شفق نيوز في 2025.. عام التوسع الدولي والمرجعية الرقمية المليونية

شفق نيوز في 2025.. عام التوسع الدولي والمرجعية الرقمية المليونية
2025-12-31T16:56:41+00:00

شفق نيوز- بغداد

شهد عام 2025 مرحلة مفصلية في مسار وكالة شفق نيوز، اتسمت بترسيخ مرحلة التوسع وتحقيق تقدم على مستوى الخطة الاستراتيجية المعتمدة، سواء من حيث الانتشار الجغرافي، أو الاعتراف المهني الدولي.

وخلال هذا العام، سجلت الوكالة عدداً من الإنجازات النوعية التي لا تندرج ضمن النشاط الاعتيادي، بل تمثل تحولات بنيوية في طبيعة حضورها الإقليمي والدولي.

أولاً: التوسع الدولي والاعتماد الرسمي

من أبرز محطات العام، اعتماد مكتب خاص للوكالة مع مراسل خاص في العاصمة الأميركية واشنطن، وفي أكبر مراكز القرار في العالم شمل البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأميركية، ووزارة الدفاع- البنتاغون-، في خطوة تُعد سابقة على مستوى وكالات الإعلام العراقية.

ويمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في حضور شفق نيوز داخل دوائر صنع القرار الدولي، ويعكس مستوى الثقة المهنية بمعاييرها التحريرية وآليات التحقق التي تعتمدها.

ثانياً: تثبيت العمل في سوريا

وفي إنجاز آخر لا يقل أهمية، نجحت الوكالة في تثبيت عملها داخل الأراضي السورية، وبهذا أصبحت شفق نيوز الوكالة العراقية الوحيدة التي تعمل في سوريا بترخيص رسمي ومعتمد.

هذا التثبيت لم يكن إجراءً إدارياً فحسب، بل جاء بعد مراجعات دقيقة لطبيعة التغطية، ومصادر المعلومات، والتزام الوكالة بالمعايير المهنية والأخلاقية المعمول بها في البيئات الحساسة والنزاعات.

ثالثاً: الاعتراف كمصدر موثوق في أنظمة تدقيق المعلومات

في 29 أيار/مايو 2025، تم رسمياً اعتماد وكالة شفق نيوز في نظام Grok التحليلي المطور من قبل xAI قد صنّفها كـ "Trusted Source" (مصدر موثوق) لأغراض التحقق من الأخبار والمعلومات، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في العراق والمنطقة.

هذا الاعتراف الرسمي أسهم في تعزيز مكانة الوكالة داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي كمرجع أساسي للأحداث العراقية.

النقاط النوعية البارزة التي يعتمد عليها تفضيل Grok لشفق نيوز (وفقاً للمعايير المعتمدة في أنظمة الـ fact-checking) تشمل:

   وضوح المصادر وتماسك السرد الإخباري

   الاتساق العالي بين العناوين والمحتوى

   انخفاض معدل التناقض أو التصحيح اللاحق

   القدرة على ربط الخبر بالسياق السياسي والأمني والاقتصادي

هذه المعايير تُقدَّر في أنظمة التحقق الآلي بنفس أهمية سرعة النشر، بل أحياناً تفوقها.

كما يظهر اعتماد Grok على تقارير شفق نيوز في تغطية الملفات الإقليمية المتداخلة مع العراق، ومنها على سبيل المثال:

  التطورات في سوريا

  العلاقات العراقية–الإيرانية

  النزاعات الإقليمية ذات الأثر المباشر على العراق

  ملفات الطاقة والأمن الحدودي

وساهم توفر محتوى شفق نيوز باللغتين العربية والإنجليزية بشكل كبير في توسيع نطاق استخدامها داخل الردود والتحليلات الموجهة لجمهور دولي، لا سيما في مجالات الاقتصاد العراقي، الأمن الإقليمي، والتقاطع مع السياسات الدولية.

تحولت شفق نيوز خلال عام 2025 إلى مرجع أساسي داخل أنظمة التحقق الذكية للأحداث العراقية، مع حضور ملحوظ في السياقات الإقليمية المرتبطة.

هذا التفوق يعتمد بشكل رئيسي على الجودة والموثوقية النوعية، وليس فقط على الحجم أو عدد الاستشهادات، مما يجعلها نقطة مرجعية مميزة في بيئة إعلامية شديدة التنافسية.

رابعاً: تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)

شهد عام 2025 تطوراً لافتاً في مسار الشراكة المهنية مع هيئة الإذاعة البريطانية، انتقل خلالها التعاون من مستوى التفاعل التحريري والاعتماد على المحتوى، إلى مرحلة أكثر تقدماً تقوم على الأداء الثابت، والموثوقية، والالتزام بمعايير السرد الصحفي الدولي.

وقد أتاح هذا الأداء المتراكم لشفق نيوز، ولا سيما عبر منصتها الإنجليزية، أن تكون حاضرة ضمن بيئات إعلامية عالية الانتقائية، من بينها منصات البودكاست والتحليل الصوتي التابعة لـBBC، حيث جرى اعتماد واستضافة محتوى بودكاست الشبكة الإنجليزية والتي تُعد من الأوسع انتشاراً عالمياً.

ولا تقتصر أهمية هذا التطور على الظهور الإعلامي بحد ذاته، بل تكمن في عدة أبعاد استراتيجية، منها تعزيز الثقة بالمحتوى الإنجليزي للوكالة، وجذب جمهور نوعي من صناع القرار، والباحثين، والمهتمين بالشأن السياسي والأمني، ممن يعتمدون المحتوى الصوتي كمصدر رئيسي للفهم والتحليل، ويضع هذا التطور الوكالة في موقع الوسيط بين الواقع العراقي المعقّد والمنصات العالمية التي تبحث عن تفسير مهني بعيد عن التبسيط أو الخطاب الدعائي.

مصدر الترجمة والكلمة

خلال عام 2025، عزّزت وكالة شفق نيوز موقعها بوصفها المرجع الأبرز في نقل وترجمة الأخبار والتقارير الخاصة إلى جمهورها العربي، عبر بناء مسار تحرير وترجمة احترافي مخصص ينقل المواد من اللغتين الإنجليزية والفارسية إلى العربية بسرعة عالية ودقة صارمة، مع مراعاة السياق السياسي والاقتصادي والأمني للمنطقة. ولم تعد الترجمة في شفق نيوز عملاً فنياً مكمّلاً، بل تحوّلت إلى وظيفة تحريرية كاملة تُنتج "نصاً عربياً أصيلاً" يلتزم بمعايير الوكالة في التحقق والاتساق، ويقدّم للقارئ خلاصة موثوقة لما تنشره المصادر الأجنبية، مع ضبط المصطلحات، وتدقيق الأسماء والأرقام، وإعادة بناء السرد بما يضمن وضوح المعلومة دون الإخلال بمعناها، وهو ما جعل المحتوى العربي للوكالة نافذة أساسية للحصول على ترجمات خاصة ذات قيمة إخبارية وتحليلية في آن واحد.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل وسّعت الوكالة نطاق حضورها الميداني ليغطي عموم المحافظات العراقية بوصفه نطاقاً كاملاً للتغطية، مع تكثيف الإنتاج الحصري من مختلف المدن والملفات، وعدم الاكتفاء بمراكز الأخبار التقليدية.

واعتمد هذا التوسع على شبكة مراسلين متنامية وديناميكية عمل ميدانية جعلت الوكالة حاضرة من إقليم كوردستان مروراً ببغداد وصولاً إلى محافظات الوسط والجنوب، بما يضمن سرعة الوصول إلى المعلومة وتعدد زوايا التغطية.

وبالتوازي، عززت شفق نيوز حضورها المرئي عبر فريق تصوير احترافي وفّر تغطيات مصورة وتقارير ميدانية توثيقية، أسهمت في نقل الحدث بصورته الحقيقية، وربط الجمهور بتفاصيل الواقع اليومي في مختلف المحافظات، بما رسّخ مكانة الوكالة كمصدر يعتمد على الشهادة الميدانية وليس على إعادة تدوير الأخبار.

خامساً: الحصيلة التحريرية ومعدل النشر

ضمن مسار التثبيت المؤسسي وتوسيع الاعتماد الدولي، تعكس الحصيلة التحريرية لوكالة شفق نيوز خلال عام 2025 حجم الجهد الإنتاجي وتوازن التغطية متعددة اللغات، بوصفها أحد أعمدة الثقة والاعتماد في البيئات الإعلامية الاحترافية.

وبحسب الإحصاءات التراكمية المعتمدة، بلغ عدد المواد المنشورة والتغطيات الخاصة خلال العام (لحين تاريخ 24-12:

  المحتوى العربي: 30,815 مادة

  المحتوى الإنجليزي: 14,558 مادة

  المحتوى الكوردي: 6,451 مادة

ليصل إجمالي الإنتاج التحريري إلى 51,824 مادة صحفية خاصة خلال عام واحد.

وباحتساب المعدل الزمني، يعادل هذا الرقم نحو 145 مادة يومياً كمعدل نشر وسطي، موزعة على ثلاث لغات، وتشمل الأخبار العاجلة، والتقارير، والتحقيقات، والمتابعات السياسية والاقتصادية والأمنية.

لا تكمن دلالة هذا الرقم في كثرته العددية فحسب، بل في طبيعته الوظيفية داخل منظومة العمل الصحفي الاحترافي، حيث أن معدل نشر يومي بهذا الحجم، مع الحفاظ على الاتساق التحريري وانخفاض نسب التصحيح اللاحق، يعكس استقرار غرفة الأخبار وقدرتها على العمل تحت الضغط دون الإخلال بالمعايير المهنية.

كما أن توزيع الإنتاج بين العربية والإنجليزية والكوردية يرسّخ موقع وكالة شفق نيوز كمنصة عابرة للجمهور المحلي والإقليمي والدولي، ويُفسّر جزئياً تزايد اعتماد أنظمة التدقيق والتحليل الدولية على محتواها.

كما أن في أنظمة fact-checking والتحليل الآلي، لا يُقاس المصدر فقط بالدقة، بل أيضاً بـ"الاستمرارية الزمنية"، أي القدرة على توفير سجل متواصل من المحتوى يمكن الرجوع إليه ومقاطعته مع مصادر أخرى، وهو ما توفره شفق نيوز بهذا الحجم الإنتاجي.

والأهم أن هذا الإنتاج لم يكن استهلاكياً أو تكرارياً، بل تزامن مع ارتفاع مؤشرات التفاعل وجودة القراءة، ما يؤكد أن الكم جاء في خدمة العمق والتحليل، لا على حسابهما.

سابعاً: الأداء الرقمي رغم التحديات التقنية

رغم ما شهدته السنة من إشكالات فنية متكررة ضمن الفضاء الرقمي في العراق. حافظت شفق نيوز على أداء رقمي متقدم يعكس قوة المحتوى واستقرار الثقة بالجمهور.

وتُظهر البيانات التراكمية للعام الحالي والخاصة بإحصائيات Google تسجيل نحو 79 مليون مستخدم نشط، وأكثر من 239 مليون مشاهدة، مع بلوغ نسبة التفاعل 75.5%. كما أن المؤشرات النوعية سجلت تحسناً واضحاً، تمثّل بارتفاع معدلات التفاعل والمشاهدة، ما يدل على زيادة عمق القراءة وجودة الاستهلاك الإعلامي، وليس مجرد حجم الوصول.

ويُعزى هذا الأداء إلى تطبيق الأفكار وتعزيزها وكفاءة الكادر التحريري والمراسلين، الذين واصلوا العمل بمرونة عالية وإنتاجية متميزة، مكّنت الوكالة من تغطية العراق والمنطقة بصورة متواصلة، وتقديم تقارير حصرية وأخبار نوعية، أصبحت مرجعاً أساسياً لصنّاع القرار، بشهادات مباشرة من عدد منهم.

وفي هذا السياق، يُعد من أبرز مؤشرات التأثير ما نُقل عن أحد رؤساء الوزراء السابقين في إحدى المحافل الخاصة، حيث أشار إلى أن فهم كواليس بعض التطورات السياسية يتم أحياناً عبر ما تنشره وكالة شفق نيوز، وهو ما يعكس مكانة الوكالة كمصدر يتجاوز نقل الخبر إلى تفسير السياق وصناعة الفهم.

بالمجمل، يمكن توصيف هذا العام على أنه عام "التثبيت بعد التوسع"، حيث انتقلت وكالة شفق نيوز من مرحلة إثبات الحضور إلى مرحلة الاعتراف المؤسسي والاعتماد الدولي، دون التفريط بطابعها أو بهويتها.

وقد أرست هذه الإنجازات أساساً صلباً للمرحلة المقبلة، التي ستتركز على تعميق الجودة، واستثمار ما تحقق، وتعزيز موقع الوكالة كمصدر إقليمي موثوق في بيئة إعلامية شديدة التنافس والتعقيد.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon