شبح الجفاف يتربص بالرطبة.. والوزارة "لا تعلم"

شفق نيوز/ تواجه مدينة الرطبة غربي محافظة الانبار، شبح الجفاف مجدداً مع حلول فصل الصيف وتعثر حكومة الانبار المحلية من حل مشكلة المياه التي تعاني منها المدينة منذ سنوات.

ويواجه عشرات آلاف السكان نقصاً كبيراً في مياه الشرب إضافة إلى توفير المياه لمواشيهم والمساحات الخضراء في المدينة الواقعة على بعد نحو 450 كم غربي المحافظة على الحدود مع الأردن 

ودفع هذا الواقع المرير بناشطين ورجال دين إلى إطلاق حملة حفر آبار داخل المدينة لمواجهة الازمة ومحاولة عدم تكرار أزمة الصيف الماضي، التي تسببت بنزوح مؤقت لبعض السكان من المدينة الى مناطق ومدن اخرى بالمحافظة للفرار من مشكلة انقطاع المياه لأيام أو حتى اسابيع.

ووفقا لناشطين فإن أكثر من 10 آبار تم حفرها بالمدينة خلال الأشهر الماضية بعضها تتشارك فيها عدة منازل أو حتى شارع كامل وأخرى تحفر على الأرصفة والساحات العامة لتكون مشاعة للمواطنين، لكن المدينة ما زالت بحاجة إلى ما لا يقل عن 100 بئر أخرى لتجاوز الازمة.

وتبلغ كلفة حفر البئر الواحدة ما بين 900 الى 1200 دولار بما فيها كلفة مضخمة سحب المياه وفلتر التصفية؛ إذ تكون المياه في بعض الآبار غير نقية، ومن الممكن أن تتسبب بأمراض للسكان.

ومع حلول فصل الصيف واقتراب شهر رمضان المبارك، تعالت أصوات سكان الرطبة وضواحيها، بمطالبة الجهات المعنية بايجاد بدائل عن تأهيل أنابيب المياه التي دمرت ابان الحرب ضد داعش، إذ أن حملات حفر الآبار التي تنفذها منظمات اغاثية في الرطبة لم تتمكن من سد حاجة الأهالي للمياه، وذلك حسب ما أفاد به رئيس فرع الانبار لمنظمة سحب الغيث للتنمية والإغاثة سليمان الكبيسي.

وقال الكبيسي لوكالة شفق نيوز، إن "قضاء الرطبة يعاني من شح المياه منذ سنوات طويلة، وهو يعتمد على الآبار بشكل كبير منذ سنوات ما قبل الاحتلال، لكن العمليات التي شهدها القضاء لتحريره من داعش، دمرت عددا كبيرا من الآبار وقضت على ما تبقى من انابيب ضخ المياه لمدن الرطبة". 

وأضاف الكبيسي، "نحن كمنظمات اغاثية وانسانية تمكنا من إنجاز عدة آبار في الرطبة والقرى المحيطة بها، إلا أن السكان ما زالوا لغاية الان يعانون من شح المياه، ويطالبون بإصلاح الآبار المتضررة، لكن قلة وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا عوامل حالت دون إنجاز العديد من الآبار بمناطق متفرقة من الرطبة".

من جهته قال قائممقام قضاء الرطبة عماد الدليمي لوكالة شفق نيوز، إن "وزارة الموارد المائية تتعذر بشأن حفر آبار مياه جديدة او إصلاح تلك التي دمرت ابان الحرب ضد داعش، وتقول بأن الآبار الموجودة لديكم كافية وتغطي القضاء، والحقيقة هي أن الآبار هذه لا تغطي احتياجات السكان، كون مشروع تجهيز المياه الرابط بين الرمادي والرطبة متوقف عن العمل".

وأضاف الدليمي، أن "اعمال تأهيل مشروع ايصال المياه من الرمادي إلى الرطبة سارية على قدم وساق، وذلك ضمن مشاريع صندوق اعمار المناطق المتضررة، لكن نحن بحاجة إلى حلول وقتية طارئة لحين إنجاز المشروع". 

بدوره، علق مدير الموارد المائية غرب الانبار، اياد الراوي، قائلا إن "وزارة الموارد المائية تعمل بشكل متواصل على حفر الآبار او صيانتها، كما أنها تعمل على إنشاء سدود على الوديان الصغيرة لزيادة المياه الجوفية".

وقال الراوي لوكالة شفق نيوز، "لم نبلغ بمثل هذا الأمر من قبل اي جهة سواء كانت إدارية أو محلية في المحافظة او الرطبة تحديدا، واذا فعلا كانت هناك حالات مثل هذه، فيمكن مراجعة مديرية الموارد المائية في الانبار او وزارة الموارد المائية لحل المشكلة".