سباق التسلح بين إيران وروسيا.. قلق أمريكي ينذر بتوتر جديد في الشرق الأوسط

سباق التسلح بين إيران وروسيا.. قلق أمريكي ينذر بتوتر جديد في الشرق الأوسط
2023-04-23T18:42:25+00:00

شفق نيوز/ أشّر "معهد واشنطن" الأمريكي، ثمة تداعيات لخط الإمداد العسكري الجديد بين روسيا وإيران قد يمتد إلى خارج ساحة المعركة، إذ أن التدفق المتزايد للأسلحة سيؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة، ويحفز الدول العربية على تعزيز ترساناتها العسكرية، ما قد يعرض القوات الأمريكية أو الحليفة لها للخطر.

تبادل أسلحة

وذكر المعهد الأمريكي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "في إطار الترتيبات الناشئة بين روسيا وإيران لتبادل الأسلحة، فإن روسيا تلقت مئات الطائرات الايرانية المسيرة، بينما تستعد ايران على ما يبدو للحصول على المقاتلات الروسية المتطورة من طراز "سو-35".

وبالإضافة إلى ذلك، نوهت تقارير إلى أن موسكو نقلت اسلحة أمريكية وغربية أخرى تم الاستيلاء عليها الى طهران، كما تحدث البيت الأبيض عن أن إيران قد تحصل أيضاً على "معدات عسكرية متقدمة" وأسلحة أخرى، مثل المروحيات وأنظمة الدفاع الجوي.

واعتبر التقرير الأمريكي، أن إضافة طائرة واحدة من الطائرات المقاتلة الروسية الرائدة المتعددة المهام، فضلاً عن التعاون في التدريب العسكري وتطوير الأسلحة، خطوة مهمة في تعميق العلاقة الأمنية بين موسكو وطهران، كما أنها تمثل تغييراً عن النهج الماضي.

وأوضح التقرير، أن "موسكو عملت في السنوات الأخيرة، بعناية على التوفيق بين مبيعاتها من الأسلحة إلى إيران وعلاقاتها العسكرية والدبلوماسية الأخرى في المنطقة، لكن الصفقة الأكثر بروزا في العقد الماضي تمثلت باستحواذ إيران على نظام الدفاع الجوي الروسي "إس 300" في العام 2016.

خطوط الإمداد

وفي المقابل، رأى التقرير الأمريكي، أن خط إمداد الاسلحة الجديد من روسيا الى ايران قد لا يسبب على المدى القريب تغيراً كبيراً في توازن القوى العام في الشرق الأوسط، معتبرا ان أحد أسباب ذلك هو أن الخسائر الهائلة التي تحلّ بالمعدات الروسية في الحرب الدائرة في أوكرانيا قد تدفع موسكو على الأرجح إلى تقليص صادراتها من الأسلحة.

وأشار التقرير، إلى أن "القوة العسكرية الأساسية لإيران تكمن في قدراتها غير المتماثلة، أي استخدامها للمنصات المسيّرة، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وشبكة معقدة من الوكلاء الإقليميين.

وتابع ان إدخال طائرات "سو-35" واستخدامها يستدعي قيام إيران بتشكيل فرقة طيارين وتدريبها لتشغيل الطائرات، بالإضافة إلى إنشاء خط إمداد لصيانة الطائرات لكي تستمر في القيام بمهامها.

ولكن، في ظل العقوبات المفروضة على صناعة الدفاع الروسية واستنزاف موسكو في ساحة المعركة في أوكرانيا، سيجعل بنية الصيانة الروسية صعبة بشكل خاص، كما أن من المحتمل أن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن إيران من دمج طائرات "سو-35" في قدراتها الأوسع نطاقاً لإظهار قوتها.

إلا أن معهد واشنطن، أشار إلى أن "التبعات الأكبر والأكثر أهمية لهذه الشحنات هي تلك المترتبة على المدى الطويل، وتحديداً قدرة إيران على إجراء هندسة عكسية لمكونات هذه المنصات وتكرارها وإنتاجها بكميات كبيرة، مما سيضيف المزيد من القدرات العسكرية التقليدية إلى ترسانات إيران ووكلائها.

وبين التقربر الأمريكي، أن "إيران تمتلك صناعة أسلحة متطورة وقد نجحت تاريخياً في إجراء هندسة عكسية للكثير من المنصات، من بينها الطائرات المقاتلة والصواريخ وقطع غيار الطائرات".

السلاح الإيراني

وعلى سبيل المثال، رأى التقرير، أن إيران وبعد الاستيلاء على طائرة استطلاع أمريكية مسيرة من طراز "سانتينال آر كيو-170" في العام 2011، كشفت في العام 2014 عن نسخ معدّلة منها، مسلحة وغير مسلحة، تمت هندستها عكسياً.

وزاد، أن "إحدى هذه النسخ المعدلة حلقت في العام 2018، من سوريا إلى المجال الجوي الإسرائيلي حيث تم إسقاطها"، كما صنعت إيران نسخاً محلية متعددة من صاروخ "بي جي إم-71 تو" الأمريكي المضاد للدبابات، ومنها صاروخ "طوفان" ومتغيراته، والتي نقلتها منذ ذلك الحين إلى وكلائها في سوريا واليمن.

وشدد التقرير الأمريكي، على ضرورة قيام خصوم إيران الرئيسيين (الولايات المتحدة وإسرائيل)، التخطيط ليس فقط لتحقيق التوازن مع جيش إيراني يتمتع بقدرات أكثر تقدما، ولكن أيضاً مع شبكة إقليمية من الوكلاء المجهزين من قبل إيران بأسلحة أكثر تطوراً.

وبالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن "شحنات موسكو من الاسلحة تنذر بتغيّر محتمل مقلق في صادراتها من الأسلحة في المنطقة"، موضحاً أن "في الماضي، كانت روسيا توازن بين عمليات نقل الأسلحة إلى الشرق الأوسط والمناطق المجاورة".

ولفت الى ان بعض التقارير تفيد بان طائرات "سو-35" المتجهة إلى إيران هي الطائرات التي اشترتها مصر سابقاً قبل أن تلغي الصفقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى احتمال فرض عقوبات أمريكية على القاهرة.

وتابع ان تأثير حرب أوكرانيا والعقوبات اللاحقة على صناعة الدفاع الروسية ادت الى تعقيد صادرات الأسلحة الروسية إلى دول أخرى.

واضاف انه بالنظر الى اهمية الصادرات الدفاعية للاقتصاد الروسي، فان روسيا قد تعزز مبيعاتها إلى إيران حيث تتعرض معاملاتها مع العملاء التقليديين للخطر.

تسليح المنطقة

وعلى المدى البعيد، رجح التقرير أن تؤدي هذه الشحنات إلى زيادة الإنفاق الدفاعي في الشرق الأوسط، مشيرا الى ان "منطقة الشرق الأوسط تعتبر أساساً واحدة من أكبر المناطق المستوردة للأسلحة في العالم، وتضم خمسة من أكبر 15 دولة مستوردة للأسلحة في العالم (السعودية وقطر ومصر والإمارات والكويت) وتسعة من أكبر 15 دولة من حيث الإنفاق الدفاعي نسبةً إلى "الناتج المحلي الإجمالي" (سلطنة عمان والكويت والجزائر والأردن والسعودية والمغرب وإسرائيل والإمارات وقطر وفقاً لبيانات عام 2022).

وذكر التقرير أن "في حين لا تحتاج دول المنطقة فعلياً إلى سبب لإنفاق المزيد على الأسلحة، إلا أن إضافة طائرات مقاتلة روسية متقدمة، ومن المحتمل منصات روسية متطورة أخرى في المستقبل، ستثير قلق حكومات المنطقة ومن المرجح أن تحفّز شراء منصات مماثلة حيث قد تسعى الإمارات إلى إحياء المفاوضات بشأن استحواذها المحتمل على مقاتلات "إف-35"، على سبيل المثال، إذا أضافت إيران طائرات "سو-35" إلى ترسانتها".

ونوه التقرير الأمريكي، إلى أن "تدفق الأسلحة الروسية المتقدمة سيزيد من التوتر الديناميكي ليس فقط بين إيران وجيرانها العرب، ولكن بين إيران وإسرائيل أيضاً، وانه في أي خطوة مستقبلية محتملة تقوم بها إسرائيل ضد إيران، سيتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار قدرات عسكرية إيرانية إضافية".

ورأى التقرير الأمريكي، أن خط التسليح المقابل، أي من إيران إلى حرب روسيا في أوكرانيا، "يشكل مصدر القلق الأكثر خطورة على المدى القريب".

وأوضح أن "الطائرات الإيرانية المسيرة تسد ثغرة حرجة في القدرات العسكرية الروسية، في حين أن عمليات التسليم الإضافية المحتملة، والتي تشمل الصواريخ الباليستية الإيرانية، تهدد بإحداث المزيد من الدمار في أوكرانيا وقواتها".

وختم تقرير "معهد واشنطن" بالقول إن "تدفق الأسلحة إلى إيران لن يؤدي سوى إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط وزيادة احتمالية نشوب صراع مستقبلي في المنطقة، لذا فمن المرجح أن يمتد صدى تداعيات خط الإمداد العسكري الجديد بين روسيا وايران إلى خارج ساحة المعركة.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon