"دي باغ".. مقهى عراقي في برلين يستعيد مناخ التآخي بين المسلمين واليهود

"دي باغ".. مقهى عراقي في برلين يستعيد مناخ التآخي بين المسلمين واليهود
2022-07-01T15:16:45+00:00

شفق نيوز/ كشف موقع متخصص بالعالم اليهودي، اليوم الجمعة، عن ارتياد "مسلمين ويهود" وديانات أخرى لمقهى عراقي يملكه مسلم في برلين "يتناسون" فيه الأحاديث السياسية و يستعيدون عبره "ثقافة" مشتركة منذ قرون، وفيما ينظم المقهى فعاليات حوارية مع أكلات عراقية حصراً، تكون "المدرسة المستنصرية" رمزاً على جدار المقهى تشير لرمزية وجود اليهود في تلك الفترة.

وبحسب تقرير نشره موقع "بلاس 61 جي ميديا" المتخصص بالعالم اليهودي، وترجمته وكالة شفق نيوز؛ إن "اجتماع اليهود والمسلمين لتناول مشروب العرق والمأكولات اليهودية والعراقية الأصل، بعيداً عن السياسة في كل من العراق واسرائيل وغيرها، يأتي فيما يمثل سخرية من القانون الحديث في العراق والذي يمنع العراقيين من أي علاقة بالإسرائيليين".

وأوضح الموقع أن "اليهود الآتين من اسرائيل، والمسلمين من العراق يرقصون في مقهى (دي باغ) على موسيقى الفنون العراقي الاصل اليهودي دودو تاسا، حفيد الملحنين العراقيين الكلاسيكيين صالح وداود الكويتي".

واشار التقرير الى ان "المجتمعين يحتسون مشروب العرق ويتناولون شطائر السبيش اليهودية المؤلفة من مكونات الإفطار العراقية، وهي تحظى بشعبية كبيرة في برلين".

وينظم المقهى، المملوك لعراقي مهاجر، بحسب التقرير، "فعاليات ثقافية وحوارية جماعية ومتعددة اللغات وتجمع بين فنانين يهود من اسرائيل وعربا وفنانين عالميين آخرين، وافتتحه رجل بغدادي يدعى دوري دي باغ، وهو عراقي مسلم هاجر الى برلين".

ويشير التقرير إلى أن "95% من اليهود العراقيين غادروا البلاد عامي 1950-1951 الى إسرائيل"، مبيناً أن "العديد من الناس في المقهى البرليني لديهم ذكريات عن يهود بغداد".

ويتابع التقرير قائلا إنه "في مقابل نافذة المقهى في الشارع، يجلس سياسي عراقي متقاعد من الحزب الشيوعي يرتدي سترة سوداء، وهو لديه ذكريات دافئة عن جيرانه اليهود سابقا".

وينقل التقرير عن السياسي حديثه عن "ذكرياته وكيف كانوا يتشاركون الاحتفال به مع اليهود العراقيين بعيد الميمونة حيث يتم الامتناع عن تناول الطحين"، مبيناً أن والده رفض آنذاك شراء أحد المنازل التي كان يملكها اليهود، رغم أنه عرض عليه بسعر بخس، لانه يعتقد أنه لا يمتلك الحق في القيام بذلك .

ولفت التقرير الى ان "(كافيه دي باغ) بعيد كل البعد عن التوتر القائم على المستوى السياسي بين العراق وإسرائيل" وفي هذا المقهى البرليني هناك تراث عراقي مشترك بين اليهود والعرب".

وتابع التقرير ان "دي باغ مولود في العام 1984 في بغداد، وعندما كان في الـ 14 من عمره، فر من الخدمة العسكرية التي فرضت على اخوته الخمسة الأكبر منه، وهرب من البلاد بجواز سفر مزور الى تركيا واليونان وسوريا قبل مجيئه الى برلين، لكن معظم أفراد عائلته ظلوا في بغداد".

وأوضح التقرير الإسرائيلي أنه "في كانون الثاني/ يناير من العام 2016 ، قرر افتتاح مقهى (دي باغ) ليجمع الفنانين الذين تعرف عليهم على مر السنوات".

وبحسب الموقع، فان "المقهى يحتفي حاليا بالتاريخ المشترك للعراقيين من جميع الأديان"، مشيرا الى لوحة على الجدار للمدرسة المستنصرية التي تأسست في العام 1227، عندما كان العراق لا يزال يسمى بابل، وهي مرحلة زمنية كان اليهود بالفعل يشكلون جزء من البلاد لمدة 600 عام".

ونقل التقرير عن دي باغ قوله وهو يحضر مشروبا "لقد جاء العالم كله من ضلوع العراق، مبينا أن "برلين هي كمدينة بابلية حديثة حيث ان اللاجئين من بغداد واسرائيل وسوريا وأوكرانيا، وهي كبابل جديدة حيث تلتقي كل الثقافات".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon