تقرير أمريكي يتساءل.. هل تكفر واشنطن عن ذنب "هندسة البؤس" للعراقيين؟

تقرير أمريكي يتساءل..  هل تكفر واشنطن عن ذنب "هندسة البؤس" للعراقيين؟
2021-05-29T09:58:31+00:00

شفق نيوز/ رأت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، يوم السبت، أن "بغداد تحت الحصار مجدداً"، لكنه هذه المرة ليس من تنظيم "داعش، وانما من نفس المقاتلين الذي حاربوا الارهابيين، ما يشكل تهديداً لوجود العراق.

وقالت الصحيفة في تقرير تحليلي، ترجمته وكالة شفق نيوز، إنه "قبل خمسة شهور من الانتخابات لاختيار قادة العراق الجدد، قامت الميليشيات الموالية لايران بمحاصرة المنطقة الخضراء، الجزء الدبلوماسي المحصن من بغداد، مطالبين باطلاق سراح احد قادتهم الذين اعتقل بتهم الارهاب".

واعتبرت الصحيفة الامريكية أن "رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يتعرض لضغوط هائلة من اجل الاستجابة لمطالبهم وسط تظاهرات شعبية ضد الحصانة القائمة للميليشيات"، مبينة ان ذلك "مؤشر واضح على ان العراق محتجز كرهينة لشبكة من الجهاديين الشيعية العابرين للوطن، بقيادة وسيطرة من ايران".

وتابعت أن "التفكك شبه الكامل للعراق كدولة فاعلة واضح منذ سنوات، لكنه اصبح اكثر وضوحاً منذ أن اطلق المتظاهرون حركة احتجاجية في العام 2019 ، وتجددت مرة اخرى في الايام الماضية بعد سنوات من الفساد والحكم الكارثي والخضوع للمصالح الخارجية، سيما من ايران والولايات المتحدة".

وبعدما اشارت إلى أن "كتائب حزب الله المصنفة كمنظمة ارهابية من جانب امريكا، متورطة في عشرات من محاولات القتل والاغتيالات السياسية"، ذكّرت الصحيفة، "بجريمة اطلاق النار على الصحافي أحمد حسن في الديوانية في 10 ايار/مايو والذي كان ينتقد الميليشيات"، كما أشارت إلى "اغتيال ايهاب الوزني في كربلاء والذي كان ينظم تظاهرات 2019، واتهمت عائلته قاسم مصلح، القيادي في الحشد الشعبي، وهو ما ادى الى اعتقال مصلح بأوامر من السلطة الاتحادية التي ارادت ان تؤكد انها تستجيب لمطالب المحتجين لانهاء حصانة الميليشيات".

لكن الصحيفة أشارت إلى أن "مصلح قد يطلق سراحه سريعاً بعدما حاصر مسلحو الحشد الشعبي المنطقة الخضراء، مطالبين بالافراج عنه، وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة".

وأضافت أن "الكاظمي أظهر مرة أخرى، أنه لا يمكنه اخضاع هذه الميليشيات للسيطرة مثلما لم يتمكن من جلب قتلة صديقه الخبير بشؤون الارهاب هشام الهاشمي، الى العدالة قبل عام".

وتابعت أنه، في حادثة مشابهة حيث اعتقل رجال ميليشيات في العام الماضي،  فأن احد القضاة المؤيد للحشد الشعبي، أمر باطلاق سراحهم بسبب "الافتقار الى الادلة"، ولم يتمكن الكاظمي من منع ذلك.

ورأى التقرير الامريكي أن "القوى الموالية لايران في العراق هم في قلب شبكتها العابرة للحدود، التي تمتد من طهران عبر بغداد ودمشق وصولاً إلى بيروت"، مضيفاً أن "انشطتهم تتضمن الاتجار بالجنس والأسلحة في السوق السوداء والمخدرات، والتي تتسرب عبر حدود العراق الحافلة بالثغرات مع ايران مع صلات بتجار المخدرات في افغانستان".

ونوه التقرير إلى "عجز السلطات في بغداد" عن منع النشاط الاجرامي واستمرار الميليشيات بقصف القواعد الاميركية، مضيفاً انهم بمثابة نموذج عن "الذين لا يتم المساس بهم"، لكنهم بدل ان يكونوا الى جانب تطبيق القانون، فانهم عملاء للفوضى والعنف وطموحات ايران بان تصبح القوة المهيمنة الاقليمية البارزة.

واعتبر أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مدينون للشعب العراقي بتحقيق الالتزام بالوعد الذي اعطوهم اياه قبل "الغزو المشؤوم" الذي قام به جورج بوش العام 2003، مذكراً بأن العراقيين تلقوا وعداً بالديمقراطية، وفي المقابل، فأن احد العراقيين الذين ساعدوا الاميركيين على اسقاط تمثال صدام حسين في بغداد العام 2003، يقول الآن إن العراقيين عليهم التعامل الان مع "ألف صدام".

وبعدما أشار إلى أن واشنطن تعتبر بمثابة "مهندس البؤس" للعراقيين، ذكر التقرير أن الولايات المتحدة ستكون مقصرة في واجبها الاخلاقي، إن تراجعت الى الخلف، وهي تشاهد العراقيين يكافحون من اجل الديمقراطية، ويقتلون بلا رحمة على يد المتطرفين الشيعة المدعومين من ايران، التي لا تزال تعتبر واحدة من اكبر الدول الراعية للارهاب من قبل وزارة الخارجية الاميركية.

وفي الختام تساءل تقرير "واشنطن بوست" عما اذا كانت الولايات المتحدة ستفي بمسؤوليتها التاريخية؟ ثم اضاف انه "أمر مشكوك فيه، لكن من الجيد أن نحلم".

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon