"حرب قاتلة" ضد الصحفيين في العراق: مقتل نحو 300 خلال عقدين

"حرب قاتلة" ضد الصحفيين في العراق: مقتل نحو 300 خلال عقدين
2023-03-22T18:10:41+00:00

شفق نيوز/ رصدت صحيفة الغارديان البريطانية، ما وصفتها بالحرب القاتلة ضد الصحفيين العراقيين، حيث قتل ما لا يقل عن 282 منهم خلال السنوات الـ20 الماضية، بينما اضطر كثيرون الى العمل من خارج البلاد.

وذكّر التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بحادثة القاء قنبلة يدوية في الشهر الماضي على قناة "يو تي في"، التي لم تنفجر، لكن الهجوم شكل نموذجا عن الاعتداءات التي تستهدف الصحفيين على مدى العقدين الماضيين.

واوضح التقرير ان "الهجوم ربما كان يستهدف مقدم برامج النقاش السياسي عدنان الطائي الذي انتقد الاستخدام المتفلت للأسلحة في العراق".

ونقل التقرير عن الطائي قوله، إن "اسئلتي لا تهدف الى استفزاز السياسيين، بل ان تطلب منهم ان يبرروا، لكنها سرعان ما تتحول الى سلاح لقتلي بعدة طرق مختلفة".

واشار التقرير الى ان "الطائي كان قد أجبر على النزوح الى المنفى بسبب التهديدات السابقة ضده وعائلته، وهو يعيش حاليا في تركيا، ويعمل كصحفي في قنوات عراقية، بما في ذلك "يو تي في".

وذكر التقرير بأن دستور العام 2005 نص على حرية التعبير وحرية الصحافة، وتلاه قانون يستهدف حماية الصحفيين، الا ان العراق فيما بعد الغزو، وبعيدا عن تسهيل الصحافة الحرة والمستقلة، انتج مشهدا اعلاميا حزبيا وطائفيا تفاقم فيه العنف ضد الصحفيين.

وذكر التقرير ما لا يقل عن 282 صحفيا في العراق قتلوا منذ العام 2003، وفقا لتقديرات لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، وقد سقطت غالبيتهم على ايدي مسلحين مجهولين او فصائل مسلحة، واخرون على ايدي القوات العراقية.

وتابع التقرير ان العراق يحتل المرتبة ال5 في مؤشر الافلات من العقاب العالمي الصادر عن لجنة حماية الصحفيين، بعد الصومال وسوريا وجنوب السودان وافغانستان.

وبالاضافة الى ذلك، تم اختطاف 74 صحفيا ومساعدين اعلاميين، وجرى قتل معظمهم.

وتناول التقرير قصة افراح شوقي التي تعمل كصحفية منذ منتصف التسعينيات وكانت مراسلة لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عندما قام نحو 20 مسلحا مقنعا بتقييد عائلتها وخطفها من منزلها في بغداد في كانون الاول/ ديسمبر 2016.

وتابع التقرير ان افراح شوقي "اتهمت بانها تلقت اموالا من سفارتي السعودية والولايات المتحدة، للكتابة ضد بلدها وبخيانة زوجها مع رجال اخرين، واجبروها على توقيع اوراق لتأكيد ذلك".

وقالت افراح انه "كلما رفضت التوقيع، كانوا يضربونني بهراوة".

ولفتت إلى انها اضطرت الى الذهاب الى المنفى في فرنسا بعد إطلاق سراحها في يناير / كانون الثاني 2017، وسط حملة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي مدافعة عنها.

ونقل التقرير عن افراح شوقي قولها ان "التواجد في المنفى مسألة صعبة بالنسبة للصحفيين، ومن الصعب التواصل بعيدا عن الوطن".

وتناول التقرير تجربة الصحفية "أميرة" التي امضت الكثير من طفولتها وهي تنتقل من مكان الى اخر ، بعد ان غادرت بغداد متوجهة الى الموصل في العام 2006 عن عمر يناهز 14 سنة بسبب الصراع الطائفي ثم نزحت مرة اخرى بعد العام بسبب وجود تنظيم القاعدة هناك، مضيفا انه في العام 2014 ، اجبرت أميرة على العودة الى بغداد بعد احتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل.

واوضح التقرير ان أميرة اضطرت الى اللجوء الى منفاها في لندن بعد حملة ضدها وضد صحفيين اخرين قبل اندلاع احتجاجات تشرين الاول/اكتوبر 2019 ، والتي قتل خلالها مئات المتظاهرين. ونقل التقرير عن اميرة قولها "احتجبت تماما عن شوارع احتجاجات اكتوبر/تشرين".

واشارت اميرة الى انها لم تعد قادرة على العودة الى العراق بعد تلقيها مئات التهديدات والاتهامات بالعمل في اجندات مختلفة، مضيفة انها اضطرت الى متابعة حياتها المهنية في احد مكاتب القنوات العراقية في تركيا، حيث لا تزال تعمل. وتقول أميرة "افكر في ال20 سنة من حياتي التي امضيتها في الهرب والهجرة، ولا اريد ان يرث طفلي هذه التجربة".

ونقل التقرير عن رئيس النقابة الوطنية للصحفيين ياسر السالم قوله، ان النقابة قدمت المأوى الامن لـ19 صحفيا فروا الى اربيل بعد احتجاجات 2019. وبعدما لفت التقرير الى العنف يمكن ان يكون بشكل ضمني ايضا بالنسبة لمن يعملون في العراق، تناول تجربة الصحفي "عبدالرحمن" الذي عندما كان يصور مع فريقه في بغداد في فبراير/شباط 2023، استدعاه مسؤول امني ليقول له ان القوات الامنية غير قادرة على حمايته، فتوقف فورا عن التصوير وغادر.

واشار التقرير الى ان عبد الرحمن يعمل في قناة اخبارية اجنبية معروفة بانها تغطي القضايا الاجتماعية المتعلقة بالشباب.

وتابع التقرير ان الصحفيين مثل عبدالرحمن، يتعرضون للتضييق من جانب "الجيوش الالكترونية" التابعة لسياسيين، على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونقل التقرير عن رئيس رابطة حرية الصحافة مصطفى ناصر قوله ان "هؤلاء الناس غالبا ما يحرضون ضد الصحفيين وصولا الى موتهم، او انهم ينشرون اخبارا كاذبة عن وفاتهم، ويتتبعون هؤلاء بهدف الانتقام وليس من اجل عملهم كصحفيين".

وختم التقرير بالقول انه حتى الصحفيين الذين لديهم الحظ الكافي لكي يتمكنوا من الهرب مثل الطائي، ما زالوا يفضلون ان يكونوا قادرين على العمل بأمان في العراق والتحدث الى السياسيين وغيرهم بشكل مباشر.

ويقول الطائي "انا مهدد دائما، وتعرضت للاضطهاد منذ ان بدأت العمل في الصحافة، واحيانا من جانب تنظيم القاعدة او من قبل الفصائل المسلحة التي تعتبر اليوم جزءا من الحكومة".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon