سماء مغلقة وطرق خطرة.. العراقيون يدفعون ثمن "الصباح الأعمى"
شفق
نيوز- بغداد
سجلت
المطارات العراقية، خلال فترة 5 أيام من (11 – 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري)،
نحو 12 حالة تعليق وإلغاء للرحلات الجوية بسبب الضباب وسوء الأحوال الجوية، توزعت
بين مطارات بغداد والبصرة وأربيل وكركوك، في مشهد يعكس حجم الاضطراب الذي باتت
تفرضه التقلبات المناخية على قطاع النقل الجوي.
ولم
يقتصر تأثير الضباب على الملاحة الجوية، بل امتد إلى الطرق الخارجية والداخلية،
متسبباً بارتفاع معدلات حوادث السير، وتوقف حركة النقل في بعض المناطق، وانخفاض
الإنتاجية اليومية، إلى جانب أعباء صحية واقتصادية تتراكم مع تكرار هذه الظواهر،
في وقت تشير فيه التوقعات إلى استمرار سوء الطقس لسنوات مقبلة.
ورغم
امتلاك دول عديدة تقنيات متقدمة للتقليل من تأثير الضباب والغبار، ما يزال العراق
يعتمد حلولاً مؤقتة وإجراءات آنية، تقتصر في الغالب على تعليق الرحلات أو التحذير
من مخاطر الطرق، دون إستراتيجية شاملة لإدارة المخاطر المناخية أو الحد من خسائرها
البشرية والاقتصادية.
النقل
الجوي بلا خسائر
وفي
هذا السياق يوضح المتحدث باسم وزارة النقل العراقية، ميثم الصافي، أن سوء الأحوال
الجوية، ولا سيما الضباب، أدى إلى تغيير جداول بعض الرحلات من الليل إلى الصباح
كإجراء احترازي.
ويؤكد
الصافي لوكالة شفق نيوز أن ما حصل هو "مجرد تغيير في جدول الرحلات" ولم
يسفر عن أي خلل أو اضطراب في عمل المطارات، مشيراً إلى أن عدد الرحلات المؤجلة
تراوح بين 10 إلى 12 رحلة، من دون تسجيل أي تأثير مالي على المطارات أو حركة
الطيران.
اضطراب
الطقس
من
جهته، يقول الراصد الجوي صادق عطية إن الضباب في الشتاء، والعواصف الغبارية في
الصيف، تؤثر على العراق بشكل مباشر وغير مباشر، مبيناً أن أبرز هذه التأثيرات
تتمثل في تعطيل أو إرباك عمل الطيران والموانئ وارتفاع الحوادث المرورية وانخفاض
الإنتاجية اليومية.
ويضيف
عطية لوكالة شفق نيوز أن هذه الظروف تفرض أيضاً أعباءً صحية، نتيجة معاناة بعض
المواطنين من مشاكل تنفسية، ما يرفع من كلف العلاج والرعاية الصحية.
ويشير
إلى أن دولاً عديدة لجأت إلى تقنيات حديثة للتعامل مع هذه الظواهر، مثل أنظمة
الإنذار المبكر ورصد الضباب والغبار بالأقمار الاصطناعية وإدارة المطارات الذكية
إضافة إلى مشاريع التشجير، إلا أن هذه الحلول غير مطبقة على نطاق واسع في العراق
بسبب ضعف التخطيط وقلة التمويل وتشتت المسؤوليات.
خسائر
متراكمة
بدوره،
يؤكد الباحث الاقتصادي أحمد عيد أن الضباب وسوء الأحوال الجوية بما فيها العواصف
الغبارية، تؤثر على الاقتصاد العراقي بصورة تراكمية، من خلال تعطيل النقل والطيران
وتأخير سلاسل التوريد وانخفاض الإنتاجية فضلاً عن ارتفاع الكلف الصحية التي
تتحملها الدولة.
ويوضح
عيد لوكالة شفق نيوز أن هذه الخسائر لا تظهر بشكل فوري، لكنها تتزايد مع تكرار
الظواهر المناخية، محذراً من أن استمرار سوء الطقس لسنوات مقبلة يتطلب استعدادات
واقعية، تشمل الاستثمار في التقنيات المناخية وتحسين البنى التحتية ودمج تأثيرات
الطقس ضمن التخطيط الاقتصادي للحد من الخسائر البشرية والمالية مستقبلاً.