تقرير بريطاني يروي قصة نجاح تطوير ميناء ام قصر برغم المصاعب

تقرير بريطاني يروي قصة نجاح تطوير ميناء ام قصر برغم المصاعب
2022-02-28T19:43:53+00:00

شفق نيوز/ سلط موقع "ذا لوود ستار" البريطاني المتخصص بقضايا الملاحة التجارية الضوء على تجربة تطوير ميناء أم قصر العراقي، برغم كل التحديات والمصاعب التي واجهت البلد والشركة المطورة، وما يمكن أن يشكله الميناء من دعم لاعادة بناء الدولة العراقية.  

وفي تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز؛ وصف الموقع البريطاني العراق بان "سمعته سيئة ومشكلاته الامنية مستمرة"، الا ان ذلك لم يمنع شركة "آي سي تي اس آي" التي تتخذ من مانيلا مقرا لها، والمتخصصة بخدمات الشحن وإدارة الموانئ والحاويات، من الاستثمار في العراق الذي مزقته الحرب. 

وتابع التقرير؛ ان العراق فيما بعد حرب تنظيم داعش،  مازال يكافح من اجل اعادة بناء البنى التحتية التي دمرتها الحرب، والسيطرة على الاضطرابات المدنية، ومكافحة الفساد وتشكيل حكومة جديدة، مضيفا انه في اقصى جنوب العراق، فان محطة الحاويات تبدو لا علاقة لها بمشاكل البلد. 

ونقل التقرير عن المدير التجاري للشركة ماركو ميسكوفيتش وهو يبتسم ابتسامة عريضة، قوله "مرحبا بكم في منصة منفذ البصرة الشرقية.. ميناء أوروبي في الشرق الاوسط". 

وقدم التقرير وصفا لما يجري في المرفأ حيث يقوم موظفون يرتدون سترات واقية وخوذات، بتدريب سائق شاحنة جديد، مشيرا الى ان الشركة التي تتخذ من الفلبين مقرا لها، أطلقت استثمارها في العراق عندما كان هذا البلد في أدنى المستويات في تاريخه الحديث والمتقلب، حيث وقعت عقدا مدته 26 عاما لادارة وتشغيل وإعادة تأهيل مرافق المحطات في ميناء ام قصر الشمالي مع شركة الموانئ العامة العراقية في العام 2014، أي في السنة التي سيطر فيها داعش على نحو ثلث مساحة البلد.

وتابع التقرير؛ رغم ان العراق سقط على مستوى دولة منبوذة، وانسحبت العديد من الشركات الكبرى والاستثمارات، فان شركة "آي سي تي اس آي" التزمت بتعهدها الاستثماري بقيمة 250 مليون دولار.

وفيما كانت القوات العراقية تقاتل داعش في وسط وشمال العراق، فان شركة "آي سي تي اس آي"، تابعت بهدوء تنفيذ مشروعها، ثم بدأت العمل على تعزيز قدرة العراق على التعامل مع الشحنات والحاويات، وإقامة محطة حاويات جديدة، في حين كان العراق يضخ موارده المالية للحرب التي استمرت ثلاث سنوات ضد داعش.

ولفت التقرير إلى أن ميسكوفيتش اشاد برئيس "آي سي تي اس آي" انريكي رازون جونيور، بسبب إيمانه بالعراق، قائلا انه رجل اعمال انصب عمله منذ البداية في قطاع الموانئ منذ البداية، حيث "كان يؤمن بامكانيات العراق وليس لديه أي شك في استثمار هذا المبلغ من المال، لذا فقد قام بالمخاطرة واغتنم الفرصة، وهو يزور (الميناء) سنويا، حتى خلال الحرب".

واوضح التقرير؛ ان ميناء ام قصر يقع على الطرف الغربي لشبه جزيرة الفاو، حيث مصب مجرى شط العرب المائي في الخليج، وبدأت العمليات التجارية فيه في العام 1967. 

وتابع؛ أن استثمار الشركة في ام قصر لم يقتصر على تطوير البنية التحتية فقط، بل ايضا في عمليات تجريف على رصيف الميناء من اجل تسهيل استيعاب السفن الضخمة، وهو ما يجعله بمثابة "رصيف للغد" قادر على استقبال سفن أكبر مستقبلا. 

وأضاف؛ انه بحلول الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الانتصار على داعش في أواخر العام 2017، فإن المرحلة الثانية المتمثلة بتوسيع رصيف الميناء الجديد والمرافق الاخرى، كانت جارية على قدم وساق، هي مرحلة اكتملت في أوائل العام 2019 رغم ضعف الاقتصاد العراقي بسبب الحرب، وتزايد حجم الواردات عبره، وتلقت المحطة كميات كبيرة من مواد إعادة الإعمار التي يحتاجها العراق بدرة ماسة. 

ونقل التقرير عن ميسكوفيتش قوله؛ إنه "منذ الحرب، كان هناك الكثير من الأعمال، بما في ذلك اعادة الإعمار بعد الحرب، وبدأت العديد من الشركات بالعودة، ولاننا قمنا بتوسيع سعة الميناء، صار بإمكاننا نقل المزيد من البضائع بطريقة أسرع". 

ولفت التقرير الى ان اخطر المشاكل التي واجهتها الشركة كانت في أواخر العام 2020 عندما تم تخفيض قيمة الدينار العراقي، مما أضعف من القوة الشرائية للعراق، بالاضافة الى انتشار وباء كورونا عاليما مما أثر سلبا على حركة الشحن عبر العالم.

وبحسب ميسكوفيتش فإن الميناء يستقبل "الكثير من الحاويات من الصين، معظمها بضائع تجارية ، ولكن لعدة شهور، لم تكن هناك شحنات قادمة من الصين كما أن بعض الخطوط (الملاحية) غيرت مسار السفن، وما زلنا حتى اليوم نتأثر بخطوط التوريد".

وبالإضافة إلى ذلك، تم بناء محطة طاقة تعمل بالغاز ومخصصة لخدمة الميناء في العام 2020 من أجل تخطي المشاكل التي يسببها عجز توليد الطاقة في العراق. وتابع التقرير انه من اجل  تنشيط حركة البضائع الى العراق وعبر الميناء بشكل اسرع واكثر كفاءة ، فان الشركة اتفقت مع شركة السكك الحديدية العراقية من اجل مد خط السكك الحديدية الى ام قصر. ونقل التقرير عن ميسكوفيتش قوله إنه "بمجرد اكتمال ذلك، سنتمكن من نقل الحاويات الى بغداد بشكل اسرع وارخص". 

وبعدما أشار التقرير الى مئات فرص العمل التي تتيحها الشركة للعمل في الميناء من خلال موظفين مباشرين أو غير مباشرين، بما في ذلك للشباب الذين تطوعوا سابقا للقتال ضد داعش وغادروا ساحات الحرب، نقل عن ميسكوفيتش قوله إن "كل شيء هنا يديره عراقيون، والعراقيون موظفون ممتازون في الموانئ، ومن بين أفضل الموظفين الذين عملت معهم". 

وختم التقرير بالقول إن علاقة عمل ناجحة تجمع بين الشركة وبين العراق والتي لا تتعلق فقط بتطوير البنى التحتية و بالتحول إلى أكبر مستثمر في بلد حافل بالتحديات في أكثر مراحله اضطرابا. ونقل عن ميسكوفيتش قوله إنها مسألة الالتزام والاحتراف، حيث ان الشركة "قامت بكل ما وعدت به وبموعده، آمنّا بالعراق، و استثمرنا في العراق ونتطلع إلى القيام بالمزيد من اجل العراق".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon