:32:12+00:00

شفق نيوز/ تناولت صحيفة "سياتل تايمز" الامريكية قصة الكوردي نيجيرفان زيباري الذي هاجر الى الولايات المتحدة طفلا، لكنه الآن وجد وسيلته للارتباط بوطنه الأم وهويته، من خلال مخبز لأنواع الخبز والحلويات التقليدية. 

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان زيباري كان في الخامسة من عمره، وهو ثالث اصغر الاطفال الثمانية لعائلة كوردية من العراق، عندما وصلت للاستقرار في أمريكا. 

وأشارت إلى أن والده كان يعمل كحارس أمن لمنظمة أمريكية غير حكومية في العراق عندما بدأ صدام حسين في استهداف الذين يعملون مع الولايات المتحدة، وان الشركة قامت بمساعدة العائلة في الحصول على تأشيرات سفر، حيث استقرت في مقاطعة ساوث سنوهوميش، في سياتل. 

ولفت التقرير الى ان الكورد هم المجموعة العرقية الأكبر في العالم والتي ليست لها دولة، وأن أفراد هذه المجموعة العرقية يهاجرون منذ عقود من العراق ودول الشرق الاوسط الاخرى. 

وبالنسبة إلى زيباري (29 سنة)، فقد صار يعمل كممرض واصبح زوجا وابا لطفلين. وتنقل الصحيفة عنه قوله إنه يشعر بنعمة وجوده في ذلك المكان ، لكنه لا يزال يشعر بقوة الارتباط بوطنه. 

وقال زيباري ان "النضال وحجم التضحيات التي مرت بها عائلتي وكل الشعب الكوردي، يولد شعورا بالفخر و يجعلني ارغب في ان اكون جزءا منهم". 

واشار التقرير الى ان زيباري كان يحن بشكل خاص الى الخبز والشعور بالانتماء المجتمعي الذي يرتبط بالمخبز محلي، موضحا أن "المخبز، في كوردستان والعراق، وفي الشرق الاوسط بشكل عام، يؤدي دورا كبيرا في حياة العديد من العائلات، وعادة ، فإنك تذهب للحصول على الخبز الطازج كل يوم". 

وتابع التقرير ان زيباري عندما كان لا يزال يعمل كممرض في قسم الحالات الحرجة في العام 2017، وقع عقد إيجار مدته خمس سنوات وافتتح "مخبز اليدا" في "مركز تسوق ايفيريت موول واي". 

واوضح ان الخبز الاول الذي جربه زيباري كان خبز النان المشهور بدرجة كبيرة في العراق، لكن إنتاجه في الفرن الطيني كان صعبا، ولم يكن بامكان زيباري انتاج سوى كمية صغيرة، واتضح له أن إنتاج خبز البيتا كان أكثر سهولة بكثير لخبر كميات كبيرة والحفاظ في الوقت نفسه على الجودة التي كان يسعى إليها.

وجاء اسم المخبز "اليدا" (ِALIDA) من حروف بأسماء شقيقه علي (ALI ) زوجته خالدة (KHALIDA) . وقد قام زيباري بتعديل وصفة عجين خبز البيتا التي يستخدمها شقيقه وزوجته لصناعة الخبز في المنزل. 

ويبيع زيباري خبز البيتا الابيض وبالقمحة الكاملة، على شكلين، الأول دائري، والثاني على هيئة الصمون العراقي البيضاوي الشكل. ويترك زيباري العجين يتخمر لمدة 12 ساعة  حتى تتشكل النكهة الخاصة. ولان زيباري لا يستخدم المواد الحافظة، فإنه ينصح بتجميد الخبز إذا لم يتم تناوله فورا.

ويشير زيباري الى انه توصل الى ان وضع الخبز في الفرن لمدة بضعة دقائق، مباشرة بعد إخراجه من الثلاجة، تجعل الخبز طريا ورقيقا كأنه مخبوز اليوم. 

والخبز الذي يبيعه زيباري يتضمن خبز النان (4 دولارات أربعة أرغفة)، وهو الخبز الذي يباع بأكمله يوميا، ويقوم باعادة خبزه طوال اليوم. كما يبع زيباري ربطات خبز ساوكا الدائري (3 دولارات لخمسة أرغفة) وخبر الصمون البيضاوي (3.50 دولار أربعة أرغفة).

والى جانب هذا الخبز، يبيع زياري في واجهة العرض الزجاجية، منتجات أخرى من المعجنات، من بينها المناقيش، وخبز البيتا مع اضافات ضمن خيارات تشمل الزعتر وجبن الشيدر والهالابينو وجبنة الموزاريلا والبندورة والفلفل الأحمر والكزبرة. 

واشار زيباري الى ان المناقيش تعتبر في الشرق الاوسط كطعام افطار، ويأتي إلى جانبها عادة البيض او الزيتون او الفاصوليا او اللبن الذي يصنع منه زيباري لبن عالي الدسم ايضا. 

وتابع التقرير الى انه الى جانب هذه المعجنات، يصنع زيباري البقلاوة (1.50 دولار للقطعة الواحدة) وهي مصنوعة من المكسرات المفرومة (80٪ فستق، 20٪ جوز). 

واضاف ان ميجان زيباري، زوجة زيباري، هي التي تصنع البقلاوة، وهي التي تدير حساب المخبز الناشط على "انستغرام". 

والى جانب ذلك، يبيع زيباري حلويات "الكليجة" وهي معمول العيد في العراق المصنوعة من السمسم والعجين الطري المحشي بالتمر والمهروسة والهيل، وتؤكل مع القهوة أو الشاي، وتباع الدزينة منها بسبعة دولارات. 

ويباع ايضا حلوى مشبك الداطلي والبسبوسة والكنافة، بالاضافة الى التيراميسو، لكنها بلا كحول مراعاة للزبائن المسلمين. 

وبعدما يصف زيباري نفسه بأنه شخص يبدا القيام بامور لكنه يتخلى عنها دائما، يشير إلى أن ارتباطه بعقد إيجار للفرن لمدة خمسة أعوام، هو بمثابة محاولة "لتغيير ذلك الجزء مني الذي يتخلى بدرجة كبيرة". 

واشار التقرير الى ان زيباري لم يعد بمقدوره التوفيق بين وظيفتين حيث لم يتبق له سوى القليل من الوقت للنوم وهو ما أصبح خارج حدود قدراته البدنية، مضيفا أنه حتى قبل وصول وباء كورونا، كان زيباري يجد نفسه حاملا جهاز  "الآي باد" في المستشفى لمرضىى كورونا الذين يحتضرون حتى تتمكن عائلاتهم من توديعهم، وكان بسبب ذلك يعاني من نوبات هلع. 

وتابع التقرير ان زيباري ترك مهنة التمريض في العام الماضي، رغم انه كان يحبها. ويفتقد زيباري العمل في مهنة التمريض لكنه ليس نادما، بعدما اكتشف ان خبزه يغذي الناس ايضا.

ويقول زيباري في المقابلة "اشعر بالرضا النفسي عندما يخبرني احد الزبائن بمدى حبهم للخبز". 

واضاف ان زبونة ابنها مصاب بالتوحد قالت له انه يحب خبز اليدا حيث انه بمجرد رؤية الصورة الكرتونية لزيباري على الملصق، يصبح سعيدا.

وبحسب التقرير، فإن العديد من مجتمعات الشرق الاوسط تتلاقى في "مخبز اليدا"، ويقول زيباري إنه "من دون المجتمع السوداني، لم نكن لننجح ابدا". 

واشار الى ان لديه عدد كبير من الزبائن اليهود. ويحلم زيباري بان يتمكن يوما ما من افتتاح مقهى إفطار شرق أوسطي.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon