"سيف ذو حدين" حول ايران.. اين ستذهب أموال ما بعد العقوبات؟

"سيف ذو حدين" حول ايران.. اين ستذهب أموال ما بعد العقوبات؟
2022-05-24T12:24:04+00:00

شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، أن تخفيف العقوبات على ايران من خلال المفاوضات النووية الجارية معها، هو بمثابة "سيف ذو حدين" ويتحتم النظر اليه بحرص بناء على تكاليفه وما يحققه من ايجابيات في المستقبل.

وفي تقرير كتبه الباحث الامريكي غابرييل تول، باللغة الانكليزية وترجمته وكالة شفق نيوز، ذكرت الصحيفة الاسرائيلية أنه في ظل استمرار المفاوضات بين ايران والغرب حول برنامجها النووي، فأن معارضي الاتفاق عبروا عن قلقهم بشأن الموارد المالية الهائلة التي بمقدور طهران اكتسابها مقابل تنازلات محدودة، واصفاً التخفيف المحتمل للعقوبات بأنه بمثابة "سيف ذو حدين ويتحتم النظر فيه بحرص وفق التكاليف والمكافآت المتعلقة باي اتفاق مستقبلي".

وأوضح التقرير الاسرائيلي أن اي مقدار من التخفيف للعقوبات على ايران في مقابل خفض برنامجها النووي، سيتيح لها "تعزيز قوة التنظيمات الوكيلة لها، وترسيخ شبكاتها الشريرة في جميع انحاء العالم" وفق وصفه.

وتابع قائلا ان من بين ابرز هذه الشكبات المتواجدة في اسرائيل وما حولها، وتقدم لها ايران سنويا، 700 مليون دولار، وتحديدا حزب الله في لبنان، بالاضافة الى 100 مليون دولار للجماعات الارهابية في غزة، أما في سوريا، فقد تراوح الدعم العسكري الايراني ما بين 20 و 30 مليار دولار حتى الان.

اما في العراق، بحسب التقرير، فأن "ايران مستمرة في دعم الميليشيات الشيعية الكبيرة، بينما تقوم بدعم الحوثيين في اليمن بعشرات  الملايين من الدولارات، بما فيها عمليات نقل الاسلحة المتطورة كالصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات المسيرة".

وبالاجمال، يقول التقرير الاسرائيلي، إن ايران تقدم مليارات الدولارات سنوياً كدعم عسكري ومالي لشبكتها من المنظمات الوكيلة لها في الشرق الاوسط، مضيفاً أن النشاط الايراني في افريقيا، لا يحظى بالاهتمام الكافي، برغم ان افريقيا هي بمثابة "قارة استراتيجية" بالنسبة الى الايرانيين حيث يبلغ عدد سكان منطقة افريقيا جنوب الصحراء، 1.1 مليار نسمة، وتؤمن لايران سوقاً ضخمة لبضائعها.

كما أن منطقة القرن الافريقي تتمتع بأهمية استراتيجية للطموحات الايرانية في شبه الجزيرة العربية، وذلك بالنظر الى قربها من اليمن ومضيق باب المندب، فيما تساعد الشبكات الايرانية في الصومال في عمليات تسهيل وصول شحنات الاسلحة للحوثيين في اليمن، مشيرا ايضا الى ان ايران قدمت الدعم الى حركة الشباب الصومالية، المتحالفة مع تنظيم القاعدة.

وبعدما تحدث التقرير عن "مؤامرة فاشلة" لايران في جنوب افريقيا في محاولة لاغتيال الدبلوماسية الامريكية في بريتوريا "لانا ماركس"، بعد شهور على اغتيال قائد قوة القدس الايرانية قاسم سليماني، اعتبر ان ذلك يظهر مدى تغلغل شكبات ايران في افريقيا، لكنها ليست الدليل الوحيد على العمليات الايرانية العدوانية في القارة، مشيراً الى حوادث اخرى في نيجيريا حيث احبطت في العام 2013 محاولة لاستهداف مواقع امريكية واسرائيلية، وقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع طهران بعد اتهامها بدعم جبهة البوليساريو العام 2018، واعتقال ايراني في كينيا كان يخطط لهجمات ضد اهداف اسرائيلية.

وبالاجمال، تحدث التقرير عن كشف شبكات ايرانية في جميع انحاء القارة بما في ذلك، في جمهورية افريقيا الوسطى وتشاد والسودان وكينيا والصومال ونيجيريا والنيجر واريتريا وغامبيا والسودان وجنوب السودان وجنوب إفريقيا.

في هذا السياق، أشار التقرير الى ترجيح ان تتوسع الشبكات الايرانية مثل هذه الموجودة في افريقيا، في انحاء الشرق الاوسط، اذا توصلت الحكومة الايرانية التي تعاني من ضيق مالي، الى اللمسات الاخيرة على اتفاقية نووية مع الغرب.

ولقت الى ان "آخر ما تريده الولايات المتحدة واسرائيل والعالم أجمع، هو ان تتمكن ايران من امتلاك القدرة والتمتع بقيود اقل مع وجود اموال اكثر، فيما يعاني الاقتصاد الايراني من حالة متردية حيث اندلعت التظاهرات الاخيرة احتجاجا على فقدان الدعم الغذائي في جميع انحاء البلد، وانطلقت دعوات لتغيير الحكم في ايران".

وبعدما اعتبر ان طهران ليست في وضع يمكنها من مواصلة ادارة التكاليف الباهظة المرتبطة بدعم جماعاتها الوكيلة وشبكاتها السرية حول العالم، اوضح انه في حال حصول ايران فجأة على مليارات الدولارات في اطار تخفيف العقوبات عنها، فانه سيصبح اكثر سهولة عليها تعزيز دعمها للتنظيمات الوكيلة، والتي تورط بعضها بشكل مباشر بهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها الاقليميين.

إلا أن التقرير ختم بخلاصة مفادها انه "لا وجود لطريق واضح للتقدم ولا وجود لطريقة سهلة لاعادة ايران الى المربع، موضحاً أن الغرب وهو يسعى الى حل احدى القضايا، فانه قد يتسبب بمفاقمة القضايا الاخرى، حيث ان "كل مسار من الممكن ان يتسبب بتكاليف باهظة ومستقبل غير مضمون".

وختم التقرير بالاشارة،  إلى أن "مؤيدي تخفيف العقوبات، والمعارضين لها، لديهم الهدف النهائي ذاته وهو قيام ايران هادئة وشرق اوسط مستقر، وفي هذا الاطار، فانه من الافضل لهذين الطرفين، ان يوازنا الايجابيات والسلبيات بدقة، قبل قيامهما باتخاذ اي قرارات لا يمكن التراجع عنها".

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon